توقيت القاهرة المحلي 19:36:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"محمود تنيرة" طفل فلسطيني يمتلك طموحًا لا يعيقه جسده المُقعَد

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - محمود تنيرة طفل فلسطيني يمتلك طموحًا لا يعيقه جسده المُقعَد

محمود تنيرة التلميذ الفلسطيني
رام الله - مصر اليوم

كان محمود تنيرة، التلميذ الفلسطيني في الصف الثالث الابتدائي، أحد الذين اشتركوا في مسابقة مشروع "تحدي القراءة العربي" الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ونال محمود حظًا وفيرًا من التغطية الإعلامية خلال مشاركته في المسابقة، ليصبح أحد المشاهير أثناء وجوده في مدرسة البحث العلمي حيث تُقام المسابقة، تلاحقه الكاميرات وتحتفي بقصته الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية. وفوق كل الاهتمام الإعلامي الذي لاقاه محمود، حظي بعد ذلك بمقابلة شخصية مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كرمه مشيدًا بإنجازه. ومع أن محمود لم يفُز بالمسابقة في هذه الدورة، إلا أنه أثبت نفسه أثناء خوض التحدي، مكتسبًا إعجاب كل من حوله لموهبته الفذّة وقدراته العقلية المتميزة، مبرهنًا بأنّ وهن الجسد لا يسبّب وهنًا في العزيمة.
 
ويعاني محمود من مرض وراثي يؤثّر في قدرته على استخدام عضلات جسمه، ممّا أقعده عن الحركة وحدّ من قدرته على النطق بشكل كبير. ولمحمود أخٌ يصغره، يعاني من المرض ذاته، لكن بدرجة أخفّ. ولكي يتواصل محمود مع من حوله، يتعيّن عليه استخدام الكتابة، لكن حتى هذه الوسيلة يتعذّر عليه القيام بها من دون مساعدة بسيطة من يد والدته الحانية.
 
وتقول والدة محمود السيدة هالة تنيرة: "محمود طفل قوي الشخصية، ومثابر، ولديه قدرة هائلة على التعلُّم. أنه كما لقبه البعض "ستيفن هوكينغ" العرب "نسبة إلى عالم الفيزياء البريطاني الذي يعدّ من أبرزعلماء الفيزياء النظرية على مستوى العالم"، على الرغم من معاناته من مرض التصلب الجانبي الضموري الذي أقعده عن الحركة تمامًا. لذا، عندما قرأتُ عن مسابقة "تحدي القراءة العربي" لم أشك ولو للحظة واحدة بقدرة محمود على المشاركة، خاصة وأنني حرصت، منذ صغره، أنأعلمه أنهلا يوجد شيء مستحيل، وأن الاجتهاد والمثابرة – أيًا كانت الصعوبات– هما الطريق الوحيد للنجاح والاستمرار".
 
وتحمل هالة تنيرة، شهادة في إدارة الأعمال، وتتمتع بثقافة واسعة في التاريخ والعلوم والأدب. إنها امرأة لا تقبل بأنصاف الحلول، ولا ترضى بأن يحدّ من عزيمتها أي شيء،وإيمانها التام بقضاء الله وقدره لا يتعارض مع تفاؤلها بالحياة. ويبدو أنها أورثت عزيمتها وصبرها لابنها محمود. ومن جهتها، تستعيد "هويدا"، المشرفة على المسابقة في مدرسة الأنصاري العالمية التي يدرس فيها محمود، تفاصيل لقائها بالسيدة هالة "أم محمود"، قائلة: "عندما أتتني والدة محمود وطلبت مني تفاصيل الاشتراك في المسابقة، كنتُ أنا ومن معي في الإشراف في حيرة من أمرنا نظرًا لحالة محمود، لكن إصرار الأم وإلحاحها الواثق بقدرة ابنها على المشاركة شجعني. وبالفعل،تحمّستُ جدًاللمساهمة مع هذه العائلة الشجاعة في خوضهذا التحدي، فقمتُ بإرشاد الأم إلى عناوين مكتبات تستطيع أن تشتري منها الكتب التي يريدها محمود، وتابعتُمع العائلة كل مراحل المشاركة والتحكيم حتى وصول محمود إلى الحفل النهائي، حيث تم تكريمه كونه حالة متفردة، تعكس إقبالًا على الحياة، وإصرارًا لا نظير له على النجاح".
 
