ييفولين جوستين يؤكد أن أداء الاقتصاد المصرى يتطور بخطى إيجابية جيدة

كشف ييفولين جوستين نائب رئيس البنك الدولى السابق أن الاقتصاد المصري حقق أداء جيدا فى الـ 4 سنوات الماضية بفضل الاستقرار والإصلاحات، فيما توقع أن يواصل الاقتصاد المصرى تطوره وتوسعه على المدى المتوسط على أن تواصل الحكومة المصرية مواجهة التحديات من أجل جعل الاقتصاد المصرى أكثر تنافسية.

وقال جوستين في حديثه إلى جريدة "الأهرام" المصرية "أعتقد أن الاقتصاد المصرى يتطور بخطى إيجابية جيدة خلال السنوات القليلة الماضية، وتعرف انه حتى العام 2011 وقبل أحداث 25 كانون الثاني /يناير، كان الأداء الاقتصادى لمصر جيدًا، وحقق معدل نمو أكثر من 5% سنويا ولكن حالة الاضطراب السياسى التى حدثت مع أحداث كانون الثاني/ يناير 2011، أدت إلى تراجع كبير فى الأداء الاقتصادى لمصر، حتى إن معدل النمو كان خلال اعوام 2011، 2012 و2013 والنصف الأول من 2014 لا يزيد على 2% سنويا كل ذلك أدى إلى حدوث ضعف واضح فى أداء الاقتصاد المصرى".

وتابع  جوستين "بعد أن اتضح للعالم أن مصر تتجه إلى الاستقرار السياسى مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم فى عام 2014 وعودة الأمن إلى البلاد، بدأ منحى الأداء الاقتصادى فى الارتفاع، وانطلقت مسيرة الإصلاحات الاقتصادية الصعبة بجدية والآن بعد أربع سنوات أستطيع القول بأن أداء الاقتصاد المصرى جيد ويتطور بشكل إيجابى وأتوقع أن يحقق معدلات نمو جيدة خلال الفترة المقبلة، فالعام الماضى حقق معدل النمو نحو 5% وأتوقع أن يتجاوز ذلك فى 2018 و 2019.

وأضاف جوستين "أتوقع أن يواصل الاقتصاد المصرى تطوره وتوسعه على المدى المتوسط على أن تواصل الحكومة المصرية مواجهة التحديات من أجل جعل الاقتصاد المصرى أكثر تنافسية".

وأضاف أنه ينصح الحكومة المصرية بمواصلة العمل من أجل تطوير الأداء الاقتصادى من خلال إعداد التشريعات والاجراءات التى من شأنها أن تجذب الاستثمارات الأجنبية، وأن تدعم القطاع الخاص حتى يصبح قادرا على انجاز دوره فى تحقيق تنافسية عالية للاقتصاد المصري. وكما تعرف- فإن أحد أسباب نجاح تجربة الصين هى أن الحكومة المركزية دعمت القطاع الخاص بقوة للقيام بدوره الاقتصادى وتوفير وظائف جديدة لشباب الخريجين.

وقال "إذا نظرنا إلى واقع ـ الاقتصاد المصرى، فسوف تجد أنه يعتمد على ركيزتين اساسيتين "الأولى السياحة والثانية الاستثمارات الخارجية"، وهاتان الركيزتان تعتمدان بدورهما بشكل أساسى على الاستقرار السياسى، فالسياحة تحتاج إلى الأمن والاستقرار، وتدفق الاستثمارات الأجنبية أيضا يحتاج إلى الشىء ذاته.. الاستثمارات الاجنبية تعد مهمة جدا لدولة مثل مصر تحتاج إلى إعادة تشييد وإصلاح البنية التحتية.. وتنويع الاقتصاد من خلال تحقيق التحول من الاقتصاد المعتمد بشكل رئيسى على الزراعة إلى اقتصادية يعتمد على التصنيع كما فعلت العديد من الدول الأسيوية التى حققت نجاحات اقتصادية مهمة على مدى الـ40 عاما الماضية مثل كوريا الجنوبية وسنغافورة".

وأكد نائب رئيس البنك الدولى السابق أن أهمية الاستثمارات الاجنبية تأتى من أنها تكون مصحوبة بتكنولوجيا جديدة وأساليب إدارة جديدة وتوفر فرص الدخول إلى أسواق جديدة، وقال "وأعتقد أن الحكومة عليها دور كبير لتلعبه فى كل الدول النامية، وعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى تجربة الصين، فقد كان دور الحكومة حاسما، على مدى الـ 40 عاما الماضية، ومنذ نحو 50 عاما، كانت اقتصاديات الدول الآسيوية فى حالة بائسة.. ولا أمل لها فى التقدم لأنها فقيرة جدا فى مواردها الاقتصادية وإنجازاتها ـ الاقتصادية ضئيلة للغاية، وكانت تعتبر أفقر من معظم الدول الافريقية وأفقر من مصر تحديدا".

وأوضح ييفولين أن هناك فرصة كبيرة لمصر والدول النامية لتحقيق انطلاقة فى مجال التصنيع وتحويل اقتصادها من اقتصاد يعتمد على الزراعة إلى اقتصاديات حديثة تعتمد على التصنيع.. فقد كانت الصين منذ نحو 40 عاما افقر من مصر و كان متوسط دخل الفرد فى الصين لايزيد على 197 دولارا فى العام، و81% من الشعب الصينى يعيش فى المناطق الريفية ويعتمدون على الزراعة و78% من الصينيين تحت خط الفقر، وحجم الصادرات الصينية للعالم ضئيل للغاية، و75% من تلك الصادرات منتجات زراعية، ولكن مع تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى وتحرير الكثير من القطاعات الاقتصادية والسماح بدخول الاستثمارات الاجنبية، وابتداع المناطق الاقتصادية الخاصة التى طبقتها الحكومة الصينية، مع بداية 1980 نجحت الصين فى انتهاز الفرصة لتجعل من اقتصادها اكثر نشاطا ووصل معدل النمو خلال سنوات قليلة إلى 8% و 9% ونمت التجارة بنسبة 16.3% خلال العقود الثلاثة التالية لبدء الاصلاحات، وهكذا نجحت الصين فى التحول من اقتصاد زراعى فقير إلى اقتصاد متقدم.

وأكد "أننا نعرف من خلال الخبرات أن كل الدول منخفضة الدخل أو الفقيرة لديها إحتمال لتحقيق نمو اقتصادى فعال..فقد حدث ذلك مرارا وتكرارا فى العديد من المناطق والدول.. حيث تكون الدول فقيرة واقتصادها مبنى بشكل أساسى على الزراعة تنجح فى التحول الى دولة ذات اقتصاد ذى دخل متوسط أو حتى مرتفع ومتطور خلال جيل واحد أو جيلين على الاكثر".

وأشار ييفولين أن السر فى هذا هو أن تنتهز الفرصة من أجل التحول إلى التصنيع من خلال إعادة نقل الصناعات الخفيفة من الدول الأعلى دخلا والتى ارتفعت فيها أجور العمال واسعار المواد الخام اليها وتبدأ من هنا مرحلة التصنيع.. وهكذا تبدأ الطريق وتواصله، وكذلك فعلت الصين حيث بعد ثلاثة عقود من النمو الاقتصادى السريع نجحت فى التحول من واحدة من أفقر دول العالم على الأرض الى أكبر اقتصاد عالمي.

وأكد جوستين أنه يعتقد بأن الامور سوف تتطور لان تصبح حربا تجارية.. لان فى الحرب التجارية يخسر الجميع الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي. الاقتصاد العالمى سوف يكون الاكثر تضررا إذا وقعت فعليا حرب تجارية ـ وأظن أن المسئولين فى الولايات المتحدة والصين يدركون كل هذه المخاطر ولن يضحوا بالمكاسب الاقتصادية الحالية.

واختتم حديثه قائلًا "أعتقد أن المستهلكين الأمريكيين هم من سوف يتحملون تكاليف سياسة ادارة ترامب بفرض رسوم على الواردات الصينية، أعتقد أن فرض رسوم على واردات أمريكا من السلع الصينية هدفها سياسى، وسوف تقابل المعاملة بالمثل لانه يتناقض مع مبدأ الكسب للجميع فى التجارة ، وتقديرى ان فرض واشنطن رسوما جمركية على وارداتها من الصين قد يؤدى الى ضعف الاقتصاد الامريكى".