توقيت القاهرة المحلي 02:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدل واسع بعد تحريم الدعوة السلفية الاحتفال مع الأقباط بالكريسماس

مفتي مصر يؤكد أنّ تهنئة المسيحيين بميلاد المسيح عمل يحث عليه الإسلام

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مفتي مصر يؤكد أنّ تهنئة المسيحيين بميلاد المسيح عمل يحث عليه الإسلام

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
القاهرة - وفاء لطفي

أثار البيان الرسمي، الذي نشرته الدعوة السلفية على صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، جدلًا واسعًا، بعد تحريم البيان الاحتفال مع الأقباط بالكريسماس، حتى هاجم رواد مواقع التواصل الدعوة والمتحدث الرسمي لها.

وذكر البيان، عدة تصريحات على لسان الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث باسم الدعوة السلفية في الإسكندرية، معلنًا عن فتوى حرم فيها تهنئة الأقباط بأعياد الكريسماس، واستند فيها على عدة براهين منها دار المعارف البريطانية التي أكدت أنه لا يوجد موعد محدد لميلاد عيسى، بالإضافة إلى استشهاده بمجموعة من مقالات لأقباط قساوسة في تلك المسألة.

وقال عبد المنعم الشحات في بيان له على صفحة الدعوة السلفية: "فيحتج معظم مَن يهنئ النصارى في كنائسهم بعيد الميلاد بأنه عيد ميلاد نبي من أنبياء الله الذين لا يصح إيمان المسلم إلا إذا آمن بهم، وهذا الذي ذكروه بشأن الإيمان بعيسى -عليه السلام- حق لا مرية فيه، ولكن يبقى سؤالان: الأول: هل شُرع لنا الاحتفال بميلاد الأنبياء، ومنهم: محمد وعيسى -عليهما الصلاة والسلام-؟!، والثاني: هل ما يحتفلون به هم هو ميلاد عيسى النبي أم عيسى الرب -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا-؟!.

وأضاف: "بالنسبة للسؤال الأول إن أجابوا عليه بـ"نعم"؛ توجه عليهم سؤال آخر وهو: أين الاحتفال بميلاد سائر الأنبياء؟! فإن قيل: إننا علمنا ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- من السيرة، وميلاد عيسى -عليه السلام- من أتباعه، ولم نعلم الباقي، قلنا: أما ميلاد محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنما يشرع لنا تعظيما ليوم مولده مِن أيام الأسبوع -يوم الأثنين- ويكون ذلك بالصيام، ولم يثبت على وجه اليقين يوم مولده السنوي، وأهل السير مختلفون فيه؛ وذلك لعدم ارتباط أمر شرعي به فقلَّت العناية بضبطه".

وأضاف في الفتوى: " وأما ميلاد عيسى -عليه السلام- فلم يأتِ  في شريعتنا موعد له، والإشارة إلى كونه صيفًا لا شتاء، كما قال -تعالى-: (وَهُزِّى إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (مريم:25) وهذا يكون صيفًا لا شتاء، وقد أشارت "دائرة المعارف البريطانية" إلى هذا الأمر، وزادت فيه دليلًا مِن الأناجيل التى بين أيدى النصارى اليوم، وهو ما ورد فيها من ليلة ميلاد المسيح -عليه السلام- كان الرعاة يتسامرون فيها فى أعلى الجبل، وهذا لا يكون فى بلاد الشام إلا فى فصل الصيف؛ مما حدا بـ"دائرة المعارف البريطانية" أن تؤكد أن موعد ميلاد المسيح -عليه السلام- قد غير عن عمد؛ ليوافق عيد إله من الآلهة، وهو الإله "يناير" الذى بدأ "بولس" بتعظيمه فى أول تبشيره بدينه فى أوروبا، ثم ادعى أن هذا الإله ما هو إلا المسيح!".

واستكمل " وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني: حول ماهية المحتفَل به، فهم يحتفلون بعيسى بمعتقد آخر غير الذي يُراد لنا أن نحتفل به، وذكر ميلاد عيسى -عليه السلام- وفق معتقدهم لا بد أن يتضمن ذكر الإله المتجسد، وذكر الخطيئة الأولى، وذكر الصلب والقيامة، وهذه العقائد ما هى إلا طعن فى القرآن والرسول، وفى المسلم الذى ذهب مهنئًا فرحًا، فأما القرآن فقد قال الله -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) (الإخلاص)، وقال -تعالى-: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) (التوبة:30)، وقال: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) (النساء:157".

وأشار " وأما الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء يبيِّن لأهل الكتاب ما حرفوه وما بدلوه؛ فكفروا بعد ما جاءهم بالبينات، وقالوا عنه: "كذاب"، واستمرارهم فى ترديد ما هم عليه تأكيد لهذا المعنى.،ثم هو طعن فيك أنت أيها المهنئ؛ بالكلام الذى تسمعه هناك دون أن تدرى معناه بقول إنك وكل بنى آدم تُولدون بخطيئة أصلية تبقى فى وحلها، اللهم إلا إذا آمنت بالمسيح المخلص إلهًا متجسدًا مصلوبًا!،إذا واجهت وفود المهنئين بهذه الأمور؛ كان جوابهم أنهم لم يسمعوا بشىء من هذا فى أى مرة من المرات التى ذهبوا فيها إلى هناك، بل توسع بعضهم فنفى عن النصارى كثيرًا مما يعتقدون!".

وقال مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور شوقي علام، إن تهنئة المسيحيين بمناسبة ذكرى يوم ميلاد السيد المسيح عليه السلام هي عمل محمود يحث عليه الإسلام لأن ميلاد السيد المسيح عليه السلام هو ميلاد خير وسلام ومحبة.

وهنأ المفتي الطوائف الكاثوليكية والبروتستانتية والإنجيلية والأسقفية والإخوة المسيحيين جميعًا في داخل البلاد وخارجها بمناسبة عيد الميلاد المجيد، داعيًا الله أن تزيد تلك الأعياد والمناسبات من الترابط والحب والوئام بين جناحي مصر المسلمين والمسيحيين.

وأكد المفتي أن تبادل التهاني بين أبناء الوطن الواحد في المناسبات الدينية خاصة من شأنه أن يقوي روح المودة والتآلف والترابط فيما بيننا، وتابع : " أخبرنا الله سبحانه وتعالى أن المودة موجودة في الأصل بيننا وبين إخواننا المسيحيين فيقول تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)".

وأشار إلى أننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخي والتلاحم والوحدة الوطنية، حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًا إنسانيًا أساسه الإيمان وارتفاعه العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.

ودعا مفتي الجمهورية، في بيان رسمي له، المصريين جميعا إلى الارتقاء بتلك المشاعر الطيبة فيما بينهم إلى طاقة إيجابية موحدة وفعالة من أجل النهوض بمصرنا والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة، مضيفاً أن الرسالات السماوية جميعها أرست لنا قيمًا وقواعد راقية في التعاملات بين البشر بمختلف انتمائاتهم الدينية والعرقية، حتى نقتدي بها ويحل السلام والتعايش والحب مجتمعاتنا.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفتي مصر يؤكد أنّ تهنئة المسيحيين بميلاد المسيح عمل يحث عليه الإسلام مفتي مصر يؤكد أنّ تهنئة المسيحيين بميلاد المسيح عمل يحث عليه الإسلام



GMT 12:49 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك
  مصر اليوم - افكار تساعدك لتحفيز تجديد مظهرك

GMT 12:36 2024 الإثنين ,20 أيار / مايو

أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها
  مصر اليوم - أنواع وقطع من الأثاث ينصح الخبراء بتجنبها

GMT 02:55 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

نيللي كريم تتحدث عن ظهورها في فيلم "كازابلانكا"

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

دي ليخت بين مطرقة عمالقة أوروبا وسندان برشلونة

GMT 18:43 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

خبير أرصاد يُحذّر من استخدام الكمامات في العاصفة

GMT 12:42 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

خطرٌ يُهدد حياتك بسبب النوم أكثر أو أقل من 8 ساعات يوميًا

GMT 02:16 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

بدران يؤكد أن الموز يُخفّف حموضة المعدة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

مباراة توتنهام ضد تشيلسي تخطف الأضواء في الدوري الإنكليزي

GMT 03:34 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

مميزات استخدام ديكور الجدران الخرسانية في غرف النوم

GMT 21:44 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

تفاصيل جديدة مثيرة في واقعة "مذبحة الشروق"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon