القاهرة - مصر اليوم
انتقد الدكتور خالد عمران أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية المتطرفين الذين لم يستوعبوا ما حدث من تغير لمفهوم الدولة والذى انتقل من مفهوم قديم تتركز فيه السلطة في جهة واحدة إلى مفهوم تنتشر فيه السلطة وتتوزع بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية مع ضمان استقلال السلطات.
وأضاف عمران أن هؤلاء لم يستوعبوا أيضا تميز تجربة الدولة المصرية الحديثة في تطبيق الإسلام بجعله مرجعًا من مراجع التشريع القانوني والنص على ذلك في الدساتير المصرية المتعاقبة والتركيز على الجانب الاجتماعي في التدين أكثر من الجانب القانوني حتى لا يصبح الدين مظهرًا لسيف العقوبات الذي تأباه الطبيعة البشرية.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بعنوان "الفتوي والتطرف وذلك ضمن فعاليات الملتقي الثقافي "الدعوة والحوار"، والذي يحاضر فيه نخبة من علماء الأزهر الشريف ويستمر طوال شهر رمضان الكريم بمقر الرابطة.
وأكد د.عمران أن وجود أفكار مثل استعادة الخلافة والولاء والبراء وغيرها في أذهان المتطرفين جعلهم في صدام مستمر مع الواقع المعايش الذي لم تستوعب عقولهم تغيره عما عهد قبل ذلك سياسيًا واجتماعيًا.
وأشار إلى أن نتيجة لذلك رأينا مجموعة من الفتاوى المتطرفة تنبع من هذه الأفكار مثل فتوى تحريم السلام الوطني وتحريم الالتحاق بالجيش وأداء الخدمة العسكرية وتحريم الالتحاق بوظائف الدولة والخدمة المدنية وغير ذلك من الفتاوى الضالة المخالفة لتعاليم الدين والواجب الوطني.
وشدد الدكتور عمران على أن هذه الأفكار المتطرفة غريبة عن التراث الإسلامي ومجافية لجوهر ديننا الحنيف وهدي القرآن، موضحا أن الإسلام جاء إرشادًا لإحسان التعامل والتعايش والتحاور مع أبناء الوطن الواحد، وتكليفا للقيام بالواجب الوطني والديني على السواء، وقد ظهر هذا واضحا في تعامل الصحابة الكرام في المجتمعات المختلفة التي عاشوا فيها في مكة والحبشة والمدينة ثم في مكة بعد الفتح، بما يوضح لمن يتأمل فيه بطلان فكرة الولاء والبراء التي يتمسك بها المتطرفون والتى يعادون بها كل من يعتقدون ضد ولائهم، وتجعل كثيرا من الشباب في حالة "تفخيخ" مستمر مستعدين للانفجار في وجه من يخالفهم.


أرسل تعليقك