توقيت القاهرة المحلي 21:35:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يزوره العشرات يوميًا مند أكثر من ثلاثين سنة

نهج الدباغين يحافظ على زبائنه الأوفياء في تونس

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - نهج الدباغين يحافظ على زبائنه الأوفياء في تونس

نهج الدباغين في تونس
تونس - مصر اليوم

أعادت ظروف الحياة زمن جائحة كورونا والتزام الناس أكثر من أي وقت مضى بالمكوث في المنزل لساعات طويلة المطالعة والإقبال على الكتب إلى اهتمامات الكثيرين في تونس.وبينما يفضل البعض القراءة على الألواح الإلكترونية، يعتبر آخرون أن متعة تصفح الكتب الورقية لا تضاهيها متعة، غير أن فئة أخرى تفضل أن تبحث عن عناوينها المميزة في مكان غير واجهة المكتبات ويختارون "نهج الدباغين" بالمدينة العتيقة حيث العناوين النادرة والكتب  العتيقة والمفقودة وأيضا رخيصة الأسعار.

نهج الدباغين أو سوق الكتب القديمة يزوره العشرات يوميا مند أكثر من ثلاثين سنة، يستقطب القراء من كل المحافظات وحتى الأجانب من السياح، رغم أنه اليوم فقد عددا هاما من محلاته التي لم يبق منها غير ثلاثة أو أربعة، فيما أختار عدد من الباعة الرصيف معرضا دائما لكتبهم  بمختلف عناوينها وألوانها ولغاتها. حدثنا العم خالد صاحب محل بيع كتب قديمة  في" نهج الدباغين" بأنه يعمل بهذه  السوق منذ ما يزيد عن الثلاثين سنة، ورغم كل الصعوبات التي عاشتها تجارة بيع الكتب القديمة لم يتخل عنها، ويعتبرها كأولاده يشتاق إليها ويحن لرائحتها يوم يتغيب عن المحل لمرض أو لسبب عائلي.

وأضاف العم خالد في تصريح لموقع سكاي نيوز عربية أنه لا يغلق المكتبة أيام العطل ولا يحتاج لراحة أسبوعية تبعده عن غبار الكتب الذي أدمنه ومثل عدد من الزبائن الذين يقضون معه ساعات في البحث عن كتب قديمة وأصبحت تعد نادرة.في محل الكتب القديمة آلاف الكتب المكدسة في كل الزوايا حتى تبلغ السقف كأنها أعمدة صلبة، وبين الرفوف تسكن آلاف العناوين لكتب قديمة وحديثة في كل الاختصاصات وبلغات متعددة العربية والفرنسية والأنجليزية وحتى الإيطالية والتركية.

وفي محل آخر للكتب القديمة في "نهج الدباغين" يقف محمد منتظرا زبائن يقتنون بعضا من كتبه التي رصفت بشكل عشوائي كما أخفى الغبار وعوامل الزمن بعضا من حروفها.ورغم ذلك يقول محمد: "هناك قراء يقدرون قيمة هذه العناوين ويبحثون عنها فهي عبارة عن متحف يخلد حكايات الأدب العالمي ويحفظ التاريخ وهي عملة نادرة للزوار الباحثين عن كتب قيمة".

وأضاف صاحب محل الكتب القديمة أنه يكتشف عناوين جديدة كل يوم وساعة وكلما اعتقد أنه تحصل على كل أنواع الكتب والمجلدات تظهر أخرى جديدة وقيمة وصفها  بـ"البحر الذي لا ينضب أبدا" مشيرا إلى أنه يحرص دائما على قراءة بضع صفحات من كل كتاب حتى يتعرف على محتواه ليسهل عليه إرشاد الزبائن؛ ومن بينهم من يترك له شهريا قائمة لعدد من العناوين ليجهزها له ويبحث عنها حتى عند باعة آخرين. ويستهوي سوق "الدباغين" أيضا عددا من التلاميذ والطلبة كل يبحث عن ضالته؛ رانية، ذات الـ17 ربيعا، تلميذة في مرحلة البكالوريا جاءت تبحث عن كتب الدعم المدرسي تفضلها قديمة ليس فقط لانخفاض أسعارها بل خاصة لجودة محتواها بخلاف الكتب الحديثة حسب تقديرها.

أما ميساء، 18 سنة، فتخبرنا أنها تقوم سنويا باقتناء الكتب المدرسية من الكتب القديمة وغالبا ما تكون في حالة جيدة وتؤيدها في ذلك صديقتها أنس التي كانت تجلس على ركبتيها تبحث ضمن  حزمة من الكتب المتراصة عن عناوين باللغة الإيطالية. أنس وصفت المحل بـ"مغارة علي بابا فيه توجد كنوز تنتظر من يكتشفها "وأكدت الصديقتان أن الأشهر الأخيرة وفي فترة الحجر الصحي كانت فرصة لتجديد العلاقة مع الكتب وكلتاهما قرأت ثلاث روايات، وهو أمر اعتبرتاه إيجابيا ولم يسبق لهن ذلك في الفترات العادية من العام الدراسي.

أما أحمد الطالب في اختصاص الهندسة المعمارية فاعتبر أن أفضل الكتب في اختصاصه هي الإصدارات القديمة وأوضح أنه غالبا ما يأتي بحثا عن كتب مختصة غير أنه لا يفوت الروايات الشيقة التي يقتنصها في كل مرة من السوق القديمة. وعلى رصيف السوق الممتد لمئات الأمتار يضع مراد بضاعته من المجلات والكتب ولايرى أن مكان العرض غير مناسب لبضاعته بل يؤكد "من الزوار من يقضي ساعات وهو يبحث بين أكوام الكتب حتى يظفر بما يريد، لا عيب في ذلك و لا غرابة، فالكثيرون يقضون الساعات في المقاهي، فما المانع أن نصبر دقائق لفرز كتب ذا قيمة" وفق تعبيره.

واستدرك مراد أنه بعد الثورة  لاحظ عودة محتشمة من قبل الشباب للكتب القديمة خاصة التي كانت ممنوعة سابقا.كما أكد أن السعر هو أكثر ما يشجع التونسيين للإقبال على شراء هذه الكتب التي لا يتجاوز سعرها الدولار الواحد في غالب الأحيان  حتى أنك قد تظفر بمجلدات نادرة مقابل دولارين أو ثلاثة وهو مكسب هام للباحثين وطلبة الدكتوراه والجامعيين

وأضاف البائع أن وباء كورونا والتقيد بالإجراءات الوقائية التي تستوجب ملازمة البيوت كان فرصة لاستعادة الكتاب لمكانته في العائلات التونسية ما حمل إلى سوق الدباغين زبائن جدد عادوا لهواية المطالعة بعد انقطاع سنوات.وأنت تتجول على أرصفة "سوق الدباغين" تعترضك روايات المنفلوطي ومجلدات كتاب الأغاني ومجلات العربي في نسخ نادرة وغيرها تجدها هنا بأسعار زهيدة حتى إن لم تكن في حلة جديدة ؛سوق للكتب القديمة والنادرة  تصمد منذ عشرات السنين وتحافظ على زبائن أوفياء لم تسرقهم المعارض الفخمة ولا المكتبات الإلكترونية ولم يغنهم الفضاء الإلكتروني عن سحر عوالم الكتب الورقية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أبرز مكاسب وخسائر الصناعات الثقافية بعد "كورونا"

ارتفاع مبيعات الكتب إلكترونيا في بريطانيا ورابطة بائعي الكتب تطلب دعم الحكومة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهج الدباغين يحافظ على زبائنه الأوفياء في تونس نهج الدباغين يحافظ على زبائنه الأوفياء في تونس



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:17 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غوارديولا يؤكّد أن محمد صلاح ينتظره مستقبل كبير

GMT 01:23 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

فيرستابن يحسم سباق كندا ويعزز صدارته للفورمولا 1

GMT 08:47 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"Calvin Klein" أبرز الدور التي طرحت حذاء "الكاو بوي" المميّز

GMT 09:14 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الثور

GMT 13:19 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

مراقبين من المسابقات لمباراة القمة بين الأهلي والزمالك

GMT 10:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رفع فيلم "أخضر يابس" من دور العرض السينمائية بعد أسبوعين عرض

GMT 21:27 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

أسوان يختتم استعدادته لمواجهة المحلة في الدوري

GMT 12:09 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دجاج محمّص مدهون بدبس الرمّان

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

مواجهة مرتقبة بين الزمالك وطنطا في الدوري اليوم

GMT 23:09 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

عدد الوفيات يتجاوز عتبة الخمسة آلاف في بلجيكا

GMT 01:12 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

"الأهلي" يعلن إعارة الجزار إلى الجونة رسميًا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon