توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خشية أن تقوم بكين بتخفيض قيمة عملتها لدعم صادراتها

واشنطن تضع سعر اليوان موضوعًا جوهريًا في مفاوضاتها مع الصين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - واشنطن تضع سعر اليوان موضوعًا جوهريًا في مفاوضاتها مع الصين

سعر اليوان
واشنطن -مصر اليوم

جعلت الولايات المتحدة من سعر اليوان موضوعًا جوهريًا في مفاوضاتها التجارية مع الصين، خشية أن تقوم بكين بتخفيض قيمة عملتها لدعم صادراتها، غير أن ضبط سوق الصرف في الصين يعكس في الحقيقة واقعا أكثر تعقيدا.

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي التوصل إلى تسوية مع الصين "حول عملتها"، وهو الذي يتهم العملاق الآسيوي بالتلاعب بمستوى اليوان لزيادة تنافسية منتجاته.

وتحدث وزير الخزانة ستيفن منوتشن عن "اتفاق تاريخي" فيما أوضح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كادلو الخميس أن واشنطن تريد بصورة خاصة إرغام بكين على لزوم الشفافية حول تدخلها في سعر العملة الوطنية.

اقرا ايضا :  محادثات على أعلى مستوى لإنهاء الحرب التجارية بين الصين وترامب

لكن المطالبة بسعر "مستقر" لليوان تنطوي على مفارقة. فلا مصلحة للصين بالضرورة في أن تكون عملتها ضعيفة، والضغوط نحو خفض قيمة اليوان نابعة إلى حد بعيد عن الأوضاع السائدة في الولايات المتحدة وعن رفع معدلات الفائدة الأميركية.

- هل قيمة اليوان مخفضة؟

يرى صندوق النقد الدولي أن الصين لم تقم بتخفيض قيمة اليوان. فقد أعلنت المؤسسة المالية في أيار/مايو 2015 أن قيمة اليوان "ليست مخفّضة"، ثم عادت وأكدت في تموز/يوليو 2018 أن سعر اليوان "المستقر بالإجمال" يعكس "بصورة إجمالية المعطيات الأساسية" للاقتصاد الصيني.

وأكدت الخزانة الأميركية نفسها بانتظام أن بكين لا تتلاعب بعملتها، ولو أن النظام الشيوعي يقوم حكما بضبط تقلبات اليوان.

لا يمكن تحويل العملة الصينية بحرية، فلا يمكن لسعرها أن يتراوح مقابل الدولار إلا في هامش 2% حول سعر محوري يحدده يوميا البنك المركزي الذي ليس مؤسسة مستقلة، خلافا للمصارف المركزية الغربية.

وهذا ما يحد من إمكانية تقلب اليوان الذي بقي سعره خلال السنوات الخمس الأخيرة بين 6,2 و6,8 يوان للدولار الواحد، وهو مستوى مرتفع تاريخيا بالمقارنة مع حوالى 8 يوان للدولار في العقد الأول من الألفية.

وارتفع سعر اليوان بحوالى 6% عام 2017، لكنه عاد وتراجع 5,7% في 2018 مسجلا أدنى مستوى تاريخي له منذ عقد، ما حرك المخاوف من أن تكون بكين افتعلت هذا التراجع.

غير أن المحللين يعزون تراجع قيمة اليوان إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني والحرب التجاري الجارية، إضافة إلى رفع الاحتياطي الأميركي معدلات الفائدة، وهو قرار يؤدي تلقائيا إلى ارتفاع سعر الدولار ويجعل الأصول بالدولار جذابة أكثر منها بالعملات الأخرى.

- كيف تضبط بكين سعر عملتها؟

تحدد بكين يوميا سعرا محوريا لليوان يمكن لعملتها أن تتقلب حوله.

ويفترض أن يستند هذا السعر المحوري إلى السوق، لكن البنك المركزي الصيني يقول منذ آب/أغسطس أنه يأخذ كذلك بعامل تصحيح "لمكافحة تقلبات الدورات الاقتصادية" ، يهدف إلى الحد من تأثير "العوامل الاستثنائية" والحفاظ على "سعر متوازن".

وهزت الصين الأسواق العالمية في آب/أغسطس 2015 إذ خفضت سعر اليوان 5% خلال أسبوع واحد، وبررت بكين ذلك بعزمها على أن يعكس سعر اليوان مستواه الفعلي تمهيدا لدمج العملة الصينية في وحدة حساب صندوق النقد الدولي.

وأثار ذلك القرار هلع المستثمرين وأدى إلى هروب كميات هائلة من الرساميل خارج الصين (650 مليار دولار عام 2016)، ما زاد من حدة تراجع اليوان.

وقام البنك المركزي الصيني عندها بالتدخل بشكل نشط لوقف تدهور قيمة العملة الوطنية، راصدا مبالغ طائلة من احتياطات الصرف الهائلة لديه من أجل شراء اليوان وبالتالي دعم سعره. وفي هذا الصدد، تبقى احتياطات العملات الأجنبية البالغة 3100 مليار دولار في نهاية كانون الثاني/يناير، سلاحا في غاية الأهمية بيد بكين.

كذلك قام البنك المركزي الصيني في 2015 بتشديد الرقابة على حركة الرساميل سعيا لاحتواء الضغوط على اليوان.

- هل اليوان الضعيف ورقة رابحة بيد بكين؟

يدعم سعر صرف متدن لليوان الصادرات الصينية، ما قد يعوض جزئيا عن مفاعيل الحرب التجارية او عن الارتفاع الشديد في سعر العمالة في الصين.

غير أن بكين تؤكد أنها تريد الحفاظ على استقرار عملتها، وفي حال التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن، قد تتحرك لتفادي أي انخفاض حاد وسريع في سعر عملتها.

والواقع أن الصين لا مصلحة لها في أن يكون سعر اليوان متدنيا جدا، إذ أنه قد يحفز حركة هروب الرساميل إلى الخارج، الأمر الذي ينعكس سلبا على الاقتصاد.

كما أن تدني سعر اليوان قد يضر بجهود بكين لفرض عملتها كعملة دولية واجتذاب المستثمرين الأجانب إلى أسواقها.

ولفت المسؤول السابق في الخزانة الأميركية مارك سوبيل إلى أنه إن ركزت بكين وواشنطن جهودهما على "استقرار" اليوان، فإن الظروف "جاهزة" من أجل التوصل إلى ذلك. فالاحتياطي الفدرالي أوقف زيادة معدلات الفائدة، فيما الاقتصاد الصيني يبدي مؤشرات استقرار بفضل التدابير التي اتخذها النظام لتحفيز الاقتصاد.

قد يهمك ايضا : ترامب يرغب في مدّ هدنة الحرب التجارية

                  "ملامح اتفاق" من أجل إنهاء الحرب التجارية بين واشنطن وبكين

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

واشنطن تضع سعر اليوان موضوعًا جوهريًا في مفاوضاتها مع الصين واشنطن تضع سعر اليوان موضوعًا جوهريًا في مفاوضاتها مع الصين



GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 09:00 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 09:36 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الدلو

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 03:35 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الكركم المهمة لعلاج الالتهابات وقرحة المعدة

GMT 02:36 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

فعاليات مميزة لهيئة الرياضة في موسم جدة

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

نجل أبو تريكة يسجل هدفا رائعا

GMT 12:42 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ديكورات جبس حديثه تضفي الفخامة على منزلك

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجموعة Boutique Christina الجديدة لموسم شتاء 2018

GMT 11:46 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

الذرة المشوية تسلية وصحة حلوة اعرف فوائدها على صحتك

GMT 09:42 2020 الخميس ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك 4 مخاطر للنوم بعد تناول الطعام مباشرة عليك معرفتها
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon