توقيت القاهرة المحلي 20:10:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يدعو المخرج الفرنسي إلى الحوار لعلاج أهم القضايا الدولية

أجراس الخطر في فيلم "ديبان" تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أجراس الخطر في فيلم ديبان تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين

فيلم "ديبان"
القاهرة - اسامة عبدالصبور

تمثل قضية المهاجرين الذين تحملهم بواخر الموت يوميًا إلى الشواطئ الايطالية من أجل بلوغ أوروبا من المواضيع التي تأتي في أول سلم الأولويات، وهكذا الأمر مع عودة عشرات الذين شاركوا في القتال مع المنظمات المتطرفة في الشرق الأوسط.أجراس الخطر في فيلم ديبان تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين

وبين هذا وذاك يأتي فيلم "ديبان" للمخرج الفرنسي "جاك اوديار" ذلك الفيلم الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان "كان" للسينما، وعرض مؤخرًا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ37، ومخرجه الذي يعتبر أحد أهم المخرجين في السينما الفرنسية في هذه المرحلة من تاريخها وله كم من الأعمال المثيرة للجدل لعل من أبرزها فيلم "النبي" الذي قام ببطولته النجم الجزائري الأصل طاهر رحيم.أجراس الخطر في فيلم ديبان تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين

وتبدأ أحداث الفيلم مع قيام عدد من مقاتلي نمور التاميل في سريلانكا بحرق عدد من رفاقهم قتلوا في المواجهات لذا يقرر "ديبان" أن يخلع ملابس المقاتلين والبحث عن الهجرة إلى أوروبا وهو أمر يتطلب منه وجود عائلة، لذا يختار أي امرأة تلاقيه وهي بدورها تبحث في مخيمات اللاجئين عن فتاة يتيمة بمعنى أنه لا علاقة لأي منهم بالآخر.

وبعد أيام يصلون إلى فرنسا، وعندها تقرر المرأة تركهم للذهاب إلى ابن عمها في لندن وبعد اللحاح من ديبان من أجل الطفلة المسكينة تبقى، وبعد فترة يتم ترحيلهم إلى إحدى المدن الصغيرة المكتظة بكل ذلك "الموزاييك" من الأجناس والأعراق حيث يتم تعيينه بوظيفة حارس في أحد المجمعات السكنية في حي تسيطر عليه عصابات المافيا من العرب والأفارقة وغيرهم.

وتبدأ البنت بالانخراط في الدراسة ويحاول ديبان التعلم رغم انشغاله في عمله اليومي وسط صقيع شتاء باريس، وتجد المرأة عمل لها لرعاية رجل مسن عربي نكتشف لاحقا أنه أب لأحد الشباب المطلوبين للعدالة والذي يدير عصابة كبيرة.أجراس الخطر في فيلم ديبان تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين

وسط تلك الظروف يجد ديبان نفسه بين تهديد حياته وأسرته، وهو من هرب من جحيم الحرب إلى الأمان ليجد في تلك الضواحي البعيدة من باريس جحيما أكبر ومواجهات يومية بين العصابات بجميع أطيافها وأجناسها وتجارتها، مما يدفع الحارس "ديبان" إلى وضع خط أبيض بين العمارات حتى لا تحدث مواجهات ولكن تلك المبادرة تلاقي التهكم والسخرية.

ذات يوم يتصل به أحد أبناء الجالية السريلانكية يدعو إلى مقابلة أحد الزعماء، والذي يطلب منه جمع الأموال لشراء السلاح، وهنا يعترض ديبان لأنه لا يريد العودة إلى الحرب وأن الحرب قد انتهت بالنسبة له، وهنا يتعرض للضرب والاهانة وبأنه خان أهله وكفاحه.

وفي الحين ذاته تتطور الأحداث حيث تتصل به المرأة لتخبره بأن هجومًا حصل على الرجل الذي تخدمه وابنه وأن الجميع في عداد الموتى وهنا يتحرك من أجل إنقاذها وحمايتها وهو من حاول مرات عدة إلى استمالتها ولكنها تظل تكرر بأنها ليست زوجته وأن البنت ليست ابنتهم، ولكنها بعد ذلك الحادث تكتشف بأن ديبان عادت له النزعة للقتال حيث يقوم بقتل عدد من أفراد العصابة في حالة من العصبية.

وهنا إحدى أهم الدلالات التي يسعى للحديث عنها جاك اوديار حيث يدق ناقوس الخطر إلى ضرورة معرفة حقيقة كل شخصية أو كل عائلة تدخل فرنسا وأهمية ذوبانها في المجتمع وانخراطها في العمل وتأمين الفرص المناسبة للعيش بسلام.

بعد ذلك الحادث تقرر الأسرة الهجرة مجددًا إلى لندن حيث نشاهد في المشهد الأخير ديبان مع زوجته وطفلهما الجديد والابنة التي جاءت معهما من سريلانكا في إحدى الجلسات العائلية مع عدد من الأسر البريطانية في مشهد آخر يؤكد على أن بريطانيا تؤمن حياة أفضل للمهاجرين عكس فرنسا، كما يقول الفيلم للمخرج الفرنسي جاك اوديار.

الفيلم قاسي يرصد معاناة المهاجرين وأهمية تأمين الفرص الحقيقية لهم في المهجر وفرنسا على وجه الخصوص، وتنطلق أهمية الفيلم من حالة الألم والمعاناة عند المهاجرين وأيضا أهمية الالتفات إلى معرفة جميع التفاصيل بأولئك المهاجرين لأنهم عبارة عن قنابل موقوتة تتحرك بين الناس، تلك الرسالة لقيت اهتمامًا كبيرًا من المسؤولين في فرنسا خصوصًا بعد الأحداث الأخيرة والأعمال الكبرى التي راح ضحيتها عدد من الفرنسيين وتوجه أصابع الاتهام فيها إلى طيف من المهاجرين العرب والمسلمين .

وفي ذات الوقت فإن الفيلم ينتمي إلى نوع من السينما التي تدعو إلى الحوار والتفكير المتعمق أكثر من الدعوة إلى المتعة ومن هنا تأتي أهمية أعمال "جاك اوديار" الذي يأخذنا إلى عوالم أفلامه الحبلى بالقضايا والألم.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أجراس الخطر في فيلم ديبان تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين أجراس الخطر في فيلم ديبان تحذر الدول الأوروبية من المهاجرين



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:27 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مورينيو يعلن عودتة للتدريب في الصيف المقبل

GMT 17:24 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتنظيف الفرن بالطريقة الصحيحة

GMT 03:46 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عفاف شعيب تكشف أسرارًا جديدة عن عائلة عبد البديع العربي

GMT 14:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أكثر الأشياء التي تثير عصبية زوجك وغضبه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon