توقيت القاهرة المحلي 21:16:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يلجأ الى استخدام المدنيين كدروع بشرية وإحراق الخنادق بعد ملئها بالنفط لمنع تقدمها

القوات العراقية المشتركة تدخل الى مناطق نفوذ "داعش" وتسيطر على تلفزيون الموصل

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - القوات العراقية المشتركة تدخل الى مناطق نفوذ داعش وتسيطر على تلفزيون الموصل

القوات العراقية المشتركة
بغداد - نهال قباني

تمكنت القوات العراقية من اختراق دفاعات تنظيم "داعش" من الناحية الشرقية لمدينة الموصل، لتنتقل المعركة للمرة الأولى إلى حدود المدينة، بحسب ما قال أحد القيادات العسكرية المشاركة في المعركة. وفي الوقت الذي تتكثف فيه الهجمات لتحرير المدينة العراقية، يقول رئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي إن "جنوده تمكنوا بالفعل من قطع رأس الأفعى"، حيث تقوم قوات التحالف بإغلاق كافة المنافذ التي يمكن للتنظيم استغلالها للهروب. وأضاف أن "الإرهابيين ليس أمامهم سوى خيارين فقط إما تسليم أنفسهم أو الموت."

إلا أن التنظيم المتطرف على ما يبدو بدأ في محاولة التكيف مع الوضع الجديد، حيث توقف عن تسمية الموصل بعاصمة الخلافة، وذلك للتقليل من شأن المهمة التي تقوم بها القوات العراقية حاليًا وهي تحرير المدينة، خاصة وأن الأمر بات وشيكًا للغاية.

ويقول قائد وحدة مكافحة الإرهاب العراقية أنهم تمكنوا من دخول محطة التلفزيون الحكومي، ليكون أول المباني المهمة التي تمكنوا من الاستيلاء عليها خلال العمليات التي يقومون بها في المدينة منذ بدايتها قبل أسبوعين.

وكان التنظيم الإرهابي قام بإشعال النيران في الخنادق التي قاموا بحفرها وملئها بالنفط، وذلك حتى يكون الدخان المتصاعد سببًا في إعاقة الرؤية لدى الجنود المتقدمين إلى المدينة وكذلك قائدي الطائرات العسكرية الذين يقومون بقصف معاقل التنظيم، وذلك لتخفيف الضغط عليهم، وبالتالي فيمكن للميليشيات المتطرفة الهرب من المدينة.

وأفادت الأنباء بدخول قوات مكافحة الإرهاب الثلاثاء في اشتباكات عنيفة مع مسلحي "داعش" في حي كوكجلي، وهو أحد الأحياء الصناعية في الضاحية الشرقية للمدينة، حيث اشتبكوا مع مقاتلي التنظيم المتطرف خارج مصنع الطحين بالقرب من المدخل الشرقي للمدينة صباح الثلاثاء، بحسب ما أفادت التقارير الصحفية. ويقول قائد جهاز مكافحة الإرهاب عبد الغني الأسدي، في تصريح أبرزته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن قواته وصلت الى مشارف منطقة الكرامة داخل المدينة.

وفي قرية قريبة من بازاوية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة المبنية على بعد بضعة كيلومترات من المدينة العراقية، حيث قال عنها الأسدي أنها نتيجة للاشتباكات الجارية بالفعل في منطقة الكرامة. وقال مصدر تابع لميليشيات البشمركة الكردية أنهم تلقوا تقريرا حول مقتل سبعة مسلحين تابعين للتنظيم في حي عدن، المتاخم لمنطقة الكرامة، بينما دُمرت مركبتان مملوكتان لهما.

وقال التلفزيون الحكومي العراقي ان هناك أيضا اشتباكات داخل المدينة بين مقاتلي الدولة الإسلامية والسكان الذين انتفضوا ضد التنظيم المتطرف. وأعلن مصدر في الاستخبارات الكردية ان عناصر المقاومة فتحوا النار على وحدة للشرطة تابعة لداعش، في منطقة "إنتصار"، جنوب الكرامة، حيث كان المقاتلون المسلحون قد انتشروا في الشوارع في أنحاء المدينة، بينما بدا عليهم الخوف من احتمالات تمرد السكان القاطنين في المناطق التي مازالت خاضعة لسيطرتهم.

ويأتي القتال بعد أسبوعين من تقدم القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة في إطار تطهير المناطق التي يسيطر عليها المتمردون حيث تعد العملية الحالية أكبر العمليات العسكرية التي شهدها العراق منذ الغزو الأميركي الذي أطاح بصدام حسين من السلطة في عام 2003.

تقول صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن القوات العراقية وحلفاءها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، يأملون في حدوث انتفاضة داخل المدينة تساعد إلى حد كبير في إرخاء قبضة المقاتلين الذين استولوا عليها في عام 2014، ليعلنوا قيام "الخلافة" الإسلامية.

وأضافت الصحيفة أن القتال داخل مدينة الموصل سوف يكون أكثر تعقيدا من الوضع في القرى المحيطة التي تمكن الجيش العراقي والميليشيات المتحالفة معه من الاستيلاء عليها خلال الأيام الماضية، وذلك بسبب مساحة المدينة، والتي تعد ثاني أكبر المدن العراقية، وهو الأمر الذي دفع منظمة الأمم المتحدة لإطلاق التحذيرات حول أسوأ السيناريوهات المتوقعة، والمتمثل في تشريد أكثر من مليون شخص، وهو الأمر الذي يتطلب أكبر عملية إنسانية في العالم.

على الجانب الأخر، تغير موقف التنظيم المتطرف بصورة كبيرة من المدينة، حيث توقفوا عن تلقيبها بعاصمة الخلافة، رغم أنهم اعتادوا على استخدام هذا اللقب بصورة كبيرة منذ استيلائهم عليها ربما لإدراكهم أن الموصل أصبحت على وشك التحرير من قبضتهم.

من ناحيته، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مرتديًا الزي العسكري، إن القوات العراقية سوف تقطع رأس الأفعى، موضحا أن الهروب ليس خيارًا متاحا أمامهم، وإنما الموت أو الاستسلام.

بدوره الجنرال العسكري البريطاني روبرت جونز فقد قال إن القوات العراقية وميليشيات البشمركة تمكنت من تحقيق تقدم كبير، وفي مدة زمنية مناسبة، وهو الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل بقرب تحرير المدينة العراقية.

الهزيمة في الموصل سوف تكون بمثابة علامة بارزة، خاصة وأن ذلك سوف يعني أكبر خسارة يتكبدها التنظيم المتطرف منذ استيلاء على مساحات واسعة في سورية والعراق قبل أكثر من عامين، ليكون عليها خلافته المزعومة.

من جانبه أعرب هادي العامري، زعيم منظمة "بدر"، أكبر الميليشيات الشيعية، عن أمله في أن الموصل لا تنحدر إلى صراع طويل ومدمر مثل المعركة المستمرة منذ أربعة أعوام في مدينة حلب السورية، حيث تقاتل أيضا الميليشيات الشيعية.

ويبدو أن تنظيم "داعش" لا يجد أمام سوى أسلحة محدودة لصد الزحف الكبير الذي تشنه القوات العراقية وحلفاؤها، حيث تتجه لاستخدام السيارات المفخخة، والقناصة وكذلك إطلاق قذائف الهاون، حيث أكد التنظيم أنه نجح في تنفيذ عملية انتحارية ضد قافلة مشتركة من الجيش والميليشيات الشيعية جنوبي الموصل.

واتجهت الميليشيات المتطرفة إلى جلب ألاف المدنيين من القرى المجاورة للموصل حتى يمكنهم استخدامهم كدروع بشرية لتغطية عملية انسحابهم من المدينة، حيث تمكن التنظيم بالفعل من نقل حوالي 25 ألف مدني من بلدة حمام العليل جنوب الموصل، عبر عشرات الشاحنات خلال ساعات الظلام في وقت مبكر يوم الاثنين الماضي لاستخدامهم كدروع بشرية.

كذلك فإن إحراق الخنادق الغارقة بالنفط، تكتيك أخر يستخدمه التنظيم المتطرف، يهدف لإبطاء حركة القوات الزاحفة، وتخفيف القصف الجوي الذي تشنه قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، حيث أن أعمدة الدخان الكثيفة تساهم في حجب الرؤية، وهو الأمر الذي دفع عددا من الوكالات العاملة لدى الأمم المتحدة إلى التحذير من جراء التداعيات البيئية المترتبة على سياسة الأرض المحروقة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوات العراقية المشتركة تدخل الى مناطق نفوذ داعش وتسيطر على تلفزيون الموصل القوات العراقية المشتركة تدخل الى مناطق نفوذ داعش وتسيطر على تلفزيون الموصل



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:02 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 2

GMT 15:01 2021 الإثنين ,26 تموز / يوليو

أحمد مجدي يشارك كواليس مسلسل "الآنسة فرح "
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon