توقيت القاهرة المحلي 02:54:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المخابرات الروسية تعلن عن جزء من ملفات سرية بشأن "ستاروستين"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - المخابرات الروسية تعلن عن جزء من ملفات سرية بشأن ستاروستين

تماثيل لألكسندر وأندريه ونيكولا وبيوتر ستاروستين
موسكو ـ مصر اليوم

أفرجت المخابرات الروسية FSB عن جزء من ملفات سرية بشأن قضية "ستاروستين"، التي تعود للحقبة الستالينية، وذلك في خطوة نادرة من قبل جهاز المخابرات وبعد 75 عامًا من القضية. وتبين القضية أنه: عندما يتناقش الناس اليوم بشأن ما إذا كانت الرياضة سياسة فإن كرة القدم كانت آنذاك للكثيرين مخاطرة هائلة ربما انتهت بلا رحمة بقضايا وهمية وتعذيب، بل وإعدامات. إنها نظرة مروعة على جريمة وحشية ضد كرة القدم في الاتحاد السوفياتي وتباين حاد لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تقام حاليا في روسيا.

وهناك الآن أربعة تماثيل برونزية لا يمكن للعين تجاهلها عند حافة ملعب سبارتاك الذي تقام به مباريات ضمن بطولة كأس العالم لكرة القدم. هذه التماثيل لألكسندر وأندريه ونيكولا وبيوتر ستاروستين، وجميعهم أشقاء ولاعبو كرة قدم عباقرة، أمر رئيس المخابرات الروسي لافرينتي بيريا باعتقالهم عام 1942 باتهامات ملفقة "وكانت أكثر الاتهامات سخافة أنه كانت هناك خطة لتنفيذ اعتداء على (الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين) أثناء مشاركته في العرض في مايو /أيار 1973 حسبما يروي المؤرخ السوفياتي سيرجي بوندارينكو.

ويعمل هذا المؤرخ لصالح منظمة ميموريال الروسية التي لها فضل كبير في معالجة أحداث الحقبة الستالينية في روسيا. إلى هنا وقضية ستاروستين معروفة جيدا بهذا الشكل في روسيا، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وغير أن الباحثين المستقلين يأملون من وراء الملفات التي أفرجت عنها المخابرات في الحصول على توضيحات أدق لملابسات القضية وخصوصا معرفة كيف بدأت ملاحقة اللاعبين الأربعة. لم يكن الأخوة اللاعبون آنذاك رياضيين عاديين، بل كانوا نجوما، حيث شارك نيكولاي ستاروستين على سبيل المثال في تأسيس نادي سبارتاك موسكو، وكانت هناك حسابات يريد رئيس المخابرات بيريا تصفيتها مع ستاروستين على وجه الخصوص.

وقبل ستة أعوام من إلقاء القبض على اللاعبين فاز سبارتاك عام 1936 في مباراة أمام نادي دينامو موسكو المفضل لدى بيريا وكانت المباراة على عشب صناعي في الميدان الأحمر وأمام أعين ستالين. ونُظر لهذا الفوز في الكرملين على أنه استفزاز للشرطة السرية "وأمر ستالين بعد ذلك بمعاقبة (أعداء الشعب) داخل الرياضة، وبذلك بدأت الملاحقة" حسبما يروي المؤرخ الرياضي يوري كوشيل.

وبدأت صحف روسية نشر مقالات هجومية تنتقص من وطنية لاعبين ومسؤولين في الرياضة، كان من بينها مثلا مقالات اتهمتهم بتبديد الأموال وبالجشع. وجمع بيريا على مدى سنوات أدلة إدانة ضد عائلة ستاروستين وأمر بالقبض على 11 شخصا على الأقل من معارف هؤلاء الأخوة وتعذيبهم "وشهد هؤلاء في جميع الوثائق أن الأخوة ستاروستين شاركوا في التخطيط لهجوم على ستالين" حسبما شرح بوندارينكو في صحيفة كوميرسانت، مضيفاً: "قالوا: أعددنا هجوما في الميدان الأحمر، إما تفجير قنبلة أو إطلاق النار على ستالين من سطح متجر GUM" وفق المؤرخ. تابع بوندارينكو: "حكم على أغلبية المعتقلين بعد استجوابهم بالقتل".

وفي عام 1942 كان الاتحاد السوفياتي يخوض الحرب مع الإمبراطورية الألمانية. ولم يلاحظ أحد تقريبا أنه قد تم القبض على الرياضيين الأربعة الذين اتهموا أمام المحكمة بأنهم "أسسوا فرقة إرهابية من الرياضيين". ولكن "الاتهامات" كانت واهية حتى من أجل محاكمة وهمية. لذلك غير بيريا الدعوى وبدأ يتهم الأخوة ستاروستين بالسطو على قطارات وسرقة منسوجات. ورغم أنه لم تكن هناك أدلة على ذلك أيضا، فإن الأمر لم يكن يتعلق بالأدلة. لذلك حكم عل كل من الأخوة الأربعة بالسجن عشر سنوات في المعسكرات. وبعد ثلث المدة أفرج عن نيكولاي ستاروستين بمبادرة من نجل ستالين، فاسيلي.

واضطر إخوته الثلاثة لقضاء كامل المدة في السجن. ولم يستطع الأربعة تنفس الصعداء إلا بعد وفاة ستالين وبيريا عام 1953. بل حصل هؤلاء فيما بعد على وظائف تدريبية وتقلدوا مناصب قيادية في اتحاد الكرة السوفياتي. وعاش نيكولاي عمرا مديدا سمح له بمعاصرة ميخائيل جورباتشوف الذي أكرمه ومنحه نياشين كنوع من المصالحة. ولكن إخوته الثلاثة توفوا قبله.

وأما نيكولاي نفسه فتوفي عام 1996 وهناك شارع باسمه الآن في موسكو. وعندما كشف الستار قبل بضعة أيام في كومسومولسك - نا - أموري عن لوحة تذكارية لهذا الرياضي الأسطورة، تحمل لاعب المنتخب القومي الروسي يوري جازينسكي نفقات هذه اللوحة التي بلغت 100 ألف روبية (نحو 1500 يورو) حيث قام ستاروستين بتدريب النادي الذي كان قريبا من مسقط رأس جازينسكي. "راجعنا الآن إفادات 11 شخصا من الذين ألقي القبض عليهم، تلك الإفادات التي كانت سرية في السابق" حسبما أوضح المؤرخ بوندارينكو في مقابلته مع صحيفة كوميرسانت، مشيرا إلى أن المعتقلين أجابوا في أول ملفين للشهادة بشأن قضية الأخوة ستاروستين بشكل خاص على أسئلة عن الفساد الذي كان يعج به عهد ستالين. ويأمل المؤرخ الروسي الآن أن تفرج المخابرات الروسية عام 2019 عن مزيد من الوثائق بشأن القضية

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخابرات الروسية تعلن عن جزء من ملفات سرية بشأن ستاروستين المخابرات الروسية تعلن عن جزء من ملفات سرية بشأن ستاروستين



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك تحتدم في شمال غزة
  مصر اليوم - إسرائيل تتوغل في رفح ومعارك تحتدم في شمال غزة

GMT 00:31 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أحمد حاتم يكشف كواليس انفصاله لأول مرة
  مصر اليوم - أحمد حاتم يكشف كواليس انفصاله لأول مرة

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon