توقيت القاهرة المحلي 07:26:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لغز كبير وراء الجماعة ومؤامرة تقودها دول عدة لضرب الاستقرار في المنطقة

خبراء المراكز البحثية يكشفون عن طريق "داعش" الخفي لتجنيد الشباب

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - خبراء المراكز البحثية يكشفون عن طريق داعش الخفي لتجنيد الشباب

مقاتلي تنظيم "داعش"
القاهرة - سهام أبوزينة

أثار تنظيم داعش وهو أبرز الجماعات المتطرفة التي ظهرت على الساحة السياسية والإعلامية اندهاش الجميع، لطريقته الوحشية، والتسليم بأن تلك الجماعة وراؤها لغز كبير ومؤامرة تقودها دول عدة لضرب الاستقرار الأمني في المنطقة العربية، ويعتمد "داعش" على تجنيد الشباب عبر صفحات التواصل الاجتماعي بشكل كبير. فيستخدم النساء بشكل كبير جدًا في "تويتر" و"فيسبوك" كعامل جذب ويعتمدون عليهم في إدارة أكثر من 50% من صفحاتهم.

وأثبتت "داعش" نجاحها المفرط في استقطاب شباب في أعمار لا تتعدى الـ 25 عامًا ذلك أن خبراتهم ومعلوماتهم محدودة ولديهم الرغبة في اكتشاف المجهول وليس لديهم معرفة كبيرة بأمور دينهم وهو ما يسهل على هذه الجماعة الإرهابية أن تبث فيهم أفكارًا مغلوطة عن الدين.

وذكر الدكتور أحمد بان، المتخصص في شؤون الحركات الإسلامية، أنّ تجنيد الشباب عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي هو الطريقة الأبرز التي يستخدمها تنظيم داعش، حيث أن لديه صفحات كثيرة جدًا لتجنيد الشباب سواء على "تويتر" أو "فيسبوك" حتى في الشبكات الداكنة وليس فقط في الشبكات المعروفة، وهي تلك التي لا يتم الوصول إليها عبر محركات البحث التقليدية.

وتابع، أن التنظيم يعتمد على النساء بشكل كبير جدًا في "تويتر" حتى أن بعضهن يدرن أكثر من 50% من صفحات التنظيم، مع العلم أن غالبية كوادر التنظيم مدربين على اختراق منطقة اللاوعي لدى العناصر في أعمار معينة خصوصًا الأعمار المتدنية من سن 16 إلى 25 سنة وتستخدم وسائل مختلفة في التجنيد تصل إلى تفخيخ أكواد الألعاب التي يستهواها بعض الشباب والدخول عليها والقدرة على تأمين حوار بين العنصر الداعشي وبين اللاعب بالشكل الذي يمكنه من تكريس بعض القناعات داخله في منطقة اللاوعي.

وأضاف أنّ التنظيم امتلك أدوات متعددة في التواصل مع الجمهور عبر صفحات التواصل الاجتماعي ونجح في تجنيد عدد كبير من خلالها، مشيرًا إلى أن تركيز تلك الصفحات كان في المقام الأول على دول الغرب. وأوضح، أن تنظيم داعش ينجح في تجنيد الشباب فقط بسبب أن خبراتهم محدودة ولديهم الرغبة في اكتشاف المجهول، وذلك ناتج عن أنهم حديثو السن وليس لديهم معرفة كبيرة بأمور دينهم وهو ما يسهل على هذه الجماعة الإرهابية أن تبث فيهم أفكارًا مغلوطة عن الدين وأنهم مخالفون له ولا يتبعون صحيحه وما تبثه فيهم من أسطورة عودة دولة الخلافة.

وكشف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، ماهر فرغلي، أن تجنيد الشباب في الماضي كان يتم عن طريق الزوايا والمساجد ويعتمد على الدعوة المباشرة  واللقاءات والمؤتمرات، موضحًا أن الأساليب تطورت مع ظهور التكنولوجيا، حيث قام تنظيم "داعش" بعمل النادي الالكتروني، والذي يعد بوابته الرئيسية للولوج إلى مواقع التواصل الاجتماعي بأمان فضلاً عن مواقع وشبكات جديدة، بل وتطور الأمر باستخدامهم للشبكات الداكنة أو ما يعرف بالشبكات السوداء، وهي تلك التي ليس لها وجود على محركات البحث، ويتم التواصل من خلالها بالإضافة لنقل الأخبار والمعلومات سريعًا وتقديم الخرائط المساعدة للوصول للأماكن المستهدفة حول العالم.

وتابع، أن تنظيم داعش يركز على فئات عامة من الشباب في سن المرهقة من أجل تنشيط الحماس بداخلهم لأنهم أكثر نشاطًا من غيرهم ولديه باحثون يعملون علي مدار الساعة للتعرف على الشباب ومعرفة شخصياتهم وتحديد الأشياء التي يفضلونها، لتحديد الطريقة الملائمة للسيطرة عليهم ثم جذب الأفراد وحثهم للانضمام إليهم والعمل في تلك الجماعات.

وأضاف، أن أحد المراكز البحثية بالعاصمة البريطانية لندن، أعلن أن التنظيمات الإرهابية تنشر ما يقرب من 40 ألف تويتة يوميًا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". ويؤكد، نبيل نعيم، القيادي المتطرف السابق، أن تجنيد الشباب عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي طريقة ناجحة لأنها هي لغة العصر الحديث ومن خلالها تبث تلك الجماعات أفكارها للشباب فيتم اعتناقها ثم يتم التواصل بطرق سهلة جدًا عن طريق تلك الصفحات وقد تم تجنيد آلاف الشباب بهذه الطريقة.

وأضاف، أن الطريقة التي تقوم بها الجماعات المتطرفة في تجنيد الشباب تقوم  على نشر أفكارهم المدعمة بالأدله الشرعية والأحاديث فقط وصحة الاستدلال أو عدم صحته، لأن الشاب الذي يقرأ ليس لديه ثقافة لما ينشر ولا يميز الأمر الشرعي الصحيح الذي عليه إجماع من الأمر الشرعي الخاطئ أو الرأي الفردي الشاذ، ومن ثم يتم التواصل معهم ويتم توجيههم إلي طريقة الوصول إليهم.

وأوضح، أن داعش لديها محطات في تركيا والسعودية وقطر، يكون السفر عن طريق هذه الدول ثم يتم تغير الدولة بسهولة التي سيتم الجهاد فيها من وجهة نظرهم.

وأشار، إلى أن أكثر الشباب الذين يتم تجنيدهم هم المحبطين في مجتمعاتهم ممن لا يرون في حياتهم أي أمل وهذه ظاهرة منتشرة في الوطن العربي بسبب السياسات الخاطئه للحكومات والأنظمة في التعامل مع هذه الطاقات.

ويقول نعيم، إن الشباب المصري لديه كم إحباط زائد لذلك هناك تخوف علي شباب المجتمع في الفترة القادمة بسبب زيادة البطالة والانحرافات الأخلاقية وما يراه الجميع تجاهل للشباب في هذا المجتمع وهذا ما يؤدي الي اختيار الذهاب خارج الدولة ولا يعلمون ما وراء ستار الجهاد، وبالتالي جاء اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالشباب وبمؤتمرات الشباب لهذه الأسباب.

ومن جانبه، قال الدكتور، ناجح إبراهيم، المفكر الإسلامي، إن صفحات التواصل الاجتماعي لا يوجد بها أي تجنيد للشباب من قبل الجماعات الارهابية لان الشباب هم من يتواصلون من بعضهم البعض ويتم شرح المبادئ والأفكار ومن هنا يتم التجنيد وليس عن طريق الصفحات وانما عن طريق العلاقة الشخصية التي تتلخص في المعارف والاصدقاء والسبب في ذلك هو المجتمع.

وتابع إبراهيم، أن صفحات التواصل الاجتماعي عامل مساعد فقط ويكون في بداية الأمر ولا يكون أصل وأساس.

وأضاف، أن التجنيد يحدث في الدولة التي يذهب اليها الشباب وتكون البداية في ترغيب الشباب في الإيمان مثلما كان يحدث في رابعة، ودعوة الشباب لتلقيهم الشعائر الايمانية، علمًا بأن الشباب وهم في بلادهم لا يحصلون علي الحقيقة كاملة ولا يصرح لهم بجميع الافعال التي سيقوموا بها في بلاد ما يسمى بالجهاد وتقوم الجماعات بتدريبهم عسكريًا وفكريًا وعند رؤيتة لذلك الحشد وبالتالي الانبهار به لا يسطتيع الخروج منها.

وكشف اللواء، عبدالرافع درويش، الخبير الأمني، أن تجنيد الشباب عبر منصات التواصل الاجتماعي  لداعش وغيرها من الجماعات الارهابية يرتبط  بثلاث عوامل أولها العوامل المادية التى يتعرض لها الشباب المثقف والمتعلم أو غير المتعلم فضلاًعن إحساسه بالعجز نتيجة عدم إيجاد العمل المناسب بالرغم من تفوقه دراسيًا أو فقره أو أى من تلك الأمور.

وتابع، أن هناك سبب آخر وهو العوامل الاجتماعية التى تؤدى إلى انضمام شباب مرفه ولا يعانى من مشكلات مادية لهذه الجماعات الإرهابية، فهؤلاء غالبًا ما يعانون من مشاكل اجتماعية كتفكك الأسرة، أو عدم القدرة على التعبير عما بداخله أو تحقيق ما يرغب فيه، أو المعاناة من الفراغ العاطفى أو المادى أو الاجتماعى.

وأضاف، أن العامل الثالث وهو أخطر عامل تعتمد عليه مثل هذه الجماعات الإرهابية فى ضم الشباب وهو الجانب الدينى والعقائدى، وخطورة هذا العامل تكمن فى عدم القدرة على السيطرة على هؤلاء الشباب الذين يؤمنون بأن ما يفعلونه أمر حتمى فى الدين ومن النصوص الثابتة التى ستدخلهم الجنة وإذا امتنعوا عنها يدخلون النار، وهو ما يؤدى إلى إقدام الشباب على تنفيذ عمليات انتحارية لأنه يرى أنه سيموت وينتقل إلى الجنة ليعيش فى نعيمها عند تنفيذ أى هجوم انتحارى وهو ما يجعلهم يتراجعون فى اللحظة الأخيرة أو يقدم على الانتحار وهو مرتعش الأيدى، مما يؤدى إلى خسارة عمليته، بينما الفئة المنتمية للعامل الثالث دائماً لا تفشل عملياتهم لأنهم يفعلون ذلك عن اقتناع مائة بالمائة ويعتبرون أن الموت بداية لحياة النعيم.

وأشار، إلى أنهم لديهم القدرة على التخفى والوصول لفئة الشباب فقط فى الخفاء وبث ونشر معلوماتهم المسمومة دون قدرة أى من دول العالم على التصدى لهذه المواقع الالكترونية التى تبث افكارها، موضحا أن المخابرات الامريكية أعلنت أنها تتابع وتراقب المواقع الإلكترونية لداعش إلا أن التنظيم مازال يمارس خطته ولم يتمكن أحد من إيقافه.

ويقول الدكتور، عادل عامر، خبير جرائم أمن المعلومات‏، إن مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر بلا شك في الأمن القومي للدول واستقرارها وهو ما دعا العديد من المؤسسات القومية المهتمة بالأمن الي دراستها ووضع الخطط الاستراتيجية للتعامل معها وذلك لان ما يتم نشرة عبر تلك المواقع من اخبار ومعلومات في الغالب ما تكون مفتقدة للصدق والدقة والمهنية وغالبا ما تكون موجهة لتحقيق غايات خاصة ، فعند التركيز في خلفيات مديري هذه المواقع الايديولوجية والفكرية والسياسية نجد ذلك جليا بالإضافة الي ان المحتوي المعلوماتي لهذه المواقع هو من اكثر المعلومات تداولا بين الجمهور وبخاصة الشباب حيث ان هذه المواقع تمكنت من جذب اعداد هائلة من المتصفحين في مدي زمني بسيط متجاوزة بذلك قدرات اجهزة الاعلام التقليدية الأخرى بفارق كبير.

وتابع أن مفهوم الأمن الفكري من المفاهيم التي ظهرت أخيرًا مع انتشار استخدام الإنترنت حيث أن تعرض الأفراد للرسائل الاعلامية السلبية التي يتم بثها من خلال تلك المواقع والتي يتم اعدادها بواسطة افراد من ثقافات مختلفة تماما عن ثقافة المتلقي ادت إلي التأثير بشكل سلبي في فكرة وقناعاته وقيمة مما قد يولد لدية افكارا متطرفة غريبة على مجتمعة وثقافته ودينه لذا نقول ان هذه الجوانب ذات ارتباط وثيق بالأمن الفكري للناس.

يضاف الى ذلك الفوضى الكبيرة في الافتاء عبر تلك المواقع والتي تعزز وتساعد الترويج للأفكار المتطرفة دينيا والتي تلقي قبولا لدي الكثير من غير المثقفين دينيا ويؤدي بهم الي الدخول في جماعات تنتهج نهج بعيدة تماما عن مناهج الاديان يترتب على ذلك سلوكيات عدوانية وعمليات ارهابية ترتكب بدعوي الدين وما يترتب عليها من ازهاق للأرواح وتدمير للبني التحتية الوطنية واحداث انقسام في المجتمع واذكاء النعرات الطائفية ، وتقوم الجماعات المتطرفة باستغلال سذاجة المتصفحين لتلك المواقع في تجنيدهم لارتكاب الأعمال الإرهابية والتفجيرات الانتحارية بدعوى إقامة الدين والجهاد في سبيل الله .

وأوضح أنه يتم تجنيد الشباب واغواؤهم عن طريق المنتديات وصفحات التواصل عبر "فيسبوك" و"تويتر" من قبل داعش وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا خاصة بالنسبة للعاملين في الهيئات الحيوية للدولة لمحاولة استدراجهم أو تجنيدهم سواء بالفكر المتطرف والدخول اليهم عن طريق الدين والجهاد في سيبل الله والشهادة والجنة، أو استدراج الأفراد لنشر معلومات خاصة بهم ووظائفهم من خلال "فيسبوك" أو "تويتر".

وألمح إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي قد اصبحت اليوم من أقوى الوسائل المستخدمة لتحقيق اهداف الارهابية فعلي الرغم مما لها من ايجابيات في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الا ان تأثيرها السلبي على استقرار الدول والمجتمعات قد بات واضحا حيث تم استخدام الجماعات الارهابية إلى هذه الصفحات لأنها أسهل طرق التجنيد. وطالب الدولة بوضع استراتيجية لدراسة وتحليل مضمون تلك المواقع وما يدور فيها من حوارات وما يتم تبادله من معلومات وأخبار لمنع الأضرار التي تترتب عليها وطرح المعلومات الصحيحة لإنقاذ شبابنا وبناتنا من براثن الإرهاب والقوى السياسية المعادية التي تستهدف هدم مجتمعاتنا بتدمير فكر شبابنا.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خبراء المراكز البحثية يكشفون عن طريق داعش الخفي لتجنيد الشباب خبراء المراكز البحثية يكشفون عن طريق داعش الخفي لتجنيد الشباب



سلمى أبو ضيف تطل كالعروس على السجادة الحمراء في "كان"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:28 2024 الجمعة ,24 أيار / مايو

ثغرة في "واتساب" تسمح بالتجسس على المحادثات
  مصر اليوم - ثغرة في واتساب تسمح بالتجسس على المحادثات

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 10:13 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل القرنبيط

GMT 16:47 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انسحاب أحمد عبد الدايم من انتخابات اتحاد الطائرة المصري

GMT 19:21 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل 3 خصومات من رصيد عدادات الكهرباء في مصر

GMT 08:51 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل اعترافات نجل حلمي طولان ما قاله عن ابنة العمروسي

GMT 05:27 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

المقاولون يخضع لـ"رابيد تيست" استعدادًا لمباراة إنبى

GMT 18:38 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ميار شريف ترتقي 9 مراكز في التصنيف العالمي لسيدات التنس

GMT 12:40 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يواجه أرسنال في مباراة ثأرية في كأس الرابطة

GMT 09:08 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

بيراميدز يقدم رمضان صبحي رسميًا

GMT 02:25 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

إرتفاع إجمالي الدين نحو 5 % في 4 أشهر في الأردن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon