اصيب الحزب الجمهوري الاميركي الثلاثاء بنكسة سياسية مع تعادل مرشح حزب الشاي تقريبا مع منافسه عضو مجلس الشيوخ
منذ فترة طويلة في انتخابات تمهيدية في ولاية مسيسيبي حيث سيخوضان دورة ثانية ما قد يؤدي الى تداعيات على المستوى
الوطني.
وجرت انتخابات تمهيدية ايضا في عدة ولايات اخرى في نهار انتخابي طويل ضمن حملة 2014 التمهيدية لانتخابات منتصف
الولاية في الكونغرس في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل التي يسعى فيها الجمهوريون الى استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ
من الديموقراطيين.
لكن كل الانظار كانت متجهة نحو مسيسيبي حيث ضخ حزب الشاي اموالا طائلة لتامين فوز مرشحه امام منافسه عضو مجلس
الشيوخ منذ فترة طويلة والمنتمي الى الحزب الجمهوري.
وواجهت هذه الحركة المحافظة التي تطالب بحكومة مصغرة وضرائب اقل موسم انتخابات صعب في العام 2014 حيث فشلت
في الاطاحة بجمهوريين من الحزب الرئيسي بينهم زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
وعلقت كل امالها على المحافظ الذي يطالب بخفض الانفاق كريس ماكدانيال (42 عاما) السناتور عن ولاية ميسيسيبي الذي
خاض المنافسة امام الجمهوري ثاد كوكران (76 عاما) الذي كان اول من دخل الكونغرس ممثلا هذه الولاية في العام 1976.
ومع فرز 95 بالمئة من الاصوات، حقق ماكدانيال تقدما على كوكران بنصف نقطة مئوية في معركة الانتخابات التمهيدية في
مسيسيبي، احدى افقر ولايات اميركا واكثرها انقساما على الصعيد السياسي.
لكن بما ان ايا من المرشحين لم يتجاوز نسبة الخمسين بالمئة من الاصوات في هذا السباق، فان ماكدانيال وكوكران سيضطران
لخوض دورة ثانية في وقت لاحق هذا الشهر.
وقال ماكدانيال للصحافيين انه يتوقع الفوز "سواء كان يوم غد او بعد ثلاثة اسابيع من الليلة. هذه لحظة تاريخية في تاريخ هذه
الولاية. وبسبب عملكم الشاق وتفانيكم نحن هنا اليوم".
ولم يتحدث كوكران امام مؤيديه في وقت متاخر الثلاثاء.
وكان ماكدانيال هاجم سابقا اسلوب كوكران التقليدي بالتفاوض مع الخصوم بشكل غير معلن. كما انتقد تاييد كوكران لانفاق اموال
الدولة الفدرالية في الولاية التي تعاني من صعوبات مالية.
لكن كوكران يعبر عن قناعة بصوابية سياسته في واشنطن. وقال في الاونة الاخيرة في مقابلة مع صحيفة "هاتسبرغ اميركان" "
اعتقد ان العمل مع اشخاص من الطرفين يمكن ان يؤدي الى نتيجة".
وكوكران يعتبر شخصية بارزة في واشنطن لانه كان اول جمهوري يمثل مسيسيبي في مجلس الشيوخ منذ اكثر من قرن.
ويرى خبراء ان ماكدانيال قد يكسب زخما اضافيا في الدورة الثانية بعدما حقق هذه النتائج في معركة قوية شهدت توقيف اربعة
من مناصري ماكدانيال بعد تسلل احدهم الى دار رعاية لالتقاط صور لزوجة كوكران التي تعالج من مرض الخرف.
وسارع الخبراء الاستراتيجيون لدى الحزب الجمهوري الى التحذير من ان فوز ماكدانيال في الدورة الثانية من الانتخابات
التمهيدية قد يعطي الديموقراطيين فرصة للتقدم في تشرين الثاني/نوفمبر ما يعقد جهود الحزب الجمهوري لاستعادة السيطرة على
مجلس الشيوخ.
لكن المرشحة جوني ارنست فازت بالانتخابات التمهيدية للجمهوريين بالمقعد الذي شغر مع تقاعد السناتور الليبرالي
الديموقراطي توم هاركن في ايوا.
وارنست من الجمهوريين القلائل الذين تمكنوا من الحصول على دعم الحزب الجمهوري وحزب الشاي في الوقت نفسه، وفي
حال فوزها على عضو الكونغرس الديموقراطي بروس برالي في تشرين الثاني/نوفمبر فانها ستصبح اول امرأة تنتخب في
الكونغرس من هذه الولاية.
وفي كاليفورنيا، تقدم النائب الديموقراطي الليبرالي مايك هوندا السبعيني في مواجهة منافسه رو كانا (37 عاما) بفارق كبير جدا
في معركة سيليكون فالي.
وكان كانا المحامي والمسؤول السابق في ادارة اوباما نال تاييد عمالقة التكنولوجيا بينهم مديرا فيسبوك وياهو.
ومع فرز اكثر من نصف الاصوات مساء الثلاثاء، نال هوندا 51% مقارنة مع 26% لكانا. وحل جمهوريان خلفهما كما افادت
سان خوسيه ميركوري نيوز.
ويجري تجديد كل مقاعد مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون حاليا، في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر.
ويتوقع محللون ان يستعيد الحزب الجمهوري السيطرة على مجلس النواب بالكامل في انتخابات الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
لكن استطلاعات الرأي تظهر ان مجلس الشيوخ بقيادة الديموقراطيين قد ينتقل الى غالبية جمهورية وبالتالي فان السباق على
مجلس الشيوخ سيشهد اشد المعارك.
وتتناول الانتخابات اكثر من ثلث مقاعد مجلس الشيوخ (36 من اصل مئة) فيما قد تدور معركة شرسة حول سبعة مقاعد على
الاقل يشغلها ديموقراطيون.
والانتخابات المعروفة باسم انتخابات منتصف الولاية لانها تصادف في منتصف الولاية الثانية للرئيس اوباما وسيتم تجديد كل
اعضاء مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون حاليا، لسنتين فيما يراهن المراقبون على عودة الغالبية الجمهورية.
أ ف ب
أرسل تعليقك