توقيت القاهرة المحلي 00:55:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أسرة عراقية تكشف مأساتها مع "داعش" وأساليب التعذيب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أسرة عراقية تكشف مأساتها مع داعش وأساليب التعذيب

أسرة عراقية تكشف مأساتها مع "داعش"
بغداد ـ نهال القباني

روت إحدى العائلات العراقية مأساتها مع تنظيم "داعش" الإرهابي حينما استولى على مدينة الموصل العراقية، والتي نجحت في الهرب بفضل الجيش العراقي الذي يقاتل التنظيم في سبيل تحرير المدينة.
أسرة عراقية تكشف مأساتها مع داعش وأساليب التعذيب

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قصة عائلة حسن التي لا تزال تعاني جروحًا بعد عامين من سقوط المدينة في قبضة "داعش" وإعلان الخلافة فيها. وبدأ الأمر منذ عام، عندما نشب نزاع بين الأخوان "آزاد حسن" و"محمد حسن" لأنهما كانا يبيعان الدقيق لخباز يتبع للمتشددين ولم يدفع الديون المستحقة عليه. وفي يوم من الأيام اقتحم الشقيقان مخبزه لأخذ الطحين عوضا عن المال. بعد ذلك، استدعاهم قضاة "داعش" واحتجزوهما واتهموهما بالسرقة. وحكم عليهما قاض عراقي يعرف "بقاضي الدم" بقطع رأسيهما وصلبهما لكن قاضيًا سعوديًا خفّف الحكم إلى قطع اليد.
أسرة عراقية تكشف مأساتها مع داعش وأساليب التعذيب
 
وأٌخذا لاحقا إلى ساحة عامة حيث جمع "داعش" المئات لمشاهدة تنفيذ الحكم منذ الصباح الباكر. وحقن طبيب معصميهما بمخدر. لكن تاريخ الأسرة مع التنظيم المتطرف بدأ قبل تلك الواقعة بشهور، عندما قبض التنظيم على أخيهم الذي كان يقاتل ضمن صفوف الجيش العراقي، لكن أسرته لم ترى جثته حتى الآن. وحَكَم "داعش" على الأخوين بقطع يديهما في ميدان عام، وبالفعل قبل أن يقطعوا يد آزاد كان يشاهدهم وهم يقطعون يد أخيه محمد.  

 ويأمل آزاد، البالغ من العمر 21 عامًا، في أن يحصل على العدالة يومًا ما، فهو يحمل معه مقطع فيديو لمشهد البتر، ويقول: "لن أنسى أبدًا تلك اللحظة التي قطعوا فيها يد أخي. بعد ذلك أوثقوا يدي وضربوها بالسكين مرتين حتى يقطعوا، كنت أتمنى الموت في تلك اللحظة". وعلى فراش صغير في مزرعة الأسرة الصغيرة في قرية الديبانية خارج الموصل، يرقد الأب "حسين حسن" والدم يتسرّب من ضمادتين ملفوفتين حول جروح بساقيه ناجمة عن انفجار بعدما عاد إلى منزلهم السابق في منطقة استعادتها القوات العراقية من الموصل، لكنها لا تزال عرضة للخطر.

 دخلت القوات العراقية في حملة عسكرية استمرت تسعة أسابيع بدعم من الولايات المتحدة لسحق "داعش" في آخر معقل حضري كبير له في البلاد، إلا أن تقدم القوات العراقية كان بطيئًا ومكلفًا. وبينما تستعيد القوات الأرض ببطء، يفر النازحون من المدينة ويسترجع أولئك الذين يعيشون في الداخل، ذكريات حياتهم الوحشية في ظل قبضة "داعش"، الذي تسير شرطته الدينية (الحسبة) في دوريات في المدينة وتفرض قوانينها.

وأُجبر التنظيم الرجال على إطلاق اللحى على الطريقة الإسلامية المتشددة. واضطرت النساء لتغطية أجسادهن من رؤوسهن حتى أرجلهن. وضُرب بعض الناس لارتكابهم مخالفات وقُتل آخرون بالرصاص -وصلبت جثثهم أحيانا -وكلها عقوبات تحددها محاكم "داعش"، وعرض نازح في مخيم الخازر خارج المدينة آثار جروح يقول إنها ناجمة عن اقتلاع أسنانه وشق لسانه عقابا له على التدخين في العلن.

وبصورة منهجية في منطقة محيطة بالموصل في شمال العراق، نفّذ "داعش" عمليات قتل وأسر واستعباد لآلاف من الأقلية اليزيدية، الذين يعتبرهم المتشددون "عبدة للشيطان"، فيما استهدف بلدات مسيحية ودنسوها كما استهدفوا الشيعة الذين يعتبرونهم كفارًا. وعندما اجتاح "داعش" المدينة في منتصف 2014 كان آزاد يساعد الأسرة في نشاط شحن ونقل الدقيق.

 يقول آزاد: "قبل دخول "داعش" كانت حياتي مستقرة وكنت متفوقا بدراستي. إلى أن دخل "داعش" في 10 يونيو/حزيران 2014 وقلب حياتنا رأسًا عن عقب." وأضاف: "دخل مقاتوا "داعش" في البداية، بحجة أنهم ثوارًا ثم انقلبوا علينا. لقد أحبهم الجميع في البداية، لكن بعد أن انقلبوا علينا قاموا بمعاقبة الجميع بقطع رؤوسهم وأياديهم بالسيف وكثرت الإعدامات. كان التعذيب لا يوصف، وكان عديم الإنسانية".

 وفي الوقت الراهن، يتطلّع كل من الأخوين المتزوجين، واللذين لا يعملان ويعيشان على دعم الأسرة، إلى مساعدة من قبل وكالات الإغاثة لتقديم أطراف صناعية لهما. وليس لدى أي منهما أمل يذكر. أما شقيقهما الأصغر نياض (20 عاما) فقد سلك طريقًا آخر؛ إذ انضم إلى فصيل سني مسلح ترعاه الحكومة ويشارك في حملة الموصل.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرة عراقية تكشف مأساتها مع داعش وأساليب التعذيب أسرة عراقية تكشف مأساتها مع داعش وأساليب التعذيب



GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - مندوب مصر يؤكد رفض بلاده العدوان على رفح
  مصر اليوم - ظافر العابدين يعود الى دراما رمضان بعد طول غياب

GMT 15:28 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

حرس الحدود يخشى انتفاضة بتروجت على ستاد المكس

GMT 03:36 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيَّاد في كوبا يعثر على سلحفاة غريبة برأسين وجسمين متصلين

GMT 23:01 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 02:43 2018 الأحد ,21 تشرين الأول / أكتوبر

شريهان تخطف الأنظار في حفل زفاف شيماء سيف

GMT 01:33 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

هايدي موسى تطرح " دي حياتي" عبر "اليوتيوب"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon