القاهرة - وفاء لطفي
التقى رئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، الأحد، رئيس دولة توغو فاوري نياسينبا والوفد المرافق له، خلال الزيارة الحالية التي يقوم بها إلى مصر، معربًا عن التطلع إلى مساهمة الزيارة في البناء على الروابط الطيبة التي تجمع بين البلدين، للدفع قدمًا بإمكانات التعاون الثنائي، في إطار سعي مصر الدائم إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.
وكشف السفير حسام القاويش المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، أنّ رئيس الوزراء أشار إلى ما تم الاتفاق عليه صباح الأحد، خلال اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس التوغولي، مؤكدًا على ضرورة العمل على استمرار الزيارات المتبادلة بين الجانبين بما يضمن تنفيذ المشروعات التي تم الاتفاق عليها. وأكد رئيس الوزراء استعداد الحكومة المصرية بما لديها من إمكانات للتعاون الكامل مع توغو في كافة القطاعات التي تحقق مصالح البلدين وتلبي الاحتياجات التوغولية، وخص بالذكر قطاعي الصحة والزراعة.
ووجه وزير الصحة بزيارة توغو للوقوف على احتياجات التوغولية في هذا المجال، وطالب بإرسال وفد زراعي مصري إلى توغو للبدء في تنفيذ المزرعة النموذجية المشتركة ودراسة فرص الاستثمار في ذلك القطاع الهام. وأشار رئيس الوزراء إلى الاهتمام بعقد اللجنة المشتركة بين البلدين، والعمل على تطوير التعاون المشترك، وتعزيز دور الشركات المصرية في السوق التوغولي وبخاصة على صعيد تنفيذ مشروعات البنية الأساسية الكبرى التي يتم تنفيذها في توجو، وفي مقدمتها تطوير ميناء لومي البحري، حيث تم الاتفاق اليوم على التعاون في المجال البحري بين ميناء لومي وهيئة قناة السويس، وكذلك أعمال توسيع مطار لومي الدولي، والتي تتيح فرصًا لتعزيز التعاون في مجالات النقل الجوي.
وأعرب الرئيس التوغولي عن سعادته لتواجده في مصر، متوجهًا بالشكر على حفاوة الاستقبال التي عكست عمق العلاقات الأخوية والرغبة في تحقيق التقارب بين الدولتين والشعبين، مشيدًا بنتائج لقاءه اليوم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، والمباحثات الثنائية المثمرة بينهما، والتي تم خلالها بحث سبل دفع التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، والاتفاق على تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمكافحة التطرف، لافتًا إلى الاتفاقيات التي تم توقيعها اليوم لدعم العلاقات الثنائية في العديد من المجالات في مقدمتها الصحة، والتخطيط، والإعلام والثقافة.
وأكد الرئيس التوغولي ترحيب توغو بالمستثمرين المصريين في مختلف المجالات المقترحة للتعاون بين البلدين، مشيرًا إلى ان بلاده تولي أهمية خاصة للتعاون في قطاع الصحة وتتطلع إلى تقديم مصر للدعم في مجال العلاج من أمراض السرطان والكبد، مشيرًا إلى أن مستشفى لومي التي تم الاتفاق على إقامتها ستخدم إلى جانب سكان توغو عددًا من دول الجوار الأفريقية أيضًا. وأضاف أن بلاده تشهد تنفيذ برامج للحد من نسبة الفقر، مشيرًا إلى أن قطاع الزراعة يعد النشاط الأساسي للسكان، ويتم العمل على النهوض به ليساهم بدور فاعل في تحقيق معدلات النمو الإيجابية التي يتطلعون إليها، معربًا عن سعي بلاده للتعاون مع مصر في استخدام الطرق والأساليب الحديثة في الري والميكنة الزراعية بما يتيح التوسع في الإنتاج والاتجاه نحو التصدير استنادًا على الموقع المتميز لتوغو.
وعبر الرئيس التوغولي عن تطلع بلاده لمواصلة مصر دعمها لبناء القدرات التوغولية، مؤكدًا أن بلاده بدأت خطة طموحة باسم "رؤية توغو 2030"، تهدف لجعلها مركزًا لوجيستيًا مهمًا لدول المنطقة من خلال الاستفادة من موقعها الجغرافي المتميز على خليج غينيا، وتتضمن الخطة تطوير قطاع البنية الأساسية من خلال مشروعات الطاقة والطرق وتحديث مطار لومي ومينائها البحري، منوهًا إلى أن الخطة ستتيح المجال للشركات المصرية للمساهمة في تنفيذ العديد من تلك المشروعات. وأشاد الرئيس التوغولي بالدور الذي تقوم به الشركات المصرية في بلاده، وعلى رأسها شركة المقاولات العرب لما لها من خبرة في السوق التوغولي، معربًا عن ترحيب بلاده باستمرار عمل تلك الشركات في تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى بتوغو. وأعرب الرئيس عن سعادته باتجاه الحكومة المصرية نحو أفريقيا، مضيفًا أن بلاده لديها علاقات طيبة مع عدد من الدول العربية وأنها تعمل على تدعيم تلك العلاقات بما يعود بالنفع عليها ويصب في صالح القارة الأفريقية.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم أيضًا خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها جهود مكافحة التطرف، حيث تم التأكيد على أهمية تحقيق التنمية الاقتصادية وبرامج الحد من الفقر كأحد الأدوات المهمة في مواجهة التطرف، هذا إلى جانب النهوض بالتعليم والسعي نحو تدعيم الخطاب الديني المعتدل.
أرسل تعليقك