واشنطن- مصر اليوم
قال الكاتب الأمريكي فريد زكريا إن مشاهدة فيديوهات تنظيم "داعش" تبعث في نفسه مشاعر مؤلمة كان أحس بها في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل 13 عاما.
ورأى زكريا -في مقاله نشرت بصحيفة (واشنطن بوست)- أن المسألة لا تنحصر في تنظيم القاعدة وأن "الإرهاب الإسلامي" ليس سلوكا منفصلا لثلة من العدميين.. ثمة ثقافة أوسع نطاقا تواطأت أو على الأقل تقاعست عن مكافحة هذا الإرهاب.. وإذا كان ثمّ تغييرات قد جدّت على هذه الجبهة فإنها لا تزال غير كافية.
إنها ليست مشكلة الإسلام إنما هي مشكلة العرب؛ في بداية الألفية الثالثة كانت إندونيسيا أكبر مبعث للقلق بعد شهودها وقوع سلسلة من الهجمات الإرهابية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لكن على مدار السنوات العشر الأخيرة خفت صوتُ الجهاديين وحتى الأصوليين في البلاد التي تضمّ بين حدودها أكبر تعداد للمسلمين في العالم، أكثر مما تضمه كل من العراق وسوريا ومصر وليبيا ودول الخليج مجتمعة.
وهناك الهند؛ فهي رغم ان جوارها لباكستان مقرّ زعيم القاعدة أيمن الظواهري، إلا أن عددا لا يُذكر من مسلميها البالغ تعدادهم 165 مليون انضموا لتنظيم القاعدة.
وأكد زكريا -المنحدر من أصول هندية - أن الجُمود السياسي العربي يقف وراء إنتاج التعصب والتطرف.. في عام 2001 افتقرت معظم الدول العربية إلى حُرّيات كانت تتمتع بها عام 1951.
اضاف إنّ وجه زاوية الحياة الوحيدة التي لم يستطع الحكام العرب أن يسدّوها كانت زاوية الدين، ومن ثمّ بات الإسلام لغة المعارضة السياسية.. ومع فشل الأنظمة الديكتاتورية الغربية والعلمانية الصبغة على كافة الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، خرج الأصوليون إلى الناس وقالوا لهم إن "الإسلام هو الحل".
وهكذا بات العالم العربي رهين المحبسين: ديكتاتورية الحُكم من جهة وتعصّب جماعات المعارضة من الجهة الأخرى.. حسني مبارك أو القاعدة، وكلما كان النظام أكثر قمعية، كانت المعارضة أكثر عنفا.
ولفت صاحب المقال إلى هشاشة تكوين الدول العربية؛ فما أن يسقط الديكتاتور حتى تنهار الدولة وليس ثمّة مجتمع مدني ولا هوية وطنية حقيقية.. عندما عمت الفوضى منطقة الشرق الأوسط لم يلجأ الناس لهويتهم الوطنية كسوريين أو عراقيين - وإنما لجأوا إلى هوية أكثر قِدَما: شيعيين أو سُنة أو أكراد أو عرب.
واستعان زكريا في ختام مقاله بقول صامويل هنتنجتون، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد،" إن الأمريكيين لم يفطنوا أبدا إلى أنه في العالم النامي ليست القضية هي نوع الحكومة، شيوعية أم رأسمالية أم ديمقراطية أم ديكتاتورية، وإنما القضية هي درجة تواجد تلك الحكومة.. إن تبعات غياب الحكومة هو ما نشهده في هذه الأيام، من ليبيا إلى العراق إلى سوريا."
أ ش أ
أرسل تعليقك