القاهرة : مصطفى الخويلدي
كشف رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، دكتور محمود الضبع، أن "حرب أكتوبر مازالت تمدنا بروح العزيمة رغم مرور 43 عامًا عليها وبالرغم من أن المجتمع المصري فقد كثيرًا من ملامح هويته لدرجة أن كل منا أصبح بمثابة آخر للآخر". وجاء ذلك في ندوة أقامتها الهيئة اليوم بعنوان: "انتصار أكتوبر.. رؤية الأنا ورؤية الآخر"، وشارك فيها لفيف من كبار الأدباء والمفكرين والخبراء الاستراتيجيين.
وقال الضبع إنه يقدر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد اختياره مؤخرًا لرئاسة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية. وكشف الضبع أنه بحلول عام 2040 سيتم الاعتماد تمامًا على الكتاب الرقمي وبهذا الصدد تحاول الهيئة الآن جاهدة الاستفادة بالخطط الإجرائية والاستراتيجية لتصبح دار الكتب بوابة معرفية ضخمة ومتطورة من خلال خطة إدارة ترتكز على العلم بالتشاور مع أصحاب الخبرة.
وأضاف الضبع "إننا اختلفنا حتى في تعريف المفاهيم كمفهوم الأمانة مثلا وصارت المفاهيم تحتاج منا إلى إعادة ضبط إلا أنه يمكن استعادة ما فقدناه من خلال قراءة التاريخ قراءة سياسية وثقافية". ومن جانبه، استشهد المؤرخ الدكتور محمد عفيفي بمقولة أحد المؤرخين الكبار بأنه على قدر التحدي تأتي الاستجابة ومن هنا جاءت عظمة انتصار أكتوبر التي تعتبر الانتصار العربي الوحيد في القرن العشرين.. وقد وقعت الحرب في شهر رمضان المبارك وهو شهر مقدس عند المسلمين مما زادها أهمية.
وتابع: "إسرائيل أرادت أن تمحو تلك الحقيقة فذكرت في كل مصادرها أنها حرب "كيبور" أو يوم الغفران وهو يوم مقدس لليهود، وانتقل ذلك إلى المصادر الغربية، وكأن الحرب كانت اعتداءً على اليهود فى يومهم المقدس! من هنا جاءت أهمية عنوان الندوة: "رؤية الأنا ورؤية الآخر".
وتحدث أستاذ التاريخ المعاصر والحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور أحمد الشربيني، عن الوثائق العبرية التي تناولت حرب أكتوبر وقد ضاهى شهادة صف ضابط مصري أثناء الحرب بوثائق إسرائيلية فتطابقت شهادته إلى حد كبير مع الوثائق التي اطلع عليها والتي شملت محاضر7 اجتماعات رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير ووزارة الدفاع. وقد عقدت الجلسة الأولى في مكتب رئيسة الوزراء في تمام الثامنة من صباح يوم 6 أكتوبر 1973، ولم يكن لديهم مخاوف حقيقية من احتمال قيام الجانب المصري بشن حرب رغم إخباريات التعبئة على الجبهة المصرية، ويرجع الفضل في ذلك إلى خطة التمويه المحكمة من الجانب المصري.


أرسل تعليقك