توقيت القاهرة المحلي 00:24:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيما كان الهدف إذلال إرادة المدينة وفكرها و تاريخها

عناصر"داعش" الإسلامية تحطم تمثال الخليفة هارون الرشيد وسط الرقة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عناصرداعش الإسلامية تحطم تمثال الخليفة هارون الرشيد وسط  الرقة

تمثال الخليفة هارون الرشيد في مدينة الرقة السورية
حلب – هوزان عبد السلام

حلب – هوزان عبد السلام قام عناصر من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الملقبة بـ"داعش" بتحطيم تمثال الخليفة هارون الرشيد في مدينة الرقة.وذكر ناشطون أن أشخاصاً مجهولين ربطوا رأس التمثال بدراجة نارية وسحبوه حتى انفصل عن الجذع وسط ذهول المارة وأصحاب المنازل المحيطة بالحديقة.وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها استهداف معالم ذات دلالة رمزية في المدينة، إذ سبق للدولة أن استهدفت اللوحة البانورامية الكبيرة المنصوبة عند مدخل المدينة والتي تحمل صورة لتراث المدينة ولوحة للخليفة هارون الرشيد وتم استبدالها بشعار حركة "أحرار الشام" السوداء في بداية تحرير الرقة.وللمفارقة فإن الفنان والأديب السوري أيمن الناصر الذي نحت تمثال هارون الرشيد اتسم موقفه من الثورة السورية بالرمادية ولم يشر في صفحته على "فيسبوك" بأي تعليق بشأن تحطيم التمثال الذي صنعته يداه قبل أكثر من ربع قرن.بشأن تفاصيل استهداف التمثال والدلالات المعنوية التي يمثلها هذا الرمز في الوجدان الفراتي يقول الناشط السياسي مهند الفياض لأحد مواقع المعارضة السورية:ويمثل الخليفة هارون الرشيد رمزية خاصة بالنسبة لأبناء مدينة الرقة الذين يوصفون غالباً بأنهم أحفاد الرشيد، وضمن سعي الدولة الإسلامية الحثيث لإخضاع إرادة المدينة الذي بدأ بتكسير صليب كنيسة الشهداء قاموا بتحطيم تمثال الرشيد المنصوب في الحديقة التي تحمل اسمه وسط المدينة نهاراً، إذ جاءت مجموعة تطلق على نفسها اسم (المهاجرين) الذين يعتبرون صقور التطرف في الدولة بعد ظهيرة الثلاثاء الماضي بربط رأس التمثال بدراجة نارية وسحبه حتى انفصل عن جذعه.وبشأن ردة فعل الأهالي تجاه استهداف التمثال يضيف الفياض، لم يتحرك أحد من أبناء المدينة للدفاع عن تحطيم التمثال جهاراً، فالمشهد الذي يتسيد المدينة الآن هو الخوف والترقب من ردة فعل الدولة الإسلامية تجاه أي تصرف ضدها، وللعلم فالمدينة تُحكم من قبل أربعة أشخاص في الدولة هم ثلاث توانسة وعراقي، والشارع الرقيّ برمّته الآن محتقن بشكل قد يؤدي للانفجار في أي لحظة وخصوصاً في أوساط الشباب الذين بدأوا يتململون من تصرفات عناصر "داعش" وسلوكياتهم الطائشة.وبشأن الرسالة التي يريد محطمو التمثال إيصالها إلى الناس والعالم عامة يقول الناشط الفياض: هذه الرسالة ذات شقين برأيي أولها قناعات الشباب المتطرف الذي يعتبر التماثيل أوثاناً تشي بالكفر ويجب إزالتها، لكن الهدف الأعمق هو إيصال رسالة مضمونها أن الدولة الاسلامية ستقوم رغم أية إرادة حتى ولو كانت إرادة الشعب، وهي تستهدف دوماً التماثيل، لأنها تمثل ذاكرة للمدن المنصوبة فيها، ولنا في معرة النعمان وأبو العلاء المعري مثالاً حياً على ذلك، والآن يتم استهداف تمثال هارون الرشيد في المدينة التي تحمل اسمه.ويوجه مهند رسالة للذين لم يحركوا ساكناً تجاه هذه الجريمة التي تُضاف إلى جرائم النظام وأعوانه هنا، وهي عندما تعترض السماء تسجل اعتراضها على الأرض بالمطر وفي أوقاتِ الأزماتِ الكبرى، وفي أزمات الحروب لا ينفع الوقوف على الحياد أو الاعتراض بصمت، فهناكَ تاريخٌ يسجل وضمائرٌ جريحة ودماء.ويتابع: في أوقات الأزمات الكبرى يعتبر الوقوف على الحياد جريمة والصمت جريمة الفساد الدموي جريمة .. و علينا أن نسجل اعتراضنا بما يليق بكل ما ذكر، ومن حطّم التمثال لم يقصد به التعبير عن الفكر الديني أياً كانَ تطرفه.كان القصد المباشر هو إذلالُ إرادة المدينة و فكرها و تاريخها .. من حطم تمثال هارون الرشيد البارحة حاول تدمير ركيزة الذكريات في الوجدانِ الفراتي .. نالَ بعض ما أرداهُ و لكن إلى حينٍ قريب .. فهناكَ شبابٌ لن يصمتوا .. الوجع يولّدُ الثورة .. إن أردناها ثورةً حقيقة فلتكن ضد كل الطغاة جميعهم .. جميعهم .. لا أن نحزنَ على مجزرة طائرة ونصمت عن مجازر الذكريات فهذهِ الجريمة لا تقلُ عن تلك.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عناصرداعش الإسلامية تحطم تمثال الخليفة هارون الرشيد وسط  الرقة عناصرداعش الإسلامية تحطم تمثال الخليفة هارون الرشيد وسط  الرقة



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon