أعلن المكتب الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" إن قواته صدّت محاولة يائسة من قبل فلول "داعش" لفتح ثغرة في الطوق الذي يحاصرهم من جميع الاتجاهات في الجزء المتبقي من "الجيزة البحرية" آخر معاقلهم في سرت.
وقال المكتب في بيان نشره عبر صفحته عبر "فيسبوك"، مساء السبت: إن "قوانتا قضت خلال المواجهة على 7 دواعش، فيما استقبل مستشفى مصراتة المركزي جثامين ثلاثة شهداء ممن تصدوا لعملية الالتفاف".
وسبق لمعاون آمر غرفة العمليات الميدانية في سرت، العميد عبد الهادي إدرة، القول إن عناصر "داعش" المتحصّنة في حي الجيزة في المدينة، أقدمت على إحراق عدد من المنازل، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد، تزامنًا مع تقدم قوات "البنيان المرصوص" داخل الحي.
وقال إدرة، إنّ عناصر التنظيم محاصرة في كل المحاور، وإنّ "ساعة الحسم باتت قريبة"، مشيرًا إلى أنّ تنبيهات وجهت إلى العائلات التي لا تزال موجودة في الحي للخروج من منطقة الاشتباك.
وعادت مدينة بنغازي، شمال شرق ليبيا، الى دائرة التوتر مجددًا، إثر تصاعد حدة المعارك المسلحة قبل أيام بعد أن شن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، هجومًا سيطرت خلاله على مواقع مهمة غرب المدينة كانت جماعات مسلحة، بينها تنظيم "داعش" تحتلها، في خطوة قوبلت بترحيب بعض الأطراف داخليًا وخارجيًا لمواجهتها الإرهاب.
وأعلنت قوات حفتر، سيطرتها على كامل منطقة "القوارشة"، غرب بنغازي، التي تعد من أهم المناطق التي يتمركز فيها تنظيم "داعش"، إضافة إلى كتيبة "أنصار الشريعة"، و"مجلس شورى ثوار بنغازي" المتشددين.
وأمس السبت، اختُطف ثلاثة موظفين في وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوفاق غير المعتمدة في العاصمة طرابلس، وهم موسى داوود العمروني وفضل الله هارون الشهيبي وعلي العقوري.
وأكدت الوزارة استعدادها للتعاون مع جهات الاختصاص لاتخاذ الاجراءات القانونية تجاه المتورطين، داعية جهات الاختصاص إلى تحمل مسؤولياتها في حماية الموظفين الذين يقومون بأداء أعمالهم. وحذرت الوزارة في بيان لها، الأطراف التي تقوم بهذه الأفعال إلى الكف عن “العبث” بالمؤسسة المهمة للغاية التي تمثل الأمن القومي للمواطن الليبي.
وفي أول ردة فعل أوروبية على تقدم القوات الموالية لمجلس نواب طبرق في محاور القتال في بنغازي، دعا الاتحاد الأوروبي الليبيين إلى الوحدة في الكفاح ضد الإرهاب.
وقالت ناطقة باسم خدمة العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي في تصريحات، إن الأخير يتقدم بتعازيه لضحايا أفراد الجيش الوطني الليبي والليبيين كافة الذين سقطوا وهم يكافحون ضد الإرهاب، في أول تعليق من الاتحاد يصف قوات حفتر بـ"الجيش الوطني الليبي".
كما رحب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، بتقدم قوات حفتر في بنغازي، مشيرًا إلى أن القضاء على الإرهاب لمصلحة جميع الليبيين، وذلك عبر “تغريدتين” على حسابة الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال المسؤول الأممي في إحدى التغريدات التي أعادت نشرها الصفحة الرسمية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على "فيسبوك": إن الجيش الوطني الليبي يتكبد خسائر مؤلمة في الأرواح في سبيل محاربة “الإرهاب” في بنغازي محققا تقدما مهما.
وفي نفس الاتجاه الداعم لعمليات قوات حفتر ببنغازي، أشاد المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا جوناثان وينر بما أسماها تضحيات جنود الجيش الوطني الليبي في اشتباكات مكافحة الإرهاب في بنغازي.
وقال واينر في تغريدة له على حسابه في "تويتر" إن تضحيات قوات حفتر بلغت 20 قتيلا و40 جريحا هذا الأسبوع في اشتباكات مكافحة الإرهاب في بنغازي.
وتخوض قوات حفتر ضد “كتيبة أنصار الشريعة” وتنظيم داعش معارك مسلحة منذ أكثر من عام ونصف في منطقة القوارشة، فيما تصاعدت حدة المعارك في المنطقة قبل أيام، كما أن القوات ذاتها تخوض معارك ضد عناصر "مجلس شورى ثوار بنغازي" في نفس المنطقة.
و قال العقيد ميلود الزوي، المتحدث باسم القوات المسلحة الليبية إن الجيش يشن منذ يومين عمليات عسكرية برية بالموازاة مع غطاء جوي ضد الجماعات الإرهابية من تنظيم "أنصار الشريعة" و"داعش" في المحور الغربي ببنغازي.
وقال القائد الميداني في الجيش الليبي سعيد ونيس، إن القوات المسلحة تقتحم منطقة قنفودة غربي بنغازي من جميع المحاور بعد أن تمت السيطرة على الحضيرة الجمركية في المنطقة.
وفي سياق ردود الفعل الداخلية، أشادت السلطات الحاكمة في شرق ليبيا والتي ينبثق عنها القوات التي تحارب في مدينة بنغازي بتقدم تلك القوات وذلك خلال بيانين منفصلين صادرين عن مجلس النواب في طبرق والحكومة التابعة له.
وعبر مجلس النواب في بيان عن تهنئة رئيسه ونوابه للشعب الليبي بما أسماه “مناسبة تحرير منطقة القوارشة غرب بنغازي التي تعد من أهم معاقل الإرهابيين بهمم الجنود الأبطال رغم قلة الإمكانات وحظر السلاح المفروض جورًا من العالم.
أما الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب فقد أصدرت بيانا آخرًا أشادت فيه بـ"الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة ضد المجموعات الإرهابية في مدينة بنغازي وآخرها منطقة القوارشة".
وأكدت الحكومة دعمها الكامل للمشير حفتر في حربه ضد الجماعات الإرهابية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها تضع كل إمكاناتها تحت تصرف القيادة العامة للقوات المسلحة حتى تحقيق النصر وتطهير كافة ربوع ليبيا من كل أشكال العنف المسلح. واستغلت حكومة طبرق الأحداث الجارية في بنغازي بتجديدها طلب رفع حظر السلاح عن قواتها، قائله في البيان نشدد على ضرورة الوقوف مع الشعب الليبي وجيشه برفع حظر توريد السلاح.
وكان مجلس الأمن الدولي قد حظر بموجب القرار رقم 1970 لعام 2011 توريد الأسلحة إلى ليبيا، وأهاب بجميع الدول الأعضاء تفتيش السفن المتجهة إلى ليبيا، ومصادرة كل ما يحظر توريده، ثم تدميره وإتلافه.
أرسل تعليقك