بكين - أ ش أ
قالت وسائل الاعلام الرسمية الصينية ، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني الحاكم ، أن
المأزق السياسي الحالي والفوضى الاجتماعية الدامية في مصر أثبتت أن سياسية "السير على
الحبل المشدود" الأميركية قد فشلت إلى حد كبير في تعاملها مع مصر .
وقالت الصين فى تعليق ، اذاعه التليفزيون الصيني ونشرته الوكالة الرسمية "شينخوا"،
باللغات العربية والصينية والانجليزية ، إنه بينما ينزف المصريون في الشوارع يتعين على
الولايات المتحدة أن تتحمل الحقيقة ، وعليها أن تسعى للمساعدة في استعادة السلام والنظام في
مصر وإنهاء الفوضى التي ساهمت فيها .
وطالبت وسائل الاعلام الصينية واشنطن بأن تتعلم حقا من دروس الماضي الفاشلة في بناء
الدول ومهام تعزيز الديمقراطية ليس فقط في مصر بل في بلدان أخرى بالمنطقة ، وعلاوة على
ذلك عليها أيضا أن تتذكر أنه على الرغم من كونها القوة العظمى الوحيدة في العالم سيأتي التدخل
في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بنتائج عكسية دائما.
وقالت إنه منذ بدأت قوات الأمن المصرية الاسبوع الماضي تفريق اعتصامين لأنصار الرئيس
المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها بالقوة ، أودى العنف الذي تلى
ذلك فى الشوارع بحياة حوالي ألف شخص ، وعلى الرغم من إدانة واشنطن تصرفات الحكومة
المصرية المؤقتة وإلغاء مناورة عسكرية مشتركة ، لم توقف الولايات المتحدة المساعدات
السنوية لمصر التي تبلغ قيمتها 5ر1 مليار دولار أمريكي.
وأضاف الاعلام الصيني أنه في الواقع لم تتصور واشنطن أن مصر ستشهد جولة أخرى من ما
وصفته "الاضطرابات" بعد ثورة 25 يناير 2011 ، مما ادى الى ان تواجه ما يسمى
بنموذج الديمقراطية الذي تريد اقامته ، والذى لا يمكن أن يضمن مصالحها في المنطقة.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن لديها الكثير على المحك في مصر ، التي تسيطر على
ممر الطائرات العسكرية الأمريكية وحاملات الطائرات إلى الشرق الاوسط ، فى وقت ظلت
القاهرة لعقود ملتزمة بمعاهدة سلام مع إسرائيل ويمكن أن تساعد واشنطن في تحقيق السلام
والمصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين.
واختتم التعليق الصيني بالقول، إن الولايات المتحدة تسير على حبل مشدود ساعية إلى الحفاظ
على حكومة في مصر صديقة لواشنطن ، بينما تسمح لنمو ديمقراطية على النمط الغربي قد لا
تنتخب بالضرورة حكومة متعاطفة مع المصالح الأمريكية ، ولذلك من السهل أن نتفهم لماذا تبقى
دائما إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تقف هكذا عندما تتعلق القضية في مصر .


أرسل تعليقك