القاهرة - الديب أبوعلي
انتقد عددٌ من الحقوقيين المصريين تصريحات وزير داخلية الرئيس السابق مبارك حبيب العادلي، بعدما قامت إحدى الصحف المصرية بنشر تسجيلات له جاء من بينها تصريح له يؤكد أن "ثوار 25 يناير" مجموعة من اللصوص، الأمر الذي اعتبره رئيس "الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات" دليلاً واضحًا على أن العادلي أعطى أوامر بقتل المتظاهرين ما دام يعتبرهم قطاع طرق وبلطجية، فيما أكد الناشط الحقوقي محمد زارع أن السبب الرئيسي في وصول "الإخوان المسلمين" إلى الحكم وتعاظم شأن التيار الإسلامي جاء نتيجة الضربات القاسية التي تلقتها "القوى المدنية" من بطش داخلية العادلي.
وأكَّد مدير "المنظمة العربية للإصلاح الجنائي" محمد زارع أن تصريحات حبيب العادلى بشأن "ثورة 25 يناير" وثوارها، التي وصفهم فيها بـ"مجموعة لصوص" كلامٌ مشوّه، وينافي الحقيقة، لافتًا إلى أن العادلي عمِل طوال فترة حكم مبارك على توجيه الضربات للقوى المدنية.
وأضاف زارع أن ما قام به العادلي هو الذي أدّى إلى وصول التيار الإسلاميّ إلى الحكم، واختطاف الثورة المصرية، لافتًا إلى أن شباب "ثورة 25 يناير" أطهر شباب مصر دافع عن وطنه في الوقت الذي أراد مبارك فيه توريث البلد لنجله جمال مبارك.
واستطرد مدير "المنظمة العربية للإصلاح الجنائي" أن وزير داخلية مبارك كان مسئولاً بشكل مباشر عمّا جرى في سيناء، ومحاولة التصريح بأن الجيش مسؤول عن ذلك تهرُّب من المسؤولية، مشيرًا إلى أن منطقة سيناء كانت توجد فيها قوات الشرطة طوال فترة حكم مبارك.
وقال رئيس "الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات" وليد فاروق: "إن ما قاله حبيب العادلي بشأن "ثورة 25 يناير" وثوارها الذين وصفهم بالحرامية دليل قاطع على أنه شارك وأعطى الأوامر بقتل المتظاهرين"، مطالبًا أن تُستخدَم التسجيلات كدليل إدانه ضدّه.
وأضاف فاروق، أن "تصوير ثوار 25 يناير بالبلطجية والحرامية وقطّاع الطرق سبب أدعى لدى العادلي إلى قتلهم"، لافتًا إلى أن "وزير الداخلية الأسبق حاول أن يتنصل من المسؤولية بتزييف الحقائق بشكل عشوائي".
وأوضح رئيس "الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات" أن العادلي حاول أن يغسل يديه مما جرى في سيناء، وإلقاء المسؤولية على القوات المسلحة في القضايا الخاصة بسيناء، لافتًا إلى أنه قبل "ثورة 25 يناير" لم يكن هناك وجود للقوات المسلحة في سيناء، بينما كانت تُعَد ثكنة للقوات التابعة للداخلية.
فيما قالت الناشطة الحقوقية ومدير تنفيذي "مركز ابن خلدون"، داليا زيادة، إن تصريحات حبيب العادلى بشأن "ثورة 25 يناير" وثوارها لهجة ليست غريبة على حبيب العادلي، الذي اعتاد أن يصف معارضي مبارك بـ "الخونة والحرامية".
وأضافت زيادة أنه يجب أن تُعاد محاكمة العادلي بعد هذه التصريحات، التي تُعَد سبًا وقذفًا ضد كلّ من شاركوا فى ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن التاريخ لن يغفر له أنه وزير الداخلية الذي غيّر شعار "الشرطة في خدمة الشعب" إلى شعار "الشرطة والشعب في خدمة القانون".
وقالت مدير تنفيذي "مركز ابن خلدون" إن العادلي هو وزير الداخلية الذي أحدث حالة من الكراهية الشديدة بين الشعب والداخلية، بسبب السياسات التي كان يتّبعها، والتعالي الذي كانت تنتهجه الداخلية على مدار عشر سنوات كان فيها العادلى وزيرًا للداخلية.


أرسل تعليقك