توقيت القاهرة المحلي 10:40:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مساهمة ألمانية في إعادة إحياء المنتوجات الأمازيغية المغربية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مساهمة ألمانية في إعادة إحياء المنتوجات الأمازيغية المغربية

مراكش ـ وكالات

ستحظى الصناعة التقليدية المغربية بفرصة الدخول للسوق الألمانية، بعدما قررت ماركة ألمانية في برلين ترويج بعض المنتوجات الجلدية التقليدية الأمازيغية في الخارج. وتفتح هذه الخطوة آفاقا جديدة لصناعة يدوية كادت تدخل طي النسيان.مظاهر الموضة في برلين تزخر مزيج انتقائي يبدو جليا منذ الوهلة الأولى للمتجول في شوارع المدينة. وقبل سنوات قليلة بدأت أندريا كولب بإضافة لمسات وأساليب نوعية ومميزة لهذا المشهد، بعد أن عادت من المغرب، و معها حقيبة قديمة مصنوعة من الجلد على الطريقة الأمازيغية، قدمت لها كهدية. ومن خلال هذا المنتوج المغربي الأمازيغي الذي أثار اهتمام الناس و فضولهم انطلق مشروع أندريا. " في عام 2007 ذهبت إلى مراكش لإجراء عمليات ترميم و تجديد لمنزل قديم، وهو عبارة عن رياض، و التقيت هناك بصناع تقليديين مسنين، اشتكوا لي من أن مهنهم في طريق الاندثار وأنهم بدأوا  يفقدون الاحترام". وتضيف قائلة: " بعدها حصلت على حقيبة قديمة مصنوعة يدويا و وأخذتها معي إلى ألمانيا، وقد أعجب كل أصدقائي بها كثيرا و أرادوا الحصول على مثلها" ما تتحدث عنه أندريا هو عبارة عن حقيبة يدوية مصنوعة من الجلد بتصميم بسيط، و هذا النوع من الحقائب يستعمله عادة الرجال الأمازيغ في المغرب. تتميز هذه الحقائب بكونها سميكة و متينة لأنها مصنوعة من جلد الماعز و لكنها ناعمة عند لمسها. و يتم تزيين الغلاف الجلدي العلوي للحقيبة بدقة وإتقان من خلال طرزها بأشرطة حريرية ذات ألوان زاهية مشرقة. ترجمت الفكرة إلى مشروع فريد من نوعه، شمل انشاء مؤسسة، وماركة تحمل اسم "أبوري". وحاليا تباع "حقائب أبوري" في محلين  تجاريين ببرلين و في عشر محلات  أخرى بألمانيا.  قبل تنفيذ فكرتها واجهت كولب مشكلة تمثلت في ندرة الحرفيين الذين يتقنون صناعة مثل هذه الحقائب بشكل جيد. و حتى داخل مدينة مراكش التاريخية، التي تعج بمظاهر الصناعات التقليدية، لم يكن من السهل العثور على الحرفيين بالنوعية التي كانت أندريا تبحث عنهم. ودفعها ذلك الى ربط الاتصال مع عمر النحلي، و هو مهندس مغربي كان يعمل في فرنسا. وهو يؤكد أيضا أن نوع المنتوجات الجلدية التي أثارت اهتمام أندريا و أصدقائها في برلين آخذة في الانقراض في المغرب. ويضيف عمر النحلي في حديث مع DW/ عربية " قبل أبوري لم يكن ممكنا العثور حتى في القرى على من يتقن مثل هذه الصناعة، لأنها بدأت تدخل طي النسيان و لم تعد تستأثر باهتمام أحد". لم يقلص هذا الواقع من عزيمة أندريا كولب و عمرالنحلي، الذين عثرا في النهاية على صانع تقليدي أمازيغي، وهو عمر فريج، الذي أنجز تصاميم لطرز حقائب خاصة ببرلين. بعدها تم التفكير في تصاميم عصرية حديثة مخصصة للهواتف الذكية والحواسب اللوحية. و تم التعاون مع مهندس فرنسي في ذلك. بعدها شرعت كولب في توفير إمكانية تدريب بعض الصناع في إحدى القرى القريبة من مراكش على كيفية خياطة و تطريز تلك المنتوجات التقليدية.  قام عمر فريج، الصانع الأمازيغي، بتعليم وتدريب عشر نساء و ثلاثة رجال من القرية على إنجاز تلك التصاميم. وهؤلاء يعملون الآن بمعدل خمسة أيام في الأسبوع لمدة نصف يوم في التطريز و الخياطة. ويحصلون خلال فترة التدريب على مبلغ 70 يورو شهريا. وعندما يكتسبون التجربة الازمة فقد يصل المبلغ الى 900 يورو شهريا، حسب الحقائب التي يصنعونها في تلك الفترة. وتعود الأرباح التي يتم تحقيقها من بيع هذه المنتوجات إلى مؤسسة أبوريز. ويستثمر جزء منها في إعادة تهيئة و تجديد قاعة استقبال الضيوف في القرية. بعد عودتها لبرلين، لا تستبