دمشق - سانا
توالف بيئية منوعة ما بين أدوات منزلية مكسرة وأنابيب معدنية وقطع من السيراميك والمرايا تشكل جدارية غريبة مزركشة ورائعة ابدعها فريق إيقاع الحياة على سور مدرسة نهلة زيدان في منطقة المزة بدمشق.
وعن فكرة الجدارية قال موفق مخول موجه التربية الفنية بدمشق والمشرف العام على اللوحة لنشرة سانا الشبابية "إن الفكرة أتت نتيجة افتقار شوارعنا للعمل الفني أو التشكيلي ففكرنا بإدخال تشكيلات فنية نصنعها من البقايا البيئية والحصى الملونة على أماكن بحاجة إلى اللون واللمسات الفنية والجمالية".
وعن سبب اختيار جدران مدارس دمشق أوضح مخول أن موقع المدارس غالبا ما يكون استراتيجيا وممتدا على مسافة طويلة بالإضافة إلى كون المدارس تساهم في العملية التربوية والبيئية فالأطفال أثناء دخولهم وخروجهم يتفاعلون مع العمل الفني من خلال أسئلتهم ومشاركتهم للفنانين الذين يعملون على تدوير النفايات بطريقة فنية.
وعمل الفريق على تقديم فكرة بصرية جديدة من خلال انتاج عمل فني زخرفي بحس تجريدي وهذه الفكرة بحسب مخول جديدة على الفن التشكيلي الذي انحصر بفئة معينة من الناس ولذلك عمد الفريق على تقديم نوع جديد من فن الشارع.
وأشار مخول إلى أن هذا العمل كان بتكليف من وزارة التربية ومحافظة دمشق قدمت لنا ما نحتاجه من خدمات.
وعن تجاوب طلاب المدارس المستهدفة مع هذا العمل قال مخول.. "هناك البعض من تلاميذ المدرسة ممن يرغبون بمشاركة الفنانين بعملهم فيساهمون في وضع قطعة ملونة للوحة أو يحضرون بقايا بيئية لانجاز العمل".
ودعا مخول جميع طلاب الفنون وطلاب العمارة وكل من لديه فكرة جميلة إلى تقديم خبرتهم من اجل تجميل مدينة دمشق.
وأوضح أنه لا يوجد لدى الفريق مخطط مدروس بشكل كامل فالمواد المتوافرة لديهم هي التي تفرض عليهم تشكيلا معينا مضيفا.. "نحن نعمل بطريقة العصف المركز والعفوية بشكل متكامل كما أن الفريق يسعى إلى تحويل المنطقة التي يعمل فيها إلى منطقة سياحية".
بدوره قال الفنان ناصر نبعة مشارك في العمل.. "إن عملنا يعتمد على توالف بيئية من معادن وزجاج وقطع مكسرة وأدوات تالفة وهياكل معدنية وغيرها.. نأخذها لنحولها من منظر جارح للعين إلى منظر جميل من خلال حرفها بزاوية 90 درجة فتصبح تشكيلا فنيا جميلا وهذه المواد لا يمكن لها أن تتلف بوجود عوامل الطقس المتقلبة".
وتابع نبعة.. "أن الأطفال يقفون بفرح متاملين العمل ومحاولين المشاركة فيه من خلال احضار مواد بيئية تالفة من محيطهم فهم بذلك يحاولون تعلم صنع أشياء جميلة بمواد مهملة".
من جهته بين الفنان التشكيلي عدنان عبد الله أن حبه للفن التشكيلي واسلوب الفريق في انجاز اللوحة الجدارية دفعه للمشاركة بهذا العمل رغم الظروف الحالية في سورية.
ومن المقرر أن ينتهي العمل باللوحة الجدارية لمدرسة نهلة زيدان الصيف المقبل كما أنه قد كان للفريق تجربة سابقة في مدرسة بسام حمشو في منطقة التجارة واما المشروع المقبل فسيكون في مدرسة دار السلام بدمشق.
يشار إلى أن فريق إيقاع الحياة هو فريق فني تطوعي مؤلف من مجموعة مدرسي الفنون الجميلة في مدارس دمشق وهم ناصر نبعة وعلي سليمان ورجاء وبي وصفاء وبي وحذيفة عطري وعدنان عبد الله بإشراف موجه التربية الفنية في مديرية التربية بدمشق الفنان موفق مخول.
أرسل تعليقك