توقيت القاهرة المحلي 06:13:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شدّدت أكثر من مرة على الالتزام بمذكرة سوتشي الموقعة مع أنقرة

رسائل استياء روسية من التصريحات النارية لـ "بشار الأسد" بشأن رجب طيب أردوغان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - رسائل استياء روسية من التصريحات النارية لـ بشار الأسد بشأن رجب طيب أردوغان

الرئيس السوري بشار الأسد
دمشق - مصر اليوم

لم تكد تمر أيام على التصريحات اللافتة للرئيس السوري بشار الأسد، الذي أطل في مقابلة تلفزيونية مباشرة بعد سريان الاتفاق الروسي - التركي في الشمال السوري ليهاجم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ويصفه بأنه «لص»، ويشكك في عمل اللجنة الدستورية، حتى برزت إشارات جديدة من موسكو تدل على حجم الاستياء الروسي بسبب ما وصف بأنه «تصريحات صاخبة للأسد».

ورغم أن الأوساط الرسمية الروسية تعمدت عدم التعليق على العبارات النارية التي أطلقها الأسد، فإن التصريحات التي صدرت عن وزارة الخارجية حملت رداً غير مباشر من خلال التأكيد أكثر من مرة على الالتزام بمذكرة سوتشي الموقعة مع تركيا، وكذلك على دفع مسار عمل اللجنة الدستورية في جنيف، بصفتها نقطة التحول الأساسية لدفع مسار التسوية السياسية بشكل عام في سوريا.

في حين أن أصداء التصريحات المتتابعة للأسد خلال الفترة الأخيرة، وجدت انعكاساً أوضح في تعليقات خبراء ومقالات نشرتها الصحافة الحكومية الروسية حملت انتقادات قوية حيناً، أو تحذيرات مباشرة في أحيان أخرى، بضرورة تخلي الحكومة السورية عن «الخطاب الخشبي» والانخراط بشكل أوسع مع الجهود الروسية الهادفة لتعزيز مسار التسوية السياسية، بدلاً من الاكتفاء بالمفاخرة بـ«الانتصار» في الحرب السورية. وذهب بعضها إلى تذكير الأسد بأن الدورين الروسي والإيراني كان لهما التأثير الحاسم في تعزيز مواقعه بعدما كان النظام في سوريا يكاد يتهاوى في عام 2015.

وكان لافتاً أن الانتقادات لم تقتصر على المجالات التي ذكرها الأسد في خطابه الأخير، وتجاوزتها إلى رزمة واسعة من المسائل التي رأى معلقون روس أن الحكومة السورية فشلت في إدارتها، ما حمل دلالات إضافية إلى أن موسكو تتعمد توجيه رسائل غير مباشرة للنظام.
وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الواسعة الانتشار قبل أيام، أن «الحكومة السورية مارست نهجاً قمعياً لمشاكل الهياكل القبلية المحلية. وغالباً ما تم إهمال سلطة شيوخ القبائل، كما تم تجاهل الحملات المدعومة بقوة من جانب إيران لإجراء تغييرات ديموغرافية في مناطق يقطنها السنة؛ ما أضاف وقوداً إلى نيران الحرب الأهلية في سوريا»، وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت دمشق ستعي «أهمية تغيير استراتيجيتها في التعامل مع العشائر السنية». محذرة من أن تجاهل مصالحها قد يفتح صفحة أخرى في الصراع السوري و«روسيا ضامناً للاستقرار في سوريا لا يمكن إلا أن تأخذ هذا في الحسبان».

في المقابل، حمل تعليق لافت نشرته وكالة أنباء «تاس» الحكومية، إشارات إلى أن النظام سعى إلى إبطاء عمل اللجنة الدستورية لأنه لا يرغب في أن يقف أمام استحقاق إجراء انتخابات رئاسية، ورأت أن تصريحات الأسد حول عمل اللجنة في جنيف، مرتبطة بهذا الأمر بالدرجة الأولى، محذرة من أنه «كلما اقترب أجل إنجاز شيء ما في اللجنة سوف تغدو ردود الأفعال أكثر حدة».

وكان لافتاً أن تنشر قناة «آر تي» الحكومية مقالة كاملة تمت ترجمتها بعد أن نشرت في صحيفة «زافترا» ذات التوجه القومي الروسي، حملت عنواناً لافتاً ينتقد «التصريحات الصاخبة للأسد»، ولفت كاتب المقالة السفير السابق رامي الشاعر، الذي يعد أحد أبرز مستشاري دائرة الشرق الأوسط في الخارجية، وخصوصاً في ملفي سوريا وفلسطين ولعب أدواراً مهمة خلال السنوات الماضية لدعم السياسة الروسية في سوريا،، إلى أنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال تقبل مثل هذا التصريحات، ذلك أنه من الصعب فهم أن يشن الأسد هذا الهجوم على رئيس دولة، يعتبر عضواً مشاركاً في عملية آستانة، وشريكاً لروسيا وإيران في حل المشاكل الجذرية التي تواجهها سوريا اليوم».

ورأى الكاتب، أنه لا يمكن القبول بتصريحات الأسد التي «أثارت رد فعل عاصفاً ليس في بلدان الشرق الأوسط فحسب، بل وفي العالم كله»، مشيراً إلى أن «التصريح حول إردوغان شاذ، ولا سابقة له في العرف الدبلوماسي، بل اعتبره خطأ جسيماً من وجهة نظر العلاقات السياسية بين الدول». ملمحاً إلى أن تصريحات من هذا النوع تشكل إساءة إلى روسيا التي تعمل بشكل وثيق مع إردوغان لتوسيع مجالات التسوية في سوريا.
ورأت المقالة، أن «مثل هذه التصريحات تساعد الأطراف الساعية لتقويض المسار السياسي الذي تسعى موسكو مع شريكيها التركي والإيراني لدفعه في سوريا».

اللافت، أن المقالة استعرضت تاريخاً طويلاً لوصول الأسد إلى السلطة عن طريق المصادفة، بعد مصرع شقيقه باسل في حادث سير في عام 1995، وأشارت إلى أن طبيب العيون السابق انتقل إلى عالم السياسة وتمت ترقيته عسكرياً إلى رتبة فريق في غضون سنوات قليلة؛ ليتم لاحقاً تعديل الدستور السوري وتعيينه رئيساً بعد وفاة والده حافظ الأسد في عام 2000.

وبعد استعراض لمراحل تطور الأزمة السورية منذ عام 2011، رأى الكاتب أن «هدف السير في الطرق السليمة التي تؤدي إلى المصالحة الوطنية. لن يتحقق إلا من خلال سياسة معقولة، حكيمة وموزونة من قبل القيادة السورية، ومن خلال بعض الإصلاحات السياسية والاقتصادية، التي ينص عليها الدستور الجديد الذي سيتولى الشعب وضعه وصياغته، بما يستجيب لآمال وأماني غالبية الشعب».

ومع تذكيره بأن روسيا هي التي لعبت الدور الأساسي في حماية كرسيه وحكمه، لفت الكاتب إلى أن أي انتخابات رئاسية جديدة في المستقبل، «لن تحقق نسب نجاح عالية لأي مرشح بما في ذلك بشار الأسد؛ إذ يحظى النظام الحالي بتأييد ما يعادل نسبة 20 في المائة من الشعب السوري، أما الغالبية والتي تشكل نسبة 50 في المائة منه، فهي تريد تغييراً جذرياً في المنظومة الحالية. وبالنسبة للبقية التي تشكل 30 في المائة من الشعب، فهي من غير المبالين وغير المعنيين بالأمر نهائياً، ولا تريد سوى لقمة العيش، مع انعدام أي طموح لديها».

وكان الشاعر نشر سلسلة مقالات في الفترة الأخيرة حملت انتقادات لاذعة لأداء الأسد، وكتب قبل أيام: «ألم يحن الأوان أن تعي القيادة السورية أن عامة الشعب السوري لا يريد استمرار الوضع في هذا الشكل وأن الخطابات والمواقف التقليدية انتهى وقتها ولم تعد فعالة لا للاستهلاك الداخلي أو الخارجي بل يتقبلها الجميع بسخرية»؟

واتهم القيادة السورية «كما لو كانت تعيش في عالم آخر وكأن الوضع في سوريا عادي، ولم تكن سيادة سوريا مهددة ولا يوجد دمار ومشاكل داخلية، مع عدم رضا الغالبية العظمى من الشرائح السورية ببقاء النظام كما هو».

لكن الجديد هو أن المقالة الأخيرة ركزت في جانب منها على البعد الإنساني على خلفية مواصلة انتهاكات حقوق الإنسان، مشيراً إلى «مطلب أساسي من النظام بأن يقوم مع بدء عمل اللجنة المصغرة (الدستورية) باتخاذ خطوات تعبر عن مسؤوليته، وتعكس اهتمامه الكبير بإحلال أجواء المصالحة الوطنية، وذلك عن طريق إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والعفو عن المقاتلين الذين سلموا سلاحهم، تلبية لاتفاق المصالحة، ووقف عمليات التصفية التي ما زالت تمارسها بعض الأجهزة الأمنية للمسلحين الذين تجاوبوا لنداء المصالحة، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتكرر بعد اليوم حالات وفاة الموقوفين في السجون، مثلما حدث للشاب إسماعيل محمد المقبل الذي فقد حياته وهو في ريعان شبابه».

قد يهمك أيضا :

بشار الأسد يُؤكِّد مِن إدلب على أنَّه لا يوجد حل وسط إمَّا الخيانة أو الوطنية

   الرئيس السوري بشار الأسد يشرف على رمايات مدفعية في إدلب

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسائل استياء روسية من التصريحات النارية لـ بشار الأسد بشأن رجب طيب أردوغان رسائل استياء روسية من التصريحات النارية لـ بشار الأسد بشأن رجب طيب أردوغان



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 00:22 2020 الجمعة ,14 شباط / فبراير

ارتفاع أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.4 %

GMT 19:02 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أمير الغناء العربي يتألق في موسم الرياض بحضور كامل العدد

GMT 01:48 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يصدم نجم الفريق ويفسد مخطط انتقاله للزمالك

GMT 18:31 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

إشبيلية يهزم ليجانيس بهدف نظيف في الدوري الإسباني

GMT 09:26 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أوناجم يغيب وشيكابالا ينتظم في مران الزمالك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon