توقيت القاهرة المحلي 01:45:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ارتكاباتها تجعل من مقديشو مكاناً خطيراً للعيش والعمل فيها

صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة "حركة الشباب" للإعلاميين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين

مسلحو حركة الشباب في الصومال
مقديشو ـ سعيد الغامدي

يغادر الصحافي حسن داهير، 28 عاما، مرة كل شهر، فندقه الصغير في وسط العاصمة الصومالية "مقديشو"، في الظلام لزيارة والدته في حي "ياقشيد" شمال شرق المدينة، ويقضي الليل معها ثم يعود إلى غرفته قبل الفجر.وذكرت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية، أنه على مدار الـ8 سنوات الماضية، تخفى داهير في أوقات الليل ليزور عائلته، لأنه يخشى من "حركة الشباب" المتطرفة، التي يقول إنها "قتلت على الأقل 5 من أصدقائه المقربين".

أقرأ أيضًا:الجيش الأميركي يوجه ضربة قاصمة ضد "حركة الشباب"

وأصبحت المدينة خطيرة جدا لداهير حتى أنه لم يتمكن من حضور جنازة شقيقه الصغير الشهر الماضي، وقال:" قُتل في سوق (باكرا) نهاية الشهر الماضي من قبل مسلح مجهول، أردت حقا الالتحاق بعائلتي أثناء دفنه، ولكنهم نصحوني بعدم الذهاب إلى الموقع، بعدما استهدفت الحركة في الماضي الصحافيين الذين يزورون المقابر."

ولا ينطبق ذلك على حياة الصحافيين فقط ولكن أيضا عمال الإغاثة، والموظفين الحكومين، والقادة الشباب العاملين في مقديشو، حيث يواجهون خطر العنف والاستهداف للقتل. كما أن الكثير منهم يتركون المناطق التي عاشوا فيها خلال فترة الطفولة ويستقرون في وسط المدينة وحول "المنطقة الخضراء" بالقرب من المطار، والتي تعد آمنة إلى حد ما.

وقال داهير:" عدد القتلى من الصحافيين لا يحصى، فقدت 5 من أصدقائي المقربين، وأعتقد أن موعد قتلي يقترب، لا يوجد مكان لأهرب إليه، أفضل ما تفعله هو الاختباء داخل المدينة والبقاء حذرا."

ووفقا للجنة حماية الصحافيين، تعد الصومال أحد أخطر الأماكن على الصحافيين، وعلى مدى الأربع سنوات الماضية، كانت الدولة الواقعة في منطقة القرن الأفريقي على رأس قائمة أسوأ البلدان التي تحدث فيها جرائم ضد الصحافيين.

وطردت "حركة الشباب" خارج مقديشو في عام 2011، ولكنها ما تزال تشن هجمات مميتة بالسيارات المفخخة، وكذلك عمليات اغتيال، وهي تحارب للإطاحة بالحكومة المدعومة دوليا، وترى أن كل من يعمل مع الحكومة مثل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، أعداء.

وفي الشهر الماضي، أطلق رجل مسلح النار على ساكاريا هادوف، رئيس مقاطعة "هودان". وقال الشهود إنه كان يغادر المسجد بعد صلاة الجمعة حين هجم عليه، وتوفي وهو في المستشفى في وقت لاحق من ذلك اليوم.

وتقع مقديشو في أيدي قوات الأمن الصومالية والتي تدعمها قوات حفظ السلام للاتحاد الأفريقي، ولكن "حركة الشباب" لا تزال تسيطر على المدينة وعلى ناسها بطرق مختلف، من بينها إغلاق ملاعب كرة القدم، والحصول على (الخوات) الأموال من الأعمال التجارية الصغيرة من الضرائب.

واستخدم وزراء ومسؤولو الحكومة المركبات المضادة للرصاص والقوات المسلحة لحماية أنفسهم، ولكن المدنيين والعاملين المحليين العاملين لدى الأمم المتحدة وغيرها من وكالات المساعدة، ليس لديهم حماية خاصة وباتوا شخصيات مستهدفة.

وفي مايو/ آيار الماضي، اغتال مسلح مجهول ماريا عبد الله، العاملة لدى "منظمة الصحة العالمية"، بعدما ذهبت إلى "سوق باكارا" للتسوق والتجهيز لزفافها.

وفي بداية شهر فبراير/ شباط، انفجرت سيارة في مركز مكتظ للتسوق، وقتل 11 شخصا وجرح 10 آخرون. وفي مثل هذه المدينة العنيفة، يتصل داهير بوالدته مرتين يوميا ليوافيها بآخر التطورات عن سلامته، ويقول:" يجب أن اتصل بها صباح كل يوم  قبل الذهاب إلى العمل، وفي الليل قبل النوم."

ولا يعد الاتصال بوالدته أمرا سهلا، خاصة في أعقاب الانفجارات حول المدينة التي يعيش فيها، حيث يقول:" حين يكون هناك انفجار، يستخدم الجميع الهواتف، وفي بعض الأحيان تتوقف الشبكات عن العمل، وتظل والدتي تتصل بي إذا فشلت في الاتصال بها، وتعقد أحيانا أنني مت في حال لم اتصل."

وفي الوقت نفسه، ينتظر داهير الوقت الذي يمكنه العودة فيه إلى منزله، قائلا:" أشعر أنني تحت الإقامة الجبرية، لا يمكنني التجول بحرية أو العيش مع عائلتي، ولكن لا يزال لدي أمل أن الأوضاع ستتغير في المستقبل."

ويقول مسؤول صومالي رفيع المستوى يعمل مع الأمم المتحدة في مقديشو، إن "الصومال تعد على وجه الخصوص مكانا خطيرا للسكان المحللين العاملين مع المنظمات الأجنبية". وهو يعيش الآن بالقرب من المطار، حيث توجد وكالات الأمم المتحدة والسفارات بما في ذلك اللجنة البريطانية، وهي من أحد أكثر المناطق حماية في العاصمة.

وفي هذا السياق، يقول عبد الفتاح علي حسن، مدير الأمن في إدارة "بانادير" الإقليمية: "تستهدف حركة الشباب الجميع بغض النظر عن العمل أو المؤسسة، فهم يهددون وجود الشعب الصومالي، ولهذا السبب يقتلون الأبرياء يوميا."

وأضاف:" نحن ملتزمون بحماية العامة من المتطرفين غير الرحماء، وواثقون بأننا سنقضي على تهديدهم للعاصمة والبلاد بأكملها". وقال: "مع ذلك، ننصح العامة خاصة العاملين مع الحكومة والمنظمات غير الحكومية بأخذ احتياطات السلامة الشخصية لتجنب أن يصبحوا مستهدفين."

ويضيف:" كوني أبا، أشعر بقلة الحيلة، إذا مرض ابني في وسط الليل، لا يمكنني الخروج والذهاب إليه واحتضانه، فأنا أعيش بعيدا عن عائلتي منذ 6 سنوات، وهذا مؤلم لأنني أعيش في خوف دائم. كما أنه لا يمكنني أن أشرح لأطفالي سبب ابتعادي عنهم."

وقال حسن:" نبذل أقصى ما في وسعنا لضمان أن مقديشو آمنة للجميع، الشرطة هنا الآن وتنتشر في الأحياء، لدينا علاقة جيدة مع العامة، الوضع في الواقع يتحسن، حين كانت المدينة مقسمة سيطرت حركة الشباب على نصفها، ولكن الآن تمت هزيمتها، وكل ما يمكنها فعله هو تخويف الناس."

ويشعر معظم الصوماليين بالإحباط لإعادة بناء بلادهم المنخرطة في حرب منذ عدة عقود، والآن يوجد بها عدد مضاعف من الجماعات المتطرفة.


وقد يهمك أيضًا:كينيا تتلقى تحذيرات من قيام "حركة الشباب" بشنِّ هجوم "إرهابي" وشيك

مقتل سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين صحافي صومالي يشرح ظروف معيشته بسبب ملاحقة حركة الشباب للإعلاميين



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon