توقيت القاهرة المحلي 10:13:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى": شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى: شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان

غارات واسعة على قطاع غزة
بقلم : الشاعر عمر شبلي

ماذا أفعلْ!!
في الجُبِّ أنا، وأبي أعمى.
والجُبُّ بغزَّةَ كانْ،
وستعرفُهُ، هذا زمنُ الطوفانْ
ماذا أفعل!!
أتَحَيَّنُ ريحاً تعبرُ حتّى أسألَها
عن آخر ثوبٍ كان على جسدي،
أخذوه بلا إذْنٍ منّي معهم، وأنا عُريانْ.
والثوبُ صديقٌ حين يمزّقُهُ الإخوانْ
قد كان بريداً، يا أبتي،
ولسوفَ يدلُّكَ أينَ أنا
ودمي الموجودُ عليهِ العنوانْ
وأنا أدري أنّك أعمى، لكنْ
سَتَشُمُّ الثوبَ، وتعرفُ كم
قتلوني، يا أبتي،
صعبٌ أنْ تُقتَلَ أكثرَ من مَرّةْ
قد كنتُ أخاطبُهم بالقربى، يا أبتي،
لكنْ ما كانَ لهم آذانْ
                 *****
ماذا أفعلْ!!
والجُبُّ به بردٌ، وأنا ظمآنٌ رغمَ الماء
عُريانُ بلا ثوبٍ، أخذوا ثوبي
هذا زمنُ العُرْيِ الأخويِّ،
وتعرفُ، يا أبتي، أنّي ناديتُ،
ولكنْ هم بَعُدوا،
بعُدوا، بعُدوا، لكنّ دمي
ما زال يناديهم: عُودوا
لكنْ، ما كان لهمْ آذانْ
                *****
ماذا يعني أن يتركَكَ الإخوانُ بلا ثوبٍ،
ويصيرُ قميصُكَ خارطةً لبلادٍ يحكمُها الجيرانْ.
وأبي أعمى لن يُبصرَ فوق الثوبِ دمي،
لكنْ، هذا زمنُ الرؤيا،
والرؤيا، عند المظلومِ، لها صفةُ الرؤيةْ
ستراني، يا أبتي،
وستعرفُ أنَّ الجُبَّ بغزّةْ.
ودليلُكَ للجُبِّ الطوفانْ
طوفانُ الأقصى، يا أبتي،
فاحذرْ أن تخدعَكَ الألوانْ.
أبتي، لن تبقى أعمى
إنّ الطوفانَ له عينان
وستُدرِكُ أنّكَ وحدَكَ سوف تلمُّ دمَ ابنِكَ يوسف
في زمنٍ تتلوَّنُ فيه بالكذبِ القمصانْ،
والذئبُ بريئاً كان.
الذئبُ يجوعُ، ولكنْ إنْ أُتْخِمَ لا يهجمْ.
أمّا الإنسانُ فيَغدرُ جَوعانَ ومُتْخمْ
كم ذئبٍ أبرأُ من إنسان.
قتلوني، يا أبتي،
وضعيفاً كنتُ أمامَ نواجذِهمْ،
والحقدُ نواجذُهُ أقسى من حَدِّ سِنانْ
ما أسْوَأَ أن يطغى الشيطانُ على أبناءِ نبيٍّ
قد ذُكِروا في القرآنْ.
ما أصعبَ أن يتبَرَّأَ ذئبٌ أكثرَ من إنسانْ
                 *****
ظمآناً كنتُ، وعرشِي كان على الماء،
ماءٌ، لا أملكُ منه سوى ظمئي.
والماءُ بقسوتِه في الجُبّْ:  
يعني أنّي ما زلتُ من الأحياءْ.
والماءُ لهُ صفةٌ، لا تبرحُهُ في الحرب،
ولا في السلمْ
يَتَجَنَّبُ أفواهَ الضعفاء
حتى لوكان الظمآنُ ابنَ نبي.
ظلمتك الرؤيا يا يوسف
إنّ السيّارةَ لم تمنحْك سوى
أنْ تُصبحَ بعضَ بضاعتها.
سخِرَ السيّارةُ من دمه،
وشرَوْهُ رغمَ وضوح الرؤيا فيه
بدراهمَ معدوداتْ.
ظلمتْكَ الرؤيا ثانيةً بالسجنِ،
لأنّكَ لم تهبطْ،
ثمنُ الرؤيا أغلى من ثغرِ زليخا، يا يوسف
لا بدَّ من الجُبْ،
لا بدّ من السجنْ.
                   *****
يا يوسفُ، أعرضْ عن هذا،
فالرؤيا الآنَ هي الطوفانْ،
والجبُّ طريقاً كانْ.
           *****
يا هذا الباقي وحدَكَ في دمِنا
فلْتَبْقَ فلسطينيّاً حتى الموت.
لو أنت حضرتَ المؤتمرَ العربيَّ الإسلامي
لرأيْت الدمْ
البعضُ يُمَسِّحُ ما قد ظلَّ على أطرافِ شواربِهِ
من دم،
ويُنَسِّقُ عنكَ مع القاتلْ
والبعضُ الآخرُ متخومٌ يَتَبَعَّجُ بالأشلاء.
لا يقدرُ أن يحكي.
وقميصُك، يا ولدي،
غَسِّلْهُ بماء الجبّْ
وبماءِ الطوفانْ،
وامْسحْهُ من رِجْسِ الإخوان.
في غزّةَ نبدأ من دمِنا.
شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهمٌ بالإيمانْ
ما أروعَ هذي التهمةَ، يا غزّةْ.
الشاعر القومي العربي عمر شبلي
 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان يوسف في الجُبّ ويعقوب أعمى شعبُكِ، يا غزّةُ، مُتَّهَمٌ بالإيمان



GMT 11:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أزمة الصمت

GMT 11:14 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

لا ترجعي...! :

GMT 14:47 2023 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

القلب الممتلىء بالوجع

GMT 09:51 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

لم يعد مهمّاً بعد اليوم أن يحبّنا أحد

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 03:10 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

ملك الأردن يشيد بأداء المنتخب الأردني في كأس العرب
  مصر اليوم - ملك الأردن يشيد بأداء المنتخب الأردني في كأس العرب

GMT 03:34 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف أسباب فقدان التحكم في الشهية
  مصر اليوم - دراسة تكشف أسباب فقدان التحكم في الشهية

GMT 11:42 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

باسل خياط يعود للدراما المصرية بمسلسل سيكودراما
  مصر اليوم - باسل خياط يعود للدراما المصرية بمسلسل سيكودراما

GMT 20:58 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

اختراق حساب نفتالي بينيت على تلغرام وتسريب مراسلات وصور
  مصر اليوم - اختراق حساب نفتالي بينيت على تلغرام وتسريب مراسلات وصور

GMT 01:57 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

السعودية وروسيا تعلنان إعفاء التأشيرات المتبادل

GMT 21:56 2015 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

أميرة شوقي تُنشئ أول فريق مسرحي للأطفال المعاقين

GMT 00:46 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

إجراءات أمنية جديدة في مطار بيروت

GMT 03:52 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 09:13 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

هدى المفتي تنتظر عرض "حظك اليوم" و"شماريخ" في دور السينما

GMT 23:17 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

أم تقتل 5 من أطفالها وتحاول الانتحار في ألمانيا

GMT 16:51 2020 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

استدعاء الفنانة نانسي عجرم للتحقيق وعرضها على طبيب شرعي

GMT 10:43 2019 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

سموحة يعلن انتقال أبو جبل إلى الزمالك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt