القاهرة - مصطفى الخويلدي
اختلف خبراء أمنيون حول مدى التدريبات التي يتلقاها المجندين المكلفين بالتمركز في الكمائن الأمنية لمواجهة العناصر المتطرفة التي تستهدف كمائن الشرطة، مرجعين تزايد عدد القتلى من الضباط والجنود إلى "أخطائهم التكتيكية، إذ لا يتم توزيع الأفراد بشكل صحيح، ما يجعلهم صيداً سهلاً للمتطرفين".
وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء مجدي البسيوني، إنه "لايمكن منع استهداف الأكمنة الثابتة إلا بمواجهة حاسمة لهؤلاء المتطرفين من خلال جنود مدربين تدريبًا قويًا، ومعدات حديثة تفوق مايمتلكة المتطرفين، ونحن في حرب ضد التطرف، ولا يمكن القضاء على هذا الخطر بسهولة، ولو تم منع الهجوم على الأكمنة وإحباط مثل هذه العمليات المتطرفة، فهذا يعني أنه تم القضاء على التطرف نهائيًا، وهذا ما لا نستطع فعله حاليًا لشراسة المعركة".
وأرجع البسيوني تكرار تلك الحوادث إلى " الهزائم التي يتلقاها المتطرفون في سيناء، وقتل عدد ليس بالقليل منهم، ما يدفعهم إلى حالة من الجنون في الانتقام من قوات الشرطة والجيش"، مشيرًا إلى أن "وزارة الداخلية تعجز عن القبض على المتهمين بمهاجمة الكمائن سريعًا، لأنهم يضربونها ثم يفرون هاربين، وفى بعض الأحيان يتم زرع عبوات ناسفة بجوارها".
وأرجع الخبير الأمني استهداف كمين النقب ومقتل 8 من أفراد الشرطة، إلى "خطأ تجمعهم فى نقطة واحدة فى الكمين"، لافتًا إلى أن "انتشار الأفراد ضرورة ليؤمن كل فرد الآخر، بحيث يستطيعون التعامل مع المتطرفين في حالة استهداف أحد أفراد التأمين، وحتى لا ينال الاستهداف الكتلة البشرية كلها".
وتابع: "سبق أن تم التحذير من تجمع المجندين والضباط في وقت الذورة وأوقات الاسترخاء الأمني التى يهاجم فيها المتطرفون الكمائن، حيث وقع معظم الحوادث السابقة في مثل هذا التوقيت، لذا يجب الانتشار بشكل أفقي لمنع إفلات المعتدين حال حدوث أي اعتداء، حيث يتم التعامل معهم فورًا، ويجب أيضًا مراجعة وضع الأكمنة الثابتة في مواقع مؤمنة، ودعمها بأبراج مراقبة، وتأمين محيطها جيدًا، بحيث يصعب إلقاء أي قنبلة أو عبوة ناسفة عليها، كما يجب إلغاء الأكمنة عديمة الفاعلية، والاعتماد على الأكمنة المتحركة أكثر من الثابتة حتى يصعب على المتطرفين تحديد مكان الكمين".
وشدّد اللواء عبدالله الوتيدي، على أن الدولة لا تحارب أفراد عاديين "إنما تحارب متخصصين فى تنفيذ عمليات متطرفة تحركها أجهزة مخابرتية دولية، تهدف إلى إشاعة الفوضى في مصر، بينما من الصعب التنبؤ بتلك العمليات"، وقال الوتيدي :" ينبغي وضع خطة أمنية جيدة للتعامل مع العمليات ومنفذيها، تستند على عدد من الركائز الأساسية وأولها تنشيط مصادر المعلومات، للكشف عن تلك المخططات قبل حدوثها، وثانيها التدريب العالي والكفاءة القتالية للأفراد والضباط المكلفين بالتأمين للتعامل فورًا مع العناصر المتطرفة، وزيادة الأسلحة لديهم، مع العمل على تجفيف منابع الأسلحة والمفرقعات قبل تهريبها إلى داخل مصر، منعاً لاستخدامها في تنفيذ مخططات المتطرفين".
ودعا الوتيدي وزارة الداخلية إلى "وضع جميع الاحتمالات أمامها فور تنفيذ عمليات ناجحة ضد المتطرفين، والقبض على عدد منهم أو قتل بعضهم، كما ينبغي اختيار أماكن مؤمنة جيداً لوضع الكمائن وتحصينها تحسبًا لحدوث أي أعمال متطرفة".
كان مسلحين مجهولين هاجموا "كمين النقب" الحدودي على طريق الخارجة- أسيوط، مساء الاثنين، فيما قامت قوات الكمين بالرد على الهجوم، ما أسفر عن مقتل 8 من رجال الشرطة، وإصابة 4 آخرين، مشيرًا إلى أن الاشتباكات وقعت في محيط الكمين بين القوة الأمنية المكلفة بتأمين الطريق الوحيد الرابط بين الوادي الجديد وأسيوط، فيما توقّفت حركة السير لأكثر من 4 ساعات، بعد أن أغلقت قوات الأمن الطريق.
وتبيّن من المعاينة الأولية أن مسلحين فتحوا النار على الخدمة المكلفة بالتأمين، وحدث تبادل لإطلاق النار في محيط الكمين، وأضافت المصادر أن قوات الأمن دفعت بتعزيزات أمنية وعناصر قتالية إلى الكمين للسيطرة على الموقف، وانتقل مساعد وزير الداخلية لأمن الوادي الجديد اللواء عصام بدير، لموقع الحادث للإشراف على عملية تمشيط المناطق الجبلية لتوقيف الجناة، وتم الدفع بقوات قتالية وقاذفات صواريخ، إلى موقع الكمين، بالإضافة إلى 15 سيارة إسعاف لنقل القتلى والمصابين إلى مستشفى الخارجة العام.
أرسل تعليقك