وتمثّل بالتأكيد حكاية محمود قصة كفاح بطلها العائلة، فالتكاتف والتعاون والتضحية والمحبة والتراحم التي تجسد طبيعة العلاقة بين الأم وابنيها كانت حافزًا قاد محمود إلى بلوغ خط النهاية في المسابقة، كما سيقوده وشقيقه لتحقيق سلسلة طويلة من النجاحات والإنجازاتفي المستقبل. وعن أول كتاب قرأه محمود أثناء تحضيره لمسابقة تحدي القراءة العربي وترك أثرًا بالغًا فيه، تقول هالة: "كانت قصة فيها عبرة مهمة جدًا عن الأمانة، وعن أهمية إدراك أن الله هو الرقيب على عباده، وكنتُ وأنا أقرأ القصة مع محمود أساله عن رأيه حول أي موقف أخلاقي يمر علينا في الكتاب، وكان ردّه دائمًا أنه مع المضي في طريق الحق، فحمدتُ الله الذي ألهم ولدي كي يقوم بالاختيار الصحيح". أما بالنسبة للكتب التي يستمتع بها أكثر من غيرها، فتؤكد السيدة هالة أنه يحبّ الكتب العلمية، وتلك التي تتناول سير أعلام وشخصيات بارزة من التاريخ العربي والإسلامي.
 
وعلى الرغم من أن محمود لم يفز في مسابقة "تحدي القراءة العربي"، إلا أنه استفاد منها كثيرًا، كما تقول والدته. وأعربت السيدة هالة عن أملها في أن يتم استحداث معايير جديدة للتقييم تناسب حالة محمود والحالات المشابهة، لتشجيعهم على المشاركة في المستقبل، مؤكدةً بأن المسابقة كانت بمثابة نقطة تحول في حياتها وحياة ابنها، وأنها لن تتردّد في خوض هذه التجربة المثيرة معه ثانية.
 
ولم يفُت الأم الصبورة الإشارة إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها في سبيل إيجاد علاج لحالة محمود، لافتةً إلى أنها تقوم بالتواصل عن طريق مستشفى "توام" في مدينة العينبأبوظبي مع مستشفيات ومراكز بحوث في أميركا وهولندا من أجل إيجاد علاج لابنها. ويبدو أن ثمة أملًا مضيئًا في نفق المرض المظلم، فبعد فترة من الانتظار، زفّ إليها أحد المراكز الطبية البحثية خبرًا سعيدًا يتعلق باكتشاف أول الخيط في طريق تشخيص حالة محمود بشكل دقيق، ما قد يمهد الطريق في التوصل إلى علاج ناجع.
 
وفي الختام، حرصت السيدة هالة على أن تُثني على اللمسة الإنسانية التي شهدتها من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي وجه دعوة للقاء ابنها محمود – ضمن آخرين – تقديرًا من جانب سموّه، كقائد عربي اقترن اسمه وفعله بالتميّز والتواضع، للنجاحات الفردية المقترنة بقهر الصعاب، قائلة في هذا الخصوص: "لا يمكن أنن ننسى هذه البادرة الجميلة، التي جاءت تكريمًا لابني محمود، وتتويجًا لرحلة قرأ خلالها أكثر من 25 كتابًا أثناء خوضه تحدي القراءة العربي".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمود تنيرة طفل فلسطيني يمتلك طموحًا لا يعيقه جسده المُقعَد محمود تنيرة طفل فلسطيني يمتلك طموحًا لا يعيقه جسده المُقعَد



GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 12:24 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 08:45 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

برج الجوزاء تبدو ساحرا ومنفتحا

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 18:30 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

قمة نارية بين ميلان ضد يوفنتوس في الدوري الإيطالي الأربعاء

GMT 11:36 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

بارتوميو يعلن مشاركة برشلونة في بطولة كبيرة قبل استقالته

GMT 23:41 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

تطبيق جديد تستخدمه المرأة الحامل للعثور على مكان في المترو

GMT 03:22 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار البيض في الأسواق المصرية الإثنين

GMT 06:41 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا تنشر صورتها بملابس السيدة العذراء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon