توقيت القاهرة المحلي 01:42:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من خلال معرض للتشكيلي صلاح المليجي يضم 50 عملًا فنيًا

الحضارة المصرية القديمة تنبعث مجددًا في "أشجار وأرواح"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الحضارة المصرية القديمة تنبعث مجددًا في أشجار وأرواح

التشكيلي المصري صلاح المليجي
القاهرة ـ مصر اليوم

الرموز البيئية المستخدمة في الأعمال التشكيلية المعاصرة تعد انعكاساً لمدى تفاعل المجتمع مع التراث الثقافي وبيئته، ويأتي معرض التشكيلي المصري صلاح المليجي المقام الآن بغاليري «ضي»، الذي اختتم أعماله (الأحد)، تحت عنوان «أشجار وأرواح» ليلقي الضوء على اعتزاز الفنان المصري ببيئته وموطن رأسه واحتفائه بتجسيدها في تجربة مفعمة بالمشاعر والحنين المتجدد.

ولا يكتفي صاحب المعرض بتقديم الأشجار وأوراقها ولحائها كجزء من الطبيعة وإنما كروح ورمز للحضارة المصرية القديمة، وإذا كان من المعروف عن المليجي ولعه بالبحر واحتفائه باللون الأزرق تأثراً بميلاده ونشأته في مدينة السويس الساحلية، فإنه أيضاً تأثر كثيراً بزياراته المتكررة في طفولته لمركز «العياط» جنوب محافظة الجيزة، حيث الزخم الأثري والتاريخ القديم، و«منبع لا ينضب من الإلهام» على حد تعبير الفنان.

أقرأ أيضًا:

صلاح المليجي يفتتح معرض صالح رضا

ويحدد المليجي مواطن تأثره في معرضه الجديد في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، ويقول: «في العطلات الصيفية كنت أذهب إلى منطقة العياط؛ لزيارة الأقارب، وهناك تقع قرية اللشت الأثرية عاصمة مصر الفرعونية في الدولة الوسطى، التي تحوي في جوفها تاريخاً ما زال غامضاً وملهماً؛ لأن معظم أسراره وكنوزه الأثرية ما زالت مدفونة تحت الأرض بهذه المنطقة التي كانت تسمى في العصر الفرعوني (اثت تاوي) بمعنى القابضة على الأرضيين» ويصفها أثريون بـ«المنطقة البكر»، التي لم يقترب منها أي أثري منذ ما يقرب من قرن.

ويتابع: «وأثناء زيارتي لهذه المنطقة المتفردة كنت أسمع أساطير وحكايات من أهلها التي توارثوها عبر العصور، إضافة إلى قراءاتي وأبحاثي عنها حيث أثارت إقامتي فيها لأوقات طويلة اهتمامي بالحضارة القديمة، وما يرتبط بها من حكايات وأساطير، ما ألهمني بدوره شغفي بكثير من العناصر والمفردات البيئية، ومنها الأشجار» ويوضح: «تشكل الأشجار جزءاً من تراث مصر البيئي، والحضاري، على سبيل المثال ارتبطت شجرة الجميز في الفكر المصري القديم الخاص بنشأة الكون، وقد ارتبطت حتحور رمز الحب والموسيقى والجمال بشجرة الجميز التي أطلقوا عليها اسم (الأم السماوية)، وهكذا أنواع أخرى من الأشجار، لكل منها مكانتها الخاصة عند المصريين».

هذه الخصوصية التي استلهمها المليجي من أجداده شكلت رؤيته تجاهها وصاغت تناوله الفني المغاير لها، فمثلما قدم لنا البحر في معارضه السابقة مكاناً هادئاً بعيداً عن صخب موجاته وغدرها في «النوات الشتوية» قدم لنا أيضاً طرحاً ناعماً للأشجار بعيداً، عن صلابتها وقوتها في مقاومة الزمن؛ لتتوافق مع روح المتلقي وأحاسيسه المتطلعة إلى الجمال والخير والصفو، وكأنها تحتويه بحنانها وبامتدادها ورمزيتها كإرث بيئي يعود إلى آلاف السنين.

ولعل ذلك يكون سبب حضور اللون الأزرق بقوة في بالتة ألوانه؛ فإلى جانب ولعه بهذا اللون المستلهم من البحر حيث نشأ، أراد المليجي أن يدخل المتلقي في حالة وجدانية مشبعة بالهدوء النفسي والصفاء، لا سيما في الحضور اللافت كذلك للون قرص الشمس في أشجاره، وهو حضور استلهمه من الحضارة الفرعونية حيث ولد قرص الشمس من قلب زهرة اللوتس بحسب أسطورة الأشمونيين.

ولا تلتقي في المعرض الذي يضم نحو 50 عملاً أبدعها الفنان بالإكليرك والأحبار بـ«أرواح الأشجار»، وحدها إنما تنتظرك أيضاً أعمال مختلفة مستلهمة من أرواح استلهمها المليجي من أساطير مصرية قديمة تروي جوانب أخرى عن الحضارة المصرية، ومنها أعماله عن إيزادورا الجميلة أو «شهيدة الحب» كما تعرف عند المصريين، والتي يقال إنها انتحرت أو سقطت في النيل حزناً أثناء تفكيرها في معشوقها الضابط المصري «حابي»، بعد أن رفض والدها حاكم المنطقة المعروفة الآن باسم المنيا تزويجها له، فحزن أبوها ورثاها في مرثية شعرية كتبت باليونانية على جدران مقبرتها، حيث تحولت إلى مزار سياحي ولا تزال تلهم المبدعين»، يقول المليجي: «تأثرت كثيراً بقصة هذه الفتاة وعندما زرت مقبرتها شعرت أن روحها تحلق في المكان وتناديني لتجسيدها».

ومن الأعمال المستلهمة من الحضارة المصرية إلى الأعمال المأخوذة عن جبال مصر وصحرائها وطينها، حيث تلتقي في معرضه بمجموعة لوحات تجريدية يسيطر عليها اللون البني في رمز إلى البيئة المصرية والأفريقية، فمن المعروف أن للون البني مكانة مميزة في رحلة صلاح المليجي، الذي عاد إليه مجدداً عبر مجموعة من الأعمال تتسم بالتلخيص والتبسيط. لتزيد المعرض ثراءً وتنوعاً وتعكس بحثه المستمر في التراث الحضاري بكافة مناحيه.

الفنان صلاح المليجي، هو أستاذ الغرافيك بكلية الفنون الجميلة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية وأقام نحو أربعة عشر معرضاً خاصاً، نال خلالها عدداً من الجوائز المحلية والدولية، منها الجائزة الأولى رسم صالون الشباب الثاني، وجائزة ترينالي الغرافيك المصري عام 1997. وجائزة الرسم في صالون الخريف دورتين، والجائزة البرونزية الدولية في بينالي الغرافيك الدولي لحفر الجاف بصربيا ومونتنيغرو عام 2001.

وقد يهمك أيضًا:

صلاح المليجي يفتتح معرض "مصر وقبرص على مر العصور"

صلاح المليجي يفتتح معرض لإبداعات منير كنعان الثلاثاء

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحضارة المصرية القديمة تنبعث مجددًا في أشجار وأرواح الحضارة المصرية القديمة تنبعث مجددًا في أشجار وأرواح



GMT 00:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - غوارديولا يحذر السيتي وآرسنال من مصير ليفربول
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon