توقيت القاهرة المحلي 10:45:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث

مكة المكرمة
مكة المكرمة- مصر اليوم

شهد المسجد الحرام في مكة المكرمة توسعات متعددة عبر التاريخ الإسلامي، بداية من عهد الخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا، حيث تحول من مسجد صغير يحيط بالكعبة إلى أكبر مسجد في العالم بطاقة استيعابية تتجاوز ثلاثة ملايين مصل في وقت واحد.

التوسعة الأولى في عهد الخلفاء الراشدين
كانت أول توسعة للمسجد الحرام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 17 هـ، عندما ضاق المطاف بالمصلين، فقام بشراء البيوت المحيطة بالكعبة وهدمها لتوسعة صحن المسجد. كما أحاط المسجد بجدار قصير وحدد له حرماً خاصاً.
وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان، تم إدخال الأعمدة الرخامية وبناء أروقة مسقوفة وتعليق المصابيح، مما ساهم في تحسين البنية الأساسية للمسجد.

التوسعات الأموية والعباسية والعثمانية
استمرت أعمال التوسعة والتجديد في العصور اللاحقة، حيث أضاف الخلفاء الأمويون والعباسيون عناصر معمارية مهمة، مثل الأعمدة المستقدمة من الشام ومصر. وفي العهد العثماني، حظي المسجد بعناية كبيرة، وأصبح السلطان يلقب بـ "خادم الحرمين الشريفين"، وتم تطوير مرافق المسجد وزخرفته، إلى أن توقفت التوسعة بعد سقوط الدولة العثمانية واقتصرت على أعمال ترميم بسيطة.

بداية التوسعات السعودية
مع تأسيس الدولة السعودية الحديثة، أمر الملك عبد العزيز عام 1927 بوضع مظلات لحماية المصلين من الشمس، ثم أدخلت الإضاءة الكهربائية في المسجد في العام التالي، كما صنع في عهده باب جديد للكعبة من الفضة الخالصة.

وفي عام 1955، بدأت أول توسعة سعودية كبرى في عهد الملك سعود بن عبد العزيز، وبلغت مساحة المسجد بعد هذه المرحلة نحو 160 ألف متر مربع، مع طاقة استيعابية وصلت إلى 400 ألف مصل، كما تم تغطية أرضية المطاف برخام مقاوم للحرارة، وأضيفت 64 بوابة.

توسعة الملك فهد وتحديث البنية التحتية
في عام 1988، أطلق الملك فهد توسعة جديدة شملت بناء جزء غربي جديد للمسجد، وبلغت المساحة الإجمالية نحو 366 ألف متر مربع. وتم إدخال أنظمة تكييف مركزية، وسلالم كهربائية، وتحسين شبكة المياه والصوت، إلى جانب استخدام الذهب والكريستال في الزخارف الداخلية.
كما شملت هذه التوسعة بناء المسعى بطابقين لزيادة القدرة الاستيعابية، لتصل طاقة الحرم إلى أكثر من 800 ألف مصل في وقت واحد.

وفي عام 2011، أمر الملك عبد الله بتنفيذ أضخم توسعة في تاريخ المسجد الحرام، لتصل المساحة الكلية إلى مليون ونصف متر مربع. واستُكملت هذه التوسعة في عهد الملك سلمان عام 2015.

ولم تقتصر الأعمال على زيادة المساحة فقط، بل شملت تحديثات تكنولوجية غير مسبوقة، شملت تركيب كاميرات مراقبة ذكية، وحساسات لقياس الكثافة البشرية، واستخدام الروبوتات لتوزيع مياه زمزم وتعقيم الساحات، إلى جانب تطبيقات إرشادية متعددة اللغات لزوار المسجد.

وشهد المسجد الحرام أيضًا لحظات إغلاق نادرة عبر التاريخ، من أبرزها حصار الحرم في حادثة جهيمان العتيبي عام 1979، حين تم احتلال المسجد لقرابة أسبوعين قبل أن تُنفذ عملية عسكرية لتحريره.
كما أغلق الحرم مؤقتًا في عام 2020 خلال جائحة كورونا، وتمت إدارته لاحقًا وفق إجراءات احترازية صارمة قبل أن يعود للعمل بكامل طاقته في 2021.

وبحلول عام 2025، أصبح المسجد الحرام قادرًا على استيعاب نحو 3 ملايين مصل في وقت واحد، و107 آلاف طائف في الساعة، ويُعد اليوم نموذجًا عالميًا في الدمج بين القداسة الدينية والتطور التكنولوجي والخدمي، في خدمة ملايين المسلمين من مختلف أنحاء العالم.

   قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

شؤون الحرمين" تخصص أبوابا للمصلين وللمعتمرين خلال شهر رمضان

التوسعة الثالثة للمسجد الحرام تستقبل المصلين خلال العشر الأواخر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث مراحل توسعة الحرم المكي من عهد الخلفاء الراشدين حتى العصر الحديث



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 01:05 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

اجتماع الناقورة يبحث سبل منع استئناف الحرب مع لبنان
  مصر اليوم - اجتماع الناقورة يبحث سبل منع استئناف الحرب مع لبنان

GMT 03:34 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف أسباب فقدان التحكم في الشهية
  مصر اليوم - دراسة تكشف أسباب فقدان التحكم في الشهية

GMT 10:45 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

عمرو يوسف يتحدث عن عمله قبل الفن وقراره السفر الى أميركا
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن عمله قبل الفن وقراره السفر الى أميركا

GMT 20:58 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

اختراق حساب نفتالي بينيت على تلغرام وتسريب مراسلات وصور
  مصر اليوم - اختراق حساب نفتالي بينيت على تلغرام وتسريب مراسلات وصور

GMT 01:57 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

السعودية وروسيا تعلنان إعفاء التأشيرات المتبادل

GMT 21:56 2015 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أميرة شوقي تُنشئ أول فريق مسرحي للأطفال المعاقين

GMT 00:46 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

إجراءات أمنية جديدة في مطار بيروت

GMT 03:52 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 09:13 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

هدى المفتي تنتظر عرض "حظك اليوم" و"شماريخ" في دور السينما

GMT 23:17 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أم تقتل 5 من أطفالها وتحاول الانتحار في ألمانيا

GMT 16:51 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

استدعاء الفنانة نانسي عجرم للتحقيق وعرضها على طبيب شرعي

GMT 10:43 2019 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

سموحة يعلن انتقال أبو جبل إلى الزمالك

GMT 06:58 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد الغيطي يكشف أهم أخطاء منتدى شرم الشيخ الإعلامية

GMT 15:08 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة شيّقة وممتعة لاكتشاف محمية القالة في الجزائر

GMT 02:31 2017 الخميس ,10 آب / أغسطس

تعرف على أسعار الأخشاب اليوم الخميس 10-8-2017
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt