توقيت القاهرة المحلي 10:42:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"حنفيات الحريق" المنقذ غير الموجود لحرائق القاهرة

السرقة وارتفاع التكاليف وعدم وجود خطة جيدة يضعون عاصمة مصر في خطر

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - السرقة وارتفاع التكاليف وعدم وجود خطة جيدة يضعون عاصمة مصر في خطر

حريق بإحدى العقارات
القاهرة - مصطفي الخويلدي

 كشف مصدر أمني عن عدم وجود خطة حريق في القاهرة، وذلك نتيجة للتكاليف الباهظة للحنفية الواحدة التي يتراوح سعرها بين 5 آلاف جنيه وصولًا إلى 20 ألف جنيه، وذلك مع اختلاف جودة الحنفية والصناعة وخامة التركيبة الداخلية لها، مؤكدًا أن الحماية المدنية ترسل خطة أو طلب لإنشاء خط حريق بأي شارع يتم إنشاءه جديد، موضحًا أن الأساس الذي يتم الاعتماد عليه لجميع حنفيات الحرائق يتم تركيبه من 50 متر إلى 100 متر، وبناءً على الطلب تقوم المحافظة بالتنفيذ حسب مساحة الشارع، ثم تتسلم الحماية المدنية التي نفذتها المحافظة بالأعداد المطلوبة.

وأكد المصدر أن مواصفات خطوط الحريق تكون اختيار المحافظة، و أنه تم اعتماد 3 ملايين جنيه العام الماضي لتطوير وتغيير حنفيات الحريق التالفة في منطقة وسط البلد تحديدًا، ولكن لم يتم استكمالها، مشيرًا إلى أن المياه المستخدمة لإطفاء الحريق هي مياه "عكرة" أي شبكة مياه مختلفة منفصلة تمامًا عن شبكة مياة الشرب التي تمر على محطة تنقية مياة بخليط من الشبه والكلور لكي تصبح صالحة للشرب، في حين المياه التي تصل إلى خطوط الحريق غير منقاه واستخدامها من البحر إلى الخطوط مباشرة.

لافتا إلى لجوء الدولة لاستخدام الحنفية الأرضية الموجودة بالشوارع أسفل الأرصفة أو تحت الأرض؛ وذلك بسبب قلة الموارد المالية، مشددًا على أن المحافظة تقوم بأخطاء فادحة عندما يتم تجديد وإعادة رصف الشوارع، حيث تقوم بالرصف على "الردم" القديم دون إزالته، مستشهدًا بحريق الرويعي الذي حدث بمنطقة العتبة منذ عدة أيام بدأت قوات الحماية المدنية تبحث عن حنفيات الحريق الموجودة بالمنطقة، والتي من المفترض أنها موجودة أعلى الأرصفة والباعة الجائلين واضعين الفرش الخاص بهم عليها، وبكميات هائلة لا تقل عن 3 آلاف فرشة في شارع يوسف نجيب، إلى جانب وضع بعض المحلات لبضائعهم خارج المحل.

وأضاف المصدر إلى أنه حين عثرت قوات الحماية المدنية بمحافظة القاهرة على خطوط وحنفيات الحريق، وجدت أن ضغط المياه ضعيف جدًا ولم تعدو مجرد "رش شارع"، في حين وظيفتها تصل إلى أن تكن قادرة عل ملئ سيارة الإطفاء أي تحتاج إلى معدل ضغط يصل إلى 1000 لتر في الدقيقة الواحدة، ولكن كانت قدرتها في ذلك الوقت أن تملأ سيارة الإطفاء خلال نصف ساعة كاملة، وأوضح المصدر أن الدولة منذ سنوات لم تنشأ وتجدد خطوط الحريق، لذا تضطر لاستخدام خط المياه العادي عند حدوث حريق. وهو ما يصعب المهمة على رجال المطافي.

مشيرا إلي ان شبكة المياه موجودة بالفعل منذ بدء تأسيس محافظة القاهرة وتحديدًا بمنطقة وسط البلد، لافتًا إلى مراجعة شبكة مياه الحريق تحتاج إلى صيانه مستمرة، وتزويدها ودعمها بالنواقص التي تعرقل عمليات الإنقاذ، موضحًا أنه لم يتم صيانة جميع شبكات وسط القاهرة منذ إندلاع الثورة خلال الـ 6 سنوات الماضية، وذلك نتيجة لقلة الاعتمادات المؤهلة لإنشاء شبكة حريق منفصلة عن شبكة مياه الشرب.

مشيرا إلى أن شبكات مياه الحريق بالدول المتقدمة لا تستعين بسيارات الإطفاء أو خزانات بشكل كبير كما يوجد بمصر، وذلك لتوافر حنفيات الحرق في كل مربع وكل تقاطع، موضحًا أنه منذ الاحتلال الإنجليزي على مصر كانت حنفيات الحريق من النحاس وتعادل التي يبلغ ثمنها 20 ألف جنيه، ويشير إلى أن سوء الاستخدام عامل مؤثر جدا فأصحاب المحلات يتعاملون معها باعتبارها "بالوعة"، لافتًا إلى أنه إذا تم تركها لشهر واحد نجدها عبارة عن "كتلة طين"، هذا الطين يتسبب في تلف في بعض أجزاء المحبس الموجود أسفل الرصيف، لأن هذا الجزء هو المسئول عن توصيل الخراطيم به.

وكذلك يستخدمها السائقون في غسيل السيارات، مما نتج عنه إغراق بعض الشارع،ومن ثم تقوم الجهات المسئولة بعمل صيانة، وتتضاعف تكلفتها التي صرفت عليها في وقت قياسي، الأمر الذي ينتهي أحيانا بإلغاء خط المياه لأن السلوك المصري غريب "لا إللي ظاهرة نافعة، ولا إللي مخبينها نافعها"، وتقوم المطافي أحيانًا بنزع اليد المسئولة عن الفتح والقفل، "وهي مربوطة بصامولة" ومع كثرة الضغط والفك أصبحت بلا قيمة.

من جانبه قال مساعد وزير الداخلية السابق للحماية المدنية اللواء عبد العزيز توفيق، حنفيات الحريق هي أول ما يبحث عنه رجل الإطفاء في الشارع وقت الحدث ومن المفترض أنها موجودة في كل الشوارع خوصا المناطق الضيقة والعشوائية، مشيرا إلى أن العاصمة  بها 86 وحدة إطفاء على كفاءة عالية وتتحرك فور تلقي البلاغات، مصحوبة بالسيارات وفنطاس مياه احتياطي، إلى أن هناك أزمات كبيرة يعاني منها رجال الإطفاء في المناطق الضسقة وعدم دخول السيارات هناك.

وأكد رئيس الحماية المدنية السابق أن سبب اختفاء حنفيات الحريق من معظم الشوارع والمناطق، يعود لثلاثة أمور، أولهما التخطيط السيء واختيار الشوارع والمناطق الغير مناسبة لوضع الحفنيات، مضيفًا: "وحدة رصف الطرق أيضًا تتحمل جزء كبير جدا من هذه الكارثة حيث أنها تقوم برص الطرق والشوارع وتردم الحنفيات الأرضية، وحينما تصل سيارات الإطفاء لا تجدها،  الحل في هذا الأمر هو الحنفيات العمودية تكن مثبتة في جوانب الحوائط والنفاق كالموجودة في نفق الأزهر".

وقال توفيق إن سرقة الحنفيات والمحابس كونها من النحاس أمر أيضًا تسبب في اختفائها من الشوارع حيث يسرق اللصوص معظم الحنفيات خصوصا الشوارع الجانبية، موضحًا أنه أيضًا لا يمكن لأحد أن يحدد حجم المياه التي ستم استخدامها في الحريق، فهناك حرائق تحتاج إلى عشرات الأطنان من المياه رغم عدم امتداها لمناطق بعيدة إلا أن المادة المشتعلة سريعة المفعول، وقال إنه قطعًا يتم التقدير المبدئي قبل الخروج للحريق إذا كان في كوم قمامة كغير الموجدة في وحدة سكنية، وأنه لا تستعد أقل من 3 سيارات للخروج في أي بلاغ بحريق.

مشيرا إلي إن سيارات الإطفاء تخرج محملة بالمياه وعند تفريغها يبحث رجل الإطفاء على حنفيات الحريق، إذا لم يجدها في المحيط كله يتوجه إلى أقرب مكان يستعمل الخزانات الضخمة في وسط القاهرة على سبيل المثال تسخدم السيارات خزان المتحف الإسلامي، فضلا عن الفنطاس الاحتياطي المرافق للسيارات في الحدث.

وتابع أن المواطن وسلوكياته، يتحمل بها جزء كبير من حوادث الحريق، وأضاف أن إجراءات السلامة وطفيات الحريق والحصول على تصاريح بها أمور مهمة جدا واستهانة المواطن بها تزيد الكوارث ، مشيرا إلي إن حرائق وسط القاهرة "العتبة والرويعي"، تسبب فيها الإهمال من الباعة وأزادها جهلهم بالسلامة الأمنية والاحترازات الكافية، مؤكدًا أن الباعة يخزنون بضائعهم في وحدات سكنية ويخلطون العديد من المواد ببعهضا يساعد في الاشتعال سريعًا.
موضحا إلي أن معظم مناطق مصر القديمة يواجه فيها رجل الإطفاء صعوبة بالغة في الدخول والتعامل مع الحدث، مؤكدًا أنه فضلا عن عدم تواجد حنفيات الحريق بها إلا أنها مناطق ضيقة أو آيلة للسقوط، وقال إن مناطق "الغورية والعتبة والموسكي ودرب سعادة والسيدة زينب والحسين وسوق المناصرة وبولاق أبو العلا وبعض المناطق في السيدة عائشة" وغيرها من المناطق القديمة والعزب الصغيرة، هي أكثر المناطق التي يعاني فيها رجل الإطفاء حيث تفقد كل شئ من السلامة الأمنية وحنفيات الحريق كما أن شوارعها ضيقة.

وأوضح أن أماكن حنفيات الحريق لا بد أن يتم اختيارها بعناية من قبل محافظة القاهرة، وإعلام الحماية المدنية بها، وقال إن إدارة الحماية المدنية لديها اكتفاء مادي من المحافظة جيد جدًا ومعدات عالية الكفاءة لكنها تحتاج لعناصر بشرية كثيرة، وقال المتحدث باسم محافظة القاهرةخالد مصطفى، إن المحافظة تبنت مشروع إنشاء حنفيات حريق على يد د. عبد العظيم وزير محافظ العاصمة الأسبق، وخاصة في المناطق التراثية والتاريخية والشعبية وكذلك المناطق العشوائية، وذلك لأن سيارات الإطفاء تجد صعوبة للوصول للأماكن الضيقة.

وأكد المتحدث باسم محافظة القاهرة  أن المحافظة تراعي أن يوجد حريق في المناطق التي يتم تطويرها أو إعادة إنشائها، موضحًا أنه تم إنشاء شبكة حريق عندما طورت محافظة القاهرة 17 منطقة في حلوان العام الماضي، موضحًا  أن المحافظة  مع مشروع تطوير الـ30 منطقة العشوائية الذي تم الانتهاء من 95% منه بتمويل من صندوق العشوائيات ويغطي صندوق اتحاد بنوك مصر تكاليف 15 منطقة عشوائية في حلوان، شاملة أعمدة الكهرباء وعملية إحلال الصرف الصحي، وكذلك ضمن الاستراتيجيات وضع حنفيات حريق، وأن الخسائر التي جاءت نتيجة حريق منطقتي " الرويعي والغورية " كانت الأثاث أما فيما بيعلق بحريق غرفتي التخطيط بمحافظة القاهرة الذي شب منذ عدة أيام فهناك نسخة أخرى من الوثائق تم الاحتفاظ بها على خاصية الميكروفيلم.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السرقة وارتفاع التكاليف وعدم وجود خطة جيدة يضعون عاصمة مصر في خطر السرقة وارتفاع التكاليف وعدم وجود خطة جيدة يضعون عاصمة مصر في خطر



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:02 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:01 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

أحمد مجدي يشارك كواليس مسلسل "الآنسة فرح "
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon