"حجر الأسبيوليت" من باطن الأرض إلى تحف وحلى

حجر "الأسبيوليت"، من الأحجار التى تستخدم فى صناعة المنحوتات والحلى وغيرها، وتشتهر تركيا باستخراجه، وبحرفية صانعيها المهرة فى تشكيله، ويُطلق عليه عدة أسماء منها "زبد البحر"، و"حجر الخلد"، والذهب الأبيض". ورغم أن الأسبيوليت يُستخرج فى الولايات المتحدة الأمريكية، واليونان،وجمهورية التشيك، وفرنسا، وأسبانيا، والمغرب، إلا أن أجمل منتجاته وأكثرها جودة، تصنع فى منطقة "ألبو" بولاية "إسكى شهير" التركية. يُستخرج الحجر فى إسكى شهير، من عمق 40 إلى 330 مترا فى باطن الأرض، حيث يقوم القرويون بحفر آبار عمودية للوصول إلى أماكن الأسبيوليت، ومن ثم استخراجه دون استخدام آلات. وتنشط عملية استخراج الأسبيوليت فى إسكى شهير فى فصل الشتاء، ففى حين ينشغل القرويون فى الصيف والربيع بالعمل فى الحقول، يحصلون على رزقهم خلال فصل الشتاء من استخراج الاسبيوليت. ولفت رئيس جمعية "الصناعات اليدوية لحجر الأسبيوليت" فى إسكى شهير، "بهجت أقتاش"، إلى مهارة العاملين فى استخراج الحجر، حيث أصبحت مهارة القدماء منهم فى مستوى عمال المناجم المحترفين، ويستطيعون معرفة أماكن الحجر بدقة. بعد استخراج الأسبيوليت، يتم بيعه إلى الحرفين الذين يقومون بتشكيله، ويمر بعدة مراحل قبل أن يتحول إلى أعمال فنية، تباع بأسعار تبدأ من 5 ليرات تركية، وتصل إلى آلاف الليرات. فى البداية يتم تهذيب الحجر، الذى يكون غير منتظم الأطراف عند استخراجه.. ويحدد حجم الحجر وشكله، طبيعة القطعة الفنية التى سيتحول إليها.. وتحتاج عملية تشكيل الحجر إلى المهارة والتجربة والصبر. يكون الحجر رطبا عند استخراجه، مما يسهل عملية تشكيله، التى تتم بسكاكين خاصة.. وعندما يبدأ الحجر فى الجفاف خلال فترة تشكيله، يتم نقعه فى الماء لتطريته.. ويحدد خيال الحرفى وتجربته، طبيعة العمل الفنى الذى سيتحول إليه الحجر. وبعد تشكيل الحجر يتم تجفيفه، وبعد ذلك يُشذب ويُنظف ويُلمع عبر غمره فى الشمع السائل، ومن ثم فركه. تتحول كل قطعة من الأسبيوليت إلى عمل فنى بعد تشكيلها، وتعرض فى فترينات المحلات على شكل أحجار شطرنج، أوغلايين، أوتماثيل صغيرة، أوقطع من الحلى، تخلب الألباب. وأشار أقتاش إلى ارتفاع الطلب على الأعمال الفنية المشكلة من حجر الأسبيوليت فى الفترة الأخيرة، حيث ازداد اهتمام الأتراك والسياح الأجانب، باقتناء تلك الأعمال الفنية.