الاحتلال يدّعي سقوط 3 صواريخ في عسقلان ويجدّد قصف قطاع غزّة

أعلنت المصادر الطبيّة في غزة، مساء الثلاثاء، عن استشهاد امرأة وطفلة في استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنزل يعود لعائلة الدلو شمال مدينة غزة، فيما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على مسجد الروضة، في حي الشيخ رضوان، مما أدى إلى تدميره بالكامل، كما قصفت طائرات الاحتلال محيط مقبرة الشيخ رضوان بـ 3 صواريخ على الأقل، وذلك بعدما انهارت التهدئة في قطاع غزة، بذريعة سقوط 3 صواريخ على جنوب الأراضي المحتلّة في عسقلان، قبل ساعات من انتهاء الهدنة التي أعلن عنها ليل الإثنين - الثلاثاء وتستمر لـ 24 ساعة.

واستهدفت طائرات الاحتلال مبنى إذاعة "الأقصى" وسط مدينة غزة، فيما أصيب نحو 15 مواطنًا في سلسلة غارات إسرائيلية، بعد عصر الثلاثاء، على أهداف مختلفة في القطاع.
وأكّد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة أنّ "طفلين أصيبا بجراح متوسطة في استهداف منطقة المطار شرق رفح، وثلاثة مواطنين جراء تواصل القصف على شمال قطاع غزة".

وأشار شهود عيان إلى أنَّ "الطائرات شنّت أكثر من 30 هدفًا في القطاع، حيث قصفت أراض زراعية في بلدة بيت لاهيا وحي الزيتون والمغازي ودير البلح بلدة القرارة وخزاعة وشرق رفح وشرق الشجاعية"، فيما أكّدت المصادر الطبية عدم وقوع إصابات وإنما أضرار في ممتلكات المواطنين.
ووصل مستشفى شهداء الأقصى ثلاث إصابات جديدة في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة.
وسياسيًا، كشف عضو في الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة أنّه "تم تعليق" المفاوضات غير المباشرة بشأن التوصل لهدنة دائمة في غزة، بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي.
وأعلن مسؤولون إسرائيليون عن انهيار مفاوضات القاهرة، حسب تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، فيما أشار رئيس الوفد الفلسطيني الدكتور عزام الأحمد إلى أنه تقدم بورقة للتهدئة، وينتظر الرد عليها قبل ساعات من انقضاء التهدئة الموقتة ليل الثلاثاء الأربعاء.

واستطرد عزام الأحمد "الوفد الإسرائيلي يحاول فرض ما يريده، ومستحيل أن نقبل به كفلسطينيين"، متهمًا إسرائيل بـ"المماطلة"، مبرزًا أنّه "أمامنا حوالي ٥ ساعات ونأمل أن نتلقى ردًا قبل هذه المدة، حتى نستطيع تحديد الخطوة اللاحقة وأننا كفلسطينيين مارسنا المرونة إلى أقصى درجة ممكنة".

وفي غضون ذلك، أكّدت مصادر ملاحية في مطار القاهرة أنّ الوفد الإسرائيلي المكلف بالمفاوضات غير المباشرة غادر مطار العاصمة المصرية، مساء الثلاثاء، على متن طائرة خاصة.

وكانت "إسرائيل" قد أمرت وفدها المشارك في مفاوضات القاهرة بشأن التوصل للتهدئة في غزة، بالعودة إلى بلدهم، وشنّت هجمات على أهداف في قطاع غزة، ردًا على ما قالت إنه تجدد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وهو الأمر الذي انتقدته حركة "حماس" واعتبرته يهدف إلى "إجهاض" المفاوضات.

وفيما لم تصدر أية بيانات من الفصائل المسلحة الفلسطينية تعلن إطلاق صواريخ على إسرائيل حتى الساعة الخامسة، تبادلت إسرائيل و"حماس" الاتهامات بخرق تمديد وقف إطلاق النار الذي أعُلن منتصف ليل الإثنين الثلاثاء من مساء الإثنين، لمدة 24 ساعة.
واعتبر مسؤولون "إسرائيليون" أن المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية غير المباشرة في العاصمة المصرية القاهرة قد انهارت.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة (هآرتس)، عن مسؤولين إسرائيليين، لم يتم تحديد هويتهم، أن "المفاوضات مع الوفد الفلسطيني في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار قد انهارت".

وبدوره، هدّد وزير الاقتصاد الإسرائيلي وعضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية نفتالي بنيت قائلاً "إننا سنضطر إلى حسم المعركة مع حماس عاجلاً أم أجلاً ولا مناص من ذلك"، مضيفًا "التفاوض مع منظمة إرهابية لا يسفر إلا عن المزيد من الإرهاب وعليه يجب أن يكون رد إسرائيل على هذا الخرق صارمًا".

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة على جنوب إسرائيل، وسقطت في أرض فارغة قرب مدينة بئر السبع ولم يسقط ضحايا.

وأبرزت الإذاعة الإسرائيلية أنّ صاروخين سقطا في مدينة بئر السبع وسقط الثالث في منطقة "نتيفوت"، دون أن تقع إصابات أو أضرار، مضيفة أنّ "صفارات الإنذار لم تنطلق قبل سقوط الصواريخ الثلاثة".

وعقب إعلان جيش الاحتلال عن سقوط تلك الصواريخ نقل عن مسؤول إسرائيلي قوله إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصدر تعليماته للوفد الإسرائيلي المفاوض في القاهرة بالعودة، وأعطى جيش الاحتلال تعليمات بالرد على تلك الصواريخ، وضرب أهداف للمقاومة في قطاع غزة، رغم تواصل المفاوضات في القاهرة بهدف الوصول لاتفاق لوقف إطلاق نار على غزة.

ونقل موقع "واللا" الإسرائيلي الالكتروني عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعالون أصدرا تعليماتهما للجيش بضرورة معاودة الهجوم على أهداف في قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن تعليمات الهجوم جاءت ردًا على إطلاق الفلسطينيين صواريخ في اتجاه بئر السبع ونتيفوت.

واعتبر المتحدث باسم نتنياهو مارك ريجيف سقوط الصواريخ "انتهاكًا خطرًا ومباشرًا لوقف إطلاق النار".

وأكّد موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، في وقت سابق سقوط 3 صواريخ "غراد" على مدينة بئر السبع.
إلى ذلك، حمّل الناطق باسم "حماس" سامي أبو زهري الاحتلال "مسؤولية التعثر المستمر في مفاوضات القاهرة، بسبب مماطلته وعدم توافر الإرادة للتوصل لاتفاق".
وأضاف أبو زهري أنّ "على الاحتلال عدم إضاعة الفرصة والتوقف عن ممارسة لعبة الوقت ، وحركة حماس تؤكد جاهزيتها للتعامل مع كل الاحتمالات والتطورات".

وتستمر في القاهرة المفاوضات غير المباشرة بين الوفد الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية لبحث تثبيت اتفاق تهدئة دائمة في القطاع
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية الليلة الماضية عن تمديد وقف إطلاق النار الموقت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، الذي استمر ثمانية أيام، لمدة 24 ساعة جديدة لاستكمال المفاوضات.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق إن "هدنة الـ 24  ساعة ستكون الأخيرة ولن توافق الفصائل على تمديدها مرة أخرى".

ونفت مصادر سياسية إسرائيلية، ما تردد عن التوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة الأميركية في شأن رفع الحصار عن قطاع غزة تدريجيًا وإعادة إعمار القطاع بدعم دولي.