توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رئيس جامعة القاهرة يستعرض رؤيته لواقع العلوم الدينية وتطويرها

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رئيس جامعة القاهرة يستعرض رؤيته لواقع العلوم الدينية وتطويرها

الدكتور محمد عثمان الخشت
أبوظبي ـ مصر اليوم

شارك الدكتور محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين ورئيس جامعة القاهرة، بورقة بحثية في المؤتمر العلمي الذي تنظمه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، على مدار يومي 9 و 10 نوفمبر الجاري، تحت عنوان «تجديد الخطاب الديني» وبرئاسة الشيخ عبدالله بن بيّه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس المجلس العلمي الأعلى للجامعة، وعدد من العلماء والخبراء من حول العالم.وألقى الدكتور محمد الخشت، كلمة ضمن جلسة "ما هو الخطاب الديني اليوم وما هي مجالات وأبعاد تجديده، ولماذا؟" استعرض فيها رؤيته حول الواقع الحالي للعلوم الدينية وسبل تطويرها، بالإضافة إلى بعض الأخطاء المنهجية والابستمولوجية في علوم الدين التقليدية.

وفي مستهل كلمته، قال الدكتور محمد الخشت، إن الواقع الحالي الذي نعيشه الآن هو أن العلوم الدينية التي نشأت حول النص الديني تجمدت وابتعدت عن مقاصده، وتم تحويل النص الديني من نص "ديناميكي مفتوح" يواكب الحياة المتجددة، إلى نص "استاتيكي جامد" يواكب زمناً مضى وانتهى، مضيفًا أن القرآن الكريم نص مقدس مرن حمّال أوجه في كل العصور، ويواكب المتغيرات المعاصرة والمتجددة، وهو ما يتضح من خلال نزول القرآن على مدار ثلاثة وعشرين عاما، ورغم ذلك تجمدت المفاهيم التي نشأت حول القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة، وتحول الخطاب الديني إلى نصوص جامدة، مؤكدًا ضرورة فتح باب الاجتهاد المتجدد حول المتن المقدس في كل العصور.

واستعرض رئيس جامعة القاهرة، ما تم خلال المائتي عام الماضية في حقل العلوم الدينية مبينًا أن معظم العلماء استعادوا كل المعارك القديمة، معارك زمن الفتنة الكبرى التي نشأت وقت عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومعارك الهوية، ومعارك فقه الحيض والنفاس والجنس والجسد، ومعارك التمييز بين الجنسين، ولم يدخلوا بعد المعارك الجديدة والمعاصرة، معارك التنمية، ومعارك إنتاج العلوم الطبيعية والرياضية والاجتماعية والإنسانية، ومعارك الفساد، ومعارك الحرية، ومعارك الفقر والجهل والأمية، ومعارك الدفاع عن الدولة الوطنية.

وكشف الدكتور محمد الخشت، خلال كلمته، أهم الأخطاء المنهجية والإبستمولوجية في علوم الدين التقليدية وأبرزها: الخلط بين المتن المقدس والمتن البشري، والخلط بين الإسلام والموروثات الاجتماعية، وعدم التمييز بين الإسلام والمسلمين، وعدم التمييز بين الأحاديث النبوية المتواترة والأحاديث الآحاد، وعدم التمييز بين قطعي الدلالة من النصوص وظني الدلالة، وعدم التمييز الإبستمولوجي بين اللا تاريخي (الثابت) والتاريخي (المتغير) في الأحكام الشرعية، وغياب العقلانية النقدية، والرؤية الأحادية للإسلام،، وقيام علم التفسير القديم على الصواب الواحد وليس على تعددية المعنى وتعددية الصواب.

وأوضح الدكتور الخشت، أنه تناول أسباب هذه الأخطاء المنهجية في كتابه "نحو تأسيس عصر ديني جديد"، وأن أهم هذه الأخطاء وجود بعض العقول المغلقة التي تقوم على منهجية نقلية وليس على منهجية عقلانية نقدية، بالإضافة إلى النظرة الأحادية والمتعصبة وعدم القدرة على الحوار الإيجابي المنتج، إلى جانب غياب دور العلم الاقتصادي في دراسة الظاهرة الدينية؛ لافتًا إلى أن الخطاب الديني التقليدي هو إنتاج لنمط الاقتصاد الرعوي المشكل للحياة والمحدد لأنماط العلاقة والتفاعل في الماضي.

 ودعا الدكتور محمد الخشت، خلال مشاركته في المؤتمر، إلى ضرورة تطوير علوم الدين وليس إحياءها، مؤكدًا ضرورة تفكيك الخطاب البشري التقليدي، والبنية العقلية التي تقف وراءه وتأسيس خطاب ديني جديد، موضحًا أن النص الديني هو القرآن الكريم والسنة النبوية المتواترة، أما الخطاب الديني فهو عمل بشري في فهم القرآن والسنة ويمكن إعادة النظر فيه لكي نعيد بناء العلوم.

وقال رئيس جامعة القاهرة، إن كل ما جاء فى التاريخ بعد لحظة اكتمال الدين التي أعلنها الله، جهد بشرى قابل للمراجعة، وهو في بعض الأحيان اجتهاد علمي في معرفة الحقيقة، وفى أحيان أخرى آراء سياسية تلون النصوص بأغراضها المنحازة، وأن هذه الآراء ليست وحياً مقدساً بل هي آراء بشرية قابلة للنقد العلمي والتمحيص.

وقال إن العلوم التي نشأت حول الدين مثل علوم التفسير والفقه وأصول الدين وعلوم الحديث هي علوم إنسانية، تقصد إلى فهم الوحي الإلهي، وكل ما جاء بها اجتهادات بشرية، ومن ثم فهي قابلة للتطوير والتطور.

جدير بالذكر أن الدكتور محمد عثمان الخشت فيلسوف عربي معاصر، يرأس جامعة القاهرة منذ أغسطس 2017، ويعد من كبار محققي التراث الإسلامي حيث بلغت تحقيقاته 24 كتابا من أهم كتب التراث، وتبلغ مؤلفاته العلمية 41 مؤلفًا في الأديان والعلوم الإنسانية والشرعية، وله 27 بحثًا علميًا محكمًا، وصدر أول كتاب محقق له عام 1982، وله أكثر من 15 بحثًا علميًا محكمًا باللغة الإنجليزية والألمانية منشورة في مجلات علمية إقليمية ودولية، ومن أبرز مؤلفاته كتاب "نحو تاسيس عصر ديني جديد" و"المعقول واللامعقول في الأديان" و"تطور الأديان" و"أخلاق التقدم" و"المجتمع المدني والدولة" و"فلسفة المواطنة وأسس بناء الدولة الحديثة"، وترجمت بعض مؤلفاته وأبحاثه لعدد من اللغات منها: الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والإندونيسية، وبعض اللغات الأفريقية، وأصدر باحثون عرب وأجانب عن مشروعه الفكري أكثر من 100 بحث علمي محكم ورسالة ماجستير ودكتوراه.

وصنفه كرسي اليونسكو للفلسفة بالعالم العربي ضمن الفلاسفة العرب المُعاصرين في موسوعة الفلاسفة العرب المعاصرين الصادرة عن كرسي اليونسكو للفلسفة في 2017، كما أصدر اليونسكو مجلدا كاملا عن فلسفته في 2020. والدكتور الخشت صاحب نظرية جديدة في تطور الأديان، وقدم مشروعا جديدا لتجديد الفكر الديني قائم على العقلانية النقدية، ويرى ضرورة تطوير علوم الدين، وليس إحياء علوم الدين القديمة. ويدعو الدكتور الخشت إلى صياغة خطاب ديني جديد بدلا من تجديد الخطاب الديني القديم، كما أعاد تأويل موقف الشريعة من قضايا المرأة.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

أول إجراء اليوم من جامعة القاهرة بشأن الطلاب غير المطعمين ضد كورونا

بدء الدراسة في جامعة القاهرة الدولية العام الدراسي المقبل

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيس جامعة القاهرة يستعرض رؤيته لواقع العلوم الدينية وتطويرها رئيس جامعة القاهرة يستعرض رؤيته لواقع العلوم الدينية وتطويرها



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon