توقيت القاهرة المحلي 20:06:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كشف لصحيفة بريطانية ارتكابات الجماعة الفظيعة التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي

"داعشي" ألماني معتقل لدى "قسد" يعرب عن ندمه على الإنضمام للتنظيم المتطرف

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - داعشي ألماني معتقل لدى قسد يعرب عن ندمه على الإنضمام للتنظيم المتطرف

مقاتلي قوات سورية الديمقراطية
دمشق ـ نور خوام

لم ينهِ لوكاس غلاس دراسته في المدرسة، حين قرر الانضمام إلى تنظيم "داعش"، إذ في صيف عام 2014، وبعد فترة قصيرة من إعلان المجموعة المتطرفة أن هدفها "الخلافة"، ترك مدينته في "ديترموند"، وبدأ مع زوجته حياة جديدة في سورية، وكان عمره 19 حينذاك عاما.

وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه قال:"كل ما عرفته عن داعش كان أنه تنظيم يؤسس للشريعة الإسلامية ويحارب الرئيس السوري بشار الأسد. جئت الى هنا لممارسة ديني، أعتقدت أنني سأجد ما أردته، ولكن في الحقيقة كان الوضع مختلفا جدا."

وغلاس مواطن ألماني يبلغ من العمر الآن 23 عاما، وهو واحد من آلاف الأجانب الذين أتوا إلى هذه الدولة في خضم الحرب الأهلية الوحشية، للعيش تحت سلطة الدولة الإسلامية" التي وعد "داعش" بها أتباعه، وقال: "ليس هذا كل ما فعلوه فحسب، فقد لعب العديد منهم دورا رئيسا في سيطرة داعش على الأراضي، وقد تصرفوا على أنهم جنود، ومنفذي أحكام الإعدام، ومجندي أشخاص جدد في التنظيم".

وعلى مدار الشهور القليلة الماضية، ومع اقتراب "دولة الخلافة" من نهايتها، اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" المئات من الأجانب وهم يغادرون الإقليم المترنح لـ"داعش"، ولكن اعتقالهم يعد مجرد بداية لعملية معقدة ليس لها نهاية واضحة تلوح في الأفق".

ولا تريد معظم الدول عودة مواطنيها الذين غادروا ليلتحقوا بالتنظيم المتطرف، خشية تهديدهم للأمن القومي حال عودتهم، كما أن محاكمتهم تعد عملية بالغة الصعوبة نظرا لنقص الأدلة الخاصة بما فعلوه خلال التحاقهم بـ"داعش".

ويعرف ذلك الأجانب الذين يغادرون "دولة الخلافة"، كما يدعي الغالبية أنهم لم يفعلوا شيئا مع الجماعة، أو انهم لم يكونوا مقاتلين، حيث يقولون إنهم "كانوا يطهون الطعام، ويعملون كأطباء ومقدمي مساعدات إنسانية، ثم بكل بساطة وجدوا أنفسهم بمحض الصدفة داخل دولة الخلافة".

وقال مسؤول مخابرات كردي مهمته التعامل مع أعضاء "داعش" المشتبه بهم:"جميعهم يقولون نفس الشيء، ونحن لا نصدقهم." ولكن غلاس ليس واحدا من هؤلاء الأشخاص، حيث اعترف أنه كان عضوا في "داعش"، وعمل لدى الشرطة لمدة عامين، ويدعي أنه أنجذب لداعيات داعش، ولم يكتشف طبيعة المجموعة الحقيقية إلا في وقت متأخر".

وتعطي قصة غلاس نظرة عما يحدث داخل التنظيم، حيث واحدة من أكثر المجموعات رعبا في العالم الحديث، كما أن تضليل العديد من أتباعها بدأ يتراجع.

وفي حوار حصري مع صحيفة الـ"إندبندنت"، يروي غلاس التحاقه بداعش وصولا إلى كيفية انهيار كل شيء، حيث قال عن دافعه للالتحاق بالمجموعة: "يمكنك مقارنتها بأن جندياً أميركياً يريد الالتحاق بالجيش.. لماذا هو مستعد للانضمام للجيش الأميركي، والذهاب إلى أفغانستان أو العراق أو سورية؛ ليضحي بحياته في سبيل الديمقراطية؟ سمعنا أنهم يعلنون عن داعش كدولة إسلامية، وهذا ما أتينا لأجله."

واعتنق غلاس الدين الإسلامي في عام 2010، بعد 10 سنوات من اعتناق أمه للدين نفسه، فقد كان الدين مألوفا له معظم فترة حياته، ولكنه لم يكن كذلك حتى بدأ يكبر ويكتشف إيمانه، ولكنه قال إنه "شعر أن ألمانيا لم تقدم له المساحة ليعيش الحياة الدينية التي أراد".

وفي يوليو/ تموز 2014، وجه زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، نداء إلى المسلمين حول العالم للقدوم إلى سورية والعراق، لبناء "الدولة الإسلامية"، وقد أثر نداؤه في غلاس، حيث شعر أنه واجب عليه الذهاب، وقد تزوج بفتاة ألمانية، وبعد شهر سافرا سويا إلى تركيا، حيث دفع للمهربين ليأخذونهما إلى الحدود ومنها إلى سورية، وبعد فترة قصيرة، وجد نفسه ملتحقا بمدرسة لتعاليم "داعش" الدينية، وقال:" كان هناك 400 في معسكر، أشخاص من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، ودول شمال أفريقيا."

أقرأ أيضاً :  مقتل 11 مدنياً جراء هجمات لطيران التحالف استهدفت مواقع "داعش" في "الشعفة"

 

داعشي ألماني معتقل لدى قسد يعرب عن ندمه على الإنضمام للتنظيم المتطرف

 

وأراد غلاس القتال لصالح المجموعة ضد الحكومة السورية، ولكن إصابته كانت تعني أنه غير لائق للتواجد على الجبهة، وبدلا من ذلك ذهب إلى قوات الشرطة في محافظة حلب، وعمل في هذا المكان لمدة عامين.

وكانت الحياة أقرب ما تكون إلى طبيعتها كما كان الأمر بالنسبة لألمانيا، ولكن بحلول عام 2016، اكتسب "داعش" أعداء من جميع الأطراف في الحرب الأهلية السورية، وبدأ يفقد وجوده في حلب لصالح المعارضة السورية، وانسحب مقاتلوه من حلب إلى الرقة، وذهب غلاس وعائلته، معهم.

وطوال الفترة التي كان فيها غلاس عضوا في قوة شرطة "داعش"، نفذت الجماعة بعضا من أبشع فظائعها، إذ إنه في أغسطس / آب 2014، اجتاح مقاتلو "داعش" بلدة سنجار العراقية، حيث ذبحوا المدنيين الأيزيدين وخطفوا الآلاف من النساء، واستخدموهن في تجارة الجنس، وبعد فترة وجيزة، قتل أعضاء "داعش" الصحافي الأميركي جيمس فولي، ثم في سبتمبر / أيلول، أصدروا مقاطع فيديو تُظهر رأس الصحافي الأميركي الإسرائيلي ستيفن سوتلوف، ثم إعدام ديفيد هينز، وهو عامل إغاثة بريطاني، وقد صمم كل ذلك لتعظيم الدعاية، وتم نشرها على قنوات إعلان "داعش".

وقال غلاس:" رأيت بعض الأشياء في التنظيم لم أقبلها، ولا أعتقد أنها إسلامية. بعض أشرطة الفيديو الدعائية لداعش تحرق الأشخاص وتغرقهم، لقد صدمت حين رأيت هذه الأشياء، فهذا غير مسموح به في الإسلام."

ويقول غلاس إنه مع مرور الوقت أدرك حقيقة الجماعة، حيث شنت هجمات قاتلة في فرنسا والولايات المتحدة وتونس، مما أدى إلى مقتل المئات، وأضاف:"طلب مني المغادرة، أعطوني ورقة ثم طوابع من أشخاص مسؤولين عنك، ومنذ ذلك اليوم أعيش كمدني ولكن داخل دولة الخلافة."

وأوضح:" لم أرد أن أكون جزءا من ارتكابات "داعش"، أردت أن أكون بريئا من تلك الأشياء."، ولفت إلى أنه حاول الهروب مع عائلته مرة واحدة، ولكن الشرطة السرية لداعش ألقت القبض عليه وسجنوه، ثم أفرجوا عنه بشرط عدم محاولة الهرب مرة أخرى.

وشنت "قوات سورية الديمقراطية"، بدعم من الولايات المتحدة، هجومها على معقل "داعش" الأخير في ديسمبر/ كانون الأول، وكانت الخلافة محاصرة، وتم ضربها بهجمات جوية يومية.

وفي الأشهر الماضية، فر العديد من مناطق سيطرة "داعش"، وكان آلاف النساء والأطفال من بين الفارين، وقد أختفى مؤيديو التنظيم، حيث يقول غلاس أن الكثير كانوا يسألون عنهم.

وألقي القبض على غلاس وهو يعبر الخطوط الأمامية إلى شرق مدينة سوسة، في 6 يناير/ كانون الثاني، وانفصل عن أسرته وما زال رهن الاحتجاز حتى يومنا هذا. وتُحتجز زوجته وأطفاله حاليا مع آلاف العائلات الأخرى التي يشتبه في أنها أعضاء في "داعش" في معسكر احتجاز، وهو يأمل في العودة إلى ألمانيا.

قد يهمك أيضاً :

تجدُّد المواجهات العنيفة بين "داعش" و"قسد" في بلدة الشعفة بريف دير الزور

لقطات فيديو تُظهر معركة إخراج "داعش" مِن آخر معاقله في سورية

 

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعشي ألماني معتقل لدى قسد يعرب عن ندمه على الإنضمام للتنظيم المتطرف داعشي ألماني معتقل لدى قسد يعرب عن ندمه على الإنضمام للتنظيم المتطرف



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل

GMT 09:16 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

رانيا يوسف تكشف مواصفات الزوج بالنسبة لها

GMT 20:47 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

5 سيارات إطفاء تكافح حريق محل في وسط القاهرة

GMT 06:36 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

مواصفات أول سيارة كهربائية في فعاليات معرض طوكيو

GMT 18:01 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الموت يفجع الفنان المصري رامي جمال

GMT 12:56 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير تورتة باللّيمون الحامض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon