أسفر هجوم بطائرات مسيرة على محطة كهرباء بمدينة عطبرة شمالي السودان، عن مقتل اثنين وتوقف الإمداد الكهربائي لعدد من الولايات في البلاد.وقالت شركة كهرباء السودان في بيان الخميس، "تعرّضت محطة المقرن لتوليد الطاقة في عطبرة بولاية نهر النيل لهجوم بطائرات بدون طيار، أدى إلى إصابات مباشرة في محولات تغذية التيار الكهربائي".
وانقطعت الكهرباء عن مدن رئيسية في السودان بينها العاصمة الخرطوم وبورت سودان ليل الأربعاء الخميس، وفق ما أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس.
وقال مسؤول في محطة توليد الكهرباء، إن اثنين من عناصر الدفاع المدني قُتلا أثناء محاولتهما إخماد حريق اندلع عقب الغارة الأولى التي اتهم قوات الدعم السريع بتنفيذها.
ولم تُعلّق قوات الدعم السريع على الهجوم حتى الآن.
كما أفاد شهود عيان بأن الجيش فعّل أنظمة دفاعه الجوي قرابة الساعة 2,00 (منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، مشيرين إلى رؤية ألسنة اللهب والدخان تتصاعد فوق المدينة.
وتُعدّ هذه المحطة مركزاً استراتيجياً في شبكة الكهرباء السودانية، إذ تستقبل الطاقة المولّدة من سد مروي الذي يشكّل أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في البلاد، قبل توزيعها على مختلف المناطق.
وقد تعرضت مدينة عطبرة التي يسيطر عليها الجيش السوداني، لهجمات متكررة بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع حيوية، من بينها منشآت خدمية وبنى تحتية. وتتهم السلطات السودانية قوات الدعم السريع باستهداف المنشآت المدنية والعسكرية.
وأسفرت الحرب التي اندلعت في أبريل/ نيسان 2023 عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وأدّت إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الخميس أنّ أكثر من ألف مدني قُتلوا في هجوم شنّته قوات الدعم السريع خلال نيسان/أبريل الماضي في مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور السودانية.
وأشارت المفوضية في تقرير إلى "مجازر وعمليات اغتصاب وأعمال عنف جنسي أخرى وتعذيب وخطف" ارتُكبت خلال الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع من 11 إلى 13 أبريل/نيسان.
وأكّدت المفوضية "مقتل ما لا يقل عن 1013 مدنياً".
وأضافت أنّ من بين الضحايا "319 شخصا أُعدموا إما داخل المخيم أو أثناء محاولتهم الفرار. وقُتل بعضهم في منازلهم خلال مداهمات نفذتها قوات الدعم السريع، بينما قُتل آخرون في السوق الرئيسي وفي مدارس ومراكز صحية ومساجد". وأشارت المفوضية إلى أن نحو 400 ألف مدني فرّوا من المخيم بعد الهجوم.
ونفت قوات الدعم السريع آنذاك استهداف المدنيين في زمزم.
وبحسب المفوضية، تعرّض ما لا يقل عن 104 أشخاص بينهم 75 امرأة و26 فتاة و3 صبيان، لعنف جنسي مروع، بما في ذلك عمليات اغتصاب واغتصاب جماعي واستعباد جنسي، خلال الهجوم على المخيم وعلى طرق الهروب، بين 11 أبريل/نيسان و20 مايو/أيار.
كما كشف تقرير جديد لمختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل، أن قوات الدعم السريع السودانية قامت بتدمير وإخفاء أدلة على عمليات قتل جماعي ارتكبتها بعد اجتياحها مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب البلاد.
وقال مختبر الأبحاث الإنسانية الذي يستخدم صوراً للأقمار الاصطناعية لرصد الفظائع منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، الثلاثاء، أنه حدد في أعقاب سيطرة الدعم السريع على المدينة 150 أثراً يتطابق مع رفات بشرية.
وتتطابق عشرات من هذه الآثار مع تقارير عن عمليات الإعدام، وتتطابق عشرات أخرى مع تقارير تفيد بأن قوات الدعم السريع قتلت مدنيين أثناء فرارهم.
وأضاف أنه في غضون شهر، اختفى ما يقرب من 60 من تلك الآثار، بينما ظهرت ثماني مناطق حفر قرب مواقع القتل الجماعي لا تتوافق مع ممارسات الدفن المدنية.
وخلص التقرير إلى أن "عمليات قتل جماعي وتخلص من الجثث على نطاق واسع ومنهجي قد حدثت"، مقدراً عدد القتلى في المدينة بعشرات الآلاف.
وطالبت منظمات إغاثة والأمم المتحدة مراراً بالوصول الآمن إلى الفاشر، حيث لا تزال الاتصالات مقطوعة ويُقدر عدد الناجين المحاصرين بعشرات الآلاف، وكثير منهم محتجزون لدى قوات الدعم السريع.
إلى ذلك، تصدر السودان مجدداً قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، في ظل استمرار الصراع في البلاد.
وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي يتصدر فيها السودان القائمة، التي نشرت يوم الثلاثاء. وتسلط القائمة الضوء على الدول العشرين الأكثر عرضة لحالات طوارئ إنسانية جديدة أو تفاقم أخرى جارية.
وقال ديفيد ميليباند الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية في بيان "ما تشهده اللجنة على أرض الواقع ليس حادثا مأساويا. فالعالم لا يكتفي بالتقاعس عن الاستجابة للأزمة، بل إن الأفعال والأقوال تساهم في تفاقمها وإطالة أمدها".
وأضاف "حجم الأزمة في السودان، التي تصدرت قائمة المراقبة للعام الثالث على التوالي، وأصبحت الآن أكبر أزمة إنسانية مسجلة على الإطلاق، دليل على هذا الخلل".
السيسي والبرهان يبحثان سبل تسوية الأزمة في السودان
وفي ذات السياق، يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، لبحث سبل تسوية الأزمة في السودان، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وذكر بيان رسمي صادر عن الرئاسة المصرية، أن اللقاء يتناول تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الصراع
وأفاد تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، أن أكثر من 1000 مدني قتل عندما سيطرت قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين في منطقة دارفور (غرب السودان) في أبريل (نيسان)، نحو ثلثهم تعرضوا لعمليات إعدام خارج نطاق القانون.
كما ذكر التقرير أن قوات الدعم السريع ارتكبت أعمال تعذيب وخطف وعنف جنسي واغتصاب على نطاق واسع في مخيم زمزم في ذات الشهر، كما تم إعدام ما لا يقل عن 319 شخصا في المخيم أو أثناء محاولتهم الفرار.
وبين التقرير أن أحد الشهود أفاد بأن ثمانية أشخاص كانوا مختبئين داخل غرفة في المخيم، قتلوا على يد مقاتلي قوات الدعم السريع الذين أدخلوا بنادقهم عبر نافذة وأطلقوا النار عليهم، بحسب "رويترز".
منع الأغذية.. وقتل عمد
ووفقا لتقرير الأمم المتحدة منعت قوات الدعم السريع على مدى عدة أشهر قبل الهجوم، الذي وقع في الفترة من 11 إلى 13 أبريل/نيسان، دخول المواد الغذائية والإمدادات إلى مخيم زمزم في إقليم دارفور، والذي يضم ما يقرب من نصف مليون شخص نزحوا بسبب الحرب.
من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان مصاحب للتقرير المكون من 18 صفحة "مثل هذا القتل المتعمد للمدنيين أو من يعجزون عن القتال قد يشكل جريمة حرب تتمثل في القتل العمد".
وتستند هذه النتائج إلى مقابلات أجريت في يوليو تموز 2025 مع 155 من الناجين والشهود الذين فروا إلى تشاد.
"جرائم حرب"
وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية، كشف في 3 ديسمبر الجاري أن "قوات الدعم السريع قامت بقتل المدنيين عمداً وأخذتهم رهائن، ونهبت ودمّرت المساجد والمدارس والعيادات الطبية"، وفقاً لشهادات 29 شخصاً بينهم شهود وأقارب ضحايا وصحافيون.
وأدى الهجوم، بحسب بيانات المنظمة التي تتطابق مع تقارير الأمم المتحدة، إلى فرار أكثر من 400 ألف مدني من المخيم.
كما طالبت المنظمة "بالتحقيق في هذه الانتهاكات كجرائم حرب بموجب القانون الدولي".
ويفيد تقرير العفو الدولية بأنه بين 11 و13 أبريل (نيسان) "هاجمت قوات الدعم السريع المخيم باستخدام المتفجرات، وفتحت النار بشكل عشوائي في مناطق مكتظة بالسكان".
Play Video
وكان مخيم زمزم في منطقة دارفور غرب السودان يضم نحو نصف مليون نازح بسبب الحرب في البلاد، وشنت قوات الدعم السريع حملة السيطرة عليه في الفترة من 11 إلى 13 أبريل (نيسان).
ويقع مخيم زمزم في ضواحي مدينة الفاشر التي سقطت في أيدي الدعم السريع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما أدى إلى فرار 400 ألف شخص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة، يعيش معظمهم بلا مأوى في مدينة طويلة على مسافة 70 كيلومتراً غرب الفاشر.
ودخلت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامها الثالث، وقد أودت بعشرات الآلاف، وأجبرت الملايين على النزوح، فيما ينتشر الجوع في معظم أنحاء البلاد.
كما أدت الحرب إلى تقسيم السودان إلى مناطق نفوذ، إذ يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد، بينما تسيطر الدعم السريع على معظم إقليم دارفور في الغرب وأجزاء من الجنوب.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
نيويورك تايمز تحذر من تفشي المجاعة بالفاشر والدعم السريع يقدّم مساعدات محدودة
الاتحاد الأوروبي يعتمد هدفا تاريخيا لخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040
أرسل تعليقك