توقيت القاهرة المحلي 09:38:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اشتباكات طرابلس تفضح هشاشة الأمن في غرب ليبيا وتصاعد مخاوف من تمدد الإرهاب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اشتباكات طرابلس تفضح هشاشة الأمن في غرب ليبيا وتصاعد مخاوف من تمدد الإرهاب

دمار ممتلكات في ليبيا من جراء حروب المليشيات عى اراضيها
طرابلس ـ مصر اليوم

كشفت الاشتباكات المسلحة الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس عن هشاشة الوضع الأمني في غرب ليبيا، وسط تصاعد نفوذ الميليشيات المسلحة، ما أثار مخاوف جدية من تداعيات عدم الاستقرار على المنطقة ككل، خاصة في ظل استغلال الجماعات الإرهابية لهذا الفراغ الأمني لتوسيع خطوط إمدادها من غرب ليبيا إلى منطقة الساحل الإفريقي.

ويرى خبراء تحدثوا  أن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، غنيوة الككلي، وما تلاه من اضطرابات أمنية في طرابلس، يمثل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي ويمنح الجماعات الإرهابية فرصة ثمينة لإعادة التمركز وتوسيع نطاق عملياتها.

وتكمن الأهمية الاستراتيجية للغرب الليبي في موقعه الجغرافي الحساس، المطل على البحر المتوسط، والمتاخم لحدود تونس والجزائر، مما جعله نقطة عبور رئيسية للأسلحة والمقاتلين والموارد المالية باتجاه عمق الساحل الإفريقي.

تشير التحليلات الأمنية إلى أن الانفلات الذي تبع سقوط نظام القذافي عام 2011 أتاح الفرصة لنشوء شبكات تهريب معقدة تعمل على تهريب الأسلحة والبشر والسلع غير المشروعة، مستفيدة من ضعف المؤسسات الأمنية والحدود المفتوحة لتأسيس خطوط إمداد فعالة تصل بين ليبيا والساحل الإفريقي.

وتوثق مجلة "منبر الدفاع الإفريقية" الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية (أفريكوم)، أحد هذه المسارات التي تمر من ليبيا عبر الجزائر والنيجر وصولاً إلى شرق مالي ويُعد "ممر السلفادور" الواقع على حدود ليبيا مع الجزائر والنيجر من أخطر مسارات التهريب، حيث تمر شحنات أسلحة مخبأة تحت البضائع التجارية نحو مناطق مثل أغاديز، تاسارا، وتشين تابارادين، قبل أن تصل إلى مالي.

أما الأسلحة المتجهة إلى نيجيريا فتسلك مسارات تمر عبر "ديرك" إلى ديفا أو تاسكر في منطقة زيندر، أو تتجه نحو أغاديز، كبرى مدن شمال النيجر، في شبكة تهريب متكاملة تمد الجماعات الإرهابية بالذخيرة والسلاح.

وتتعدد وسائل التهريب بين البر والبحر والجو، مستخدمة طائرات وسفن شحن، غير أن الطرق البرية تبقى الأخطر وغالباً ما تُخفى الأسلحة داخل شحنات تجارية، كما حدث في واقعة ضبط حاوية في ميناء مصراتة ضمت نحو 12 ألف قطعة سلاح (مسدسات عيار 9 ملم) داخل صناديق لأدوات منزلية بلاستيكية.

تؤكد الباحثة الليبية المتخصصة في قضايا الهجرة والأمن، ريم البركي، أن هشاشة الوضع الأمني في طرابلس، والتي تفاقمت بسبب تمسك عبد الحميد الدبيبة بالسلطة، ساهمت في تأجيج الفوضى الأمنية وتؤكد في تصريح خاص لموقع "سكاي نيوز عربية" إن ما يجري في غرب ليبيا لا ينذر فقط بحرب ميليشيات، بل بانفلات شامل قد يعيد خلط التوازنات الإقليمية، ويحول ليبيا مجدداً إلى قاعدة خطرة تهدد أمن المتوسط بأكمله.

وتضيف البركي أن الدبيبة سعى إلى استقطاب الميليشيات عبر سياسات متناقضة، ما أدى إلى تفكيك البنية الأمنية في طرابلس ومحيطها، وإنشاء بيئة خصبة لعودة الجماعات المتشددة التي كانت قد طُردت سابقاً.

وتحذر البركي من عدة ثغرات أمنية بارزة تتمثل في احتمال تجنيد مرتزقة أجانب لصالح الميليشيات الموالية للدبيبة مع احتمال إعادة تفعيل ملف مهجري مجلس شورى ثوار بنغازي ودرنة، الذين سبق أن وعدهم الدبيبة بالعودة إلى الشرق الليبي بالقوة، ما قد يؤدي إلى مواجهات ذات طابع أيديولوجي خطير مع تزايد فرص تسلل العناصر الإرهابية عبر المعابر الحدودية الخارجة عن سلطة الدولة وتوسع نشاط شبكات الاتجار بالبشر التي تعمل تحت غطاء مليشيات موالية للحكومة إضافة الى خطر استغلال المهاجرين المحتجزين في مراكز الإيواء، وإقحامهم في صراعات الميليشيات، كما حدث إبان حكومة فايز السراج.

بدوره، يقول محمد أغ إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة باماكو بمالي، إن الجماعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية نسجت شبكة معقدة لنقل الأسلحة والمتفجرات والأدوية المغشوشة داخل منطقة الساحل، مستغلة الحدود السهلة الاختراق في بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، غامبيا، غينيا، مالي، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، والسنغال.

ويضيف إسماعيل  أن ليبيا تحولت إلى محطة تزويد رئيسية لحلفاء بعض القوى الإقليمية، بسبب الانقسام السياسي وضعف الرقابة على المنافذ الحدودية، مما سهّل تدفق الأسلحة والمواد المحظورة.

وفي كلمته أمام مجلس الأمن، حذّر عمر بن داود، نائب وزير خارجية تشاد، من عبور مقاتلين ومرتزقة من ليبيا إلى منطقة الساحل، محذراً من أنهم يهددون مكاسب 5 بلدان في غرب إفريقيا.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اشتباكات طرابلس تفضح هشاشة الأمن في غرب ليبيا وتصاعد مخاوف من تمدد الإرهاب اشتباكات طرابلس تفضح هشاشة الأمن في غرب ليبيا وتصاعد مخاوف من تمدد الإرهاب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 00:24 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال في غزة جراء الطقس القاسي
  مصر اليوم - وفاة 17 فلسطينيا بينهم 4 أطفال في غزة جراء الطقس القاسي

GMT 16:43 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين
  مصر اليوم - ساناي تاكايتشي تُشدد على بناء علاقات مستقرة مع بكين

GMT 15:33 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية جديدة لمساعدة الروبوتات على التكيف مع البيئة المحيطة

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 08:51 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

توازن بين حياتك الشخصية والمهنية

GMT 06:29 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

محمد رمضان ينتهي من تصوير 60% من أحداث فيلمه "موتة ملوكي"

GMT 11:30 2021 السبت ,29 أيار / مايو

أليو بادجي يضع الأهلي في ورطة كبيرة

GMT 14:17 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

نانسي عجرم تتبنى أولاد قتيل فيلتها ومحاميته ترد بقوة

GMT 11:53 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

سلوى عثمان تقدم حالة جديدة في "نصيبي وقسمتك"

GMT 05:19 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

دينا فؤاد تقترب مِن إنهاء مَشاهدها في فيلم "قرمط بيتمرمط"

GMT 04:05 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

آبل تعلن عن مواصفات أجهزة آيفون "XS وXS max وXR"

GMT 02:40 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

ستاف ماترز يوضح عدم وجود تعريف قوي وسريع للسوائل

GMT 13:39 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تعرفي على أبرز الديكورات للفصل بين غرف منزلك

GMT 12:38 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

طريقة سهلة لإعداد "الغُريّبة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt