القاهرة ـ محمد الدوي
أكَّد الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور عمرو الشوبكي، أن "المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين فلسطين وإسرائيل، خطوة إيجابية وجزء من الدور المصري لدعم غزة والشعب الفلسطيني بكل السبل"، مشيرًا إلى أنه "رغم وجود خلاف سياسي مع "حماس" إلا أنه يجب أن نُنحِّى هذا الخلاف جانبًا؛ لأن هذا الخلاف يدفع ثمنه الشعب الفلسطيني".
وأضاف الشوبكي، أن "مصر أطلقت مبادرة تطالب فيها بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك فى ضوء اتصالات تجريها مصر مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل، بما يؤدى إلى وقف الأعمال العدائية كافة برًّا وبحرًا وجوًّا، ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة".
وأشار الشوبكي، إلى أن "فور قبول إسرائيل لتلك المبادرة ستوافق عليها كل القوى الفلسطينية حقنا لدماء أبناء الشعب الفلسطيني الذي ينزف يوميًّا، ويتعرض لإبادة جماعية"، موضحًا أن "هناك عودة قوية لمصر لاستعادة دورها الإقليمي والدولي".
وتابع، أن "فلسطين قضية عادلة مهما أساء لها البعض، وشعبها بطل وعظيم، يستحق الدعم المادي والمعنوي في مواجهة آخر دولة احتلال في الكرة الأرضية، وهى إسرائيل، ولا يجب أن نختزل فلسطين في حركة "حماس"، وحين يكون المحتل هو المعتدى والمهاجم، فيجب علينا جميعًا أن نتضامن مع الضحية، مهما كان لونها السياسي، لأن القضية هنا تصبح قضية دفاع عن العدل والحق، وليس عن فصيل سياسي".
وعن توتر الأوضاع في ليبيا، أوضح الشوبكي، أن "مصر تلعب دورًا محوريًّا في مساعدة ليبيا، حيث هناك مصالح مشتركة ضخمة بين مصر وليبيا، باعتبارها جزء من الأمن القومي المصري، لذلك لابد من التدخل لإنهاء الخلافات القائمة بين أبناء الشعب الليبي".
وبشأن تحالف الأمة المصرية، أكد الشوبكي، أنه "تأسس بالفعل، وتم التوافق على وثيقته"، مشيرًا إلى أن "الباب ما زال مفتوحًا لانضمام أحزاب أخرى للتحالف، وأن هذا التحالف سياسي وليس انتخابيًّا فقط".
وأضاف، أن "هناك تواصل بين حزبي "الوفد"، و"المصريين الأحرار"، للوصول إلى صيغة مرضية لكليهما للانضمام للتحالف الجديد"، موضحًا أنه "قبل الاتفاق على نسب الانتخابات البرلمانية لابد من الاتفاق على معايير موضوعية لاختيار من هو قادر على دخول مجلس النواب".
وأشار الشوبكي، إلى أنه "تم التوافق على وثيقة تحالف الأمة المصرية"، مشددًا على أن "الوثيقة تتضمن تأكيد على أنه لا مصالحة مع من ارتكب جرائم أو سفك دماء المصريين، مع الأخذ في الاعتبار أن تلك الوثيقة لا تروج لفكرة الانتقام خارج القانون، وإنما تسعى للحفاظ على وحدة نسيج المجتمع المصري".
وتابع الشوبكي، أن "بنود الوثيقة تتمثل في أن مصر دولة مدنية، والإيمان بثورتي 25 كانون الثاني/يناير و30 حزيران/يونيو، ولا إقصاء لأحد من التحالف والباب مفتوح للجميع، كذلك ضرورة وجود دور نشط وفعال لسياسة مصر الخارجية، والاهتمام بدور الدولة المصرية"، مُؤكِّدًا على أنه "تم وضع أسس أهمها أن يقوم التحالف في إطار الدستور ومبادئه وخارطة الطريق، وأن تحالف الأمة المصرية يهدف إلى الحفاظ على الدولة الوطنية وإصلاحها، ولا يسعى إلى تأسيس نظام ثوري، أو نظام يستمد شرعيته دون الدستور والقانون".


أرسل تعليقك