توقيت القاهرة المحلي 12:58:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبنى أبيض أنيق على مسافة قصيرة من ضريحه

افتتاح "متحف ياسر عرفات" الأربعاء في رام الله

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - افتتاح متحف ياسر عرفات الأربعاء في رام الله

ياسر عرفات
القدس المحتلة - ناصر الاسعد

بعد 12 عامًا على رحيله، سيتم اليوم الأربعاء افتتاح "متحف ياسر عرفات" في مجمَّع الضفة الغربية حيث أمضى سنواته الأخيرة في ظل الحصار الإسرائيلي. وتكلف بناء المتحف 7 ملايين دولار أميركي واستغرق بناؤه وتجهيزه سنوات. ويتتبع المتحف حياة ياسر عرفات المرتبطة بشكل لا يمحى بالتجربة الفلسطينية، ويضم المتحف جناحًا من الغرف المتواضعة التي كان يسكنها في المقاطعة التي كانت مقر القائد الفلسطيني في رام الله. ويتتبع المتحف ما يقرب من مائة عام من التاريخ الفلسطيني عبر النكبة التي يطلق عليها الفلسطينيون "الكارثة" وهي الفترة التي سبقت وتلت إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وعمليات التهجير التي حدثت حتى وفاة عرفات نفسه في ظروف لا زالت محل نزاع قرب باريس عام 2004.

ويأتي افتتاح المتحف والاستدعاء المتعمد لذكرى شخصية سياسية مهمة في التاريخ الفلسطيني في الوقت الذي تبدو فيه حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية وواقع الشعب الفلسطيني أكثر انقسامًا، حيث تحكم فتح الضفة الغربية بينما تسيطر "حماس" على غزة. والمتحف عبارة عن مبنى أبيض أنيق على مسافة قصيرة من ضريح عرفات حيث أحضر جثمانه من فرنسا ودُفن، فيما تربط ممرات جوية مباني المتحف بمكتبه وغرفة نومه، وتعطي غرفة نومه فكرة مخيبة للآمال عن الوضع الدولي للرجل الذي تتواجد صورته بجانب صورة زعماء سياسيين آخرين مثل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، والقائد الفيتنامي فون نجوين جياب، ورئيس زامبيا السابق كينيث كاوندا، ومعمر القذافي في ليبيا، ويوجد سريره وراء حاجز زجاجي وهو مغطى ببطانية رخيصة مع خزانة صغيرة تضم 4 من الزي الرسمي وكومة من الشالات التي أصبحت علامة مميزة له وكذلك جهاز تلفاز صغير.

ويوجد في غرفة العرض الرئيسية النظارات الشمسية الشهيرة التي ارتداها عرفات أثناء خطابه في الأمم المتحدة عام 1974 وجائزة نوبل للسلام والميدالية التي مُنحت له لدوره في عملية السلام في الشرق الأوسط وحصل عليها بالاشتراك مع اسحق رابين وشمعون بيريز من إسرائيل. ويواجه القائمون على المتحف مشكلة واحدة هي كم ممتلكات عرفات المفقودة بعد وفاته وخلال سفره؟ وكانت جائزة نوبل العنصر الوحيد الذي تمت استعادته من مقره القديم في غزة والتي أعادتها "حماس" في ظروف لم يتم الكشف عنها. 

وأوضح ناصر القدوة ابن شقيق عرفات وأحد الشخصيات التي تقف خلف المتحف في مؤتمر صحفي قبل أسبوعين أن بعض ممتلكات عرفات من الشريط الساحلي شوهدت في أسواق غزة، مضيفا " فقدت الكثير من الممتلكات خلال أسفار عرفات الطويلة من بيروت إلى تونس إلى غزة ورام الله".

ويعرض في المتحف أحد الدفاتر التي كتب فيها عرفات بخط يده أفكاره حول ما يحدث بما في ذلك اجتماعاته مع شخصيات منها ليونيد بريجنيف السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي حينها، وهو واحد من أحد الدفاتر التي تمت استعادتها، إلا أن الكثير من الدفاتر التي تمثل خسارة كبيرة للمؤرخين لا زالت مفقودة. وقال محمد الحلايقة مدير المتحف الثلاثاء إن " إرث عرفات كبير للغاية ليتم احتواؤه في متحف واحد، لقد كان رمزا لوحدة الشعب الفلسطيني وزعيما وطنيا ومناضلا من أجل الحرية وأبا، وتتداخل حياته مع التجربة الفلسطينية، لذا حاولنا إخبار القصص معا دون إدخال عرفات في الأحداث التي لا ينتمي إليها".

ويأتي افتتاح المتحف اليوم الأربعاء من قبل خليفة عرفات محمود عباس المحاصر والذي لا يحظى بشعبية كبيرة، قبل يومين من إحياء الفلسطينيين الذكرى 12 لوفاة عرفات في مستشفى قرب باريس في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 لأسباب غير معروفة، ويتهم فلسطينيون وبينهم أفراد من عائلة عرفات إسرائيل بتسميم الزعيم الفلسطيني وهي المزاعم التي تنفيها إسرائيل بشكل قاطع، فيما أغلقت فرنسا التي حققت فى المزاعم التحقيقات العام الماضي. ويتتبع المتحف حياة ياسر عرفات منذ مولده عام 1929 في القدس على الرغم من اعتقاد بعض المؤرخين بميلاده في القاهرة، وظهر عرفات كزعيم لحركة "فتح" في ذروة الصراع المسلح ضد إسرائيل وهو ما شهد تحرك عرفات حول الشرق الأوسط، بما في ذلك تونس وبيروت، بالإضافة إلى حادث تحطم الطائرة الذي نجا منه في الصحراء الليبية.

ومن المثير للدهشة المواد المتعلقة بالانتفاضة الثانية عندما كان عرفات تحت الحصار على بعد خطوات قليلة من موقع المتحف الجديد بما في ذلك لقطات فيديو للدبابات الإسرائيلية وهي تسقط جدران مقر قيادة عرفات، وهناك أيضا متجر لبيع الهدايا بما في ذلك بضائع عرفات مثل البلوزات وقبعات "البيسبول" التي تحمل صورة عرفات وأكواب تحمل شعار المتحف وكتب عن حياته وكوفية. وتابع الحلايقة " تمثل حياة عرفات أفضل فترة لاتفاق الوحدة الوطنية عما يبدو عليه المجتمع الفلسطيني اليوم، فضلا عن مشاحنات فصائل "فتح". الناس يفتقدون عرفات، إنه لا يزال باقيا في أذهانهم ، ويأتي المئات لزيارة قبره، ولا أعلم على وجه اليقين السبب الذي يجعلهم يأتون لكنهم يفعلون، والأن أصبح هناك متحف خاص بعرفات".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتتاح متحف ياسر عرفات الأربعاء في رام الله افتتاح متحف ياسر عرفات الأربعاء في رام الله



GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي
  مصر اليوم - تكريم نيللي كريم على جهودها لنشر الوعي الصحي

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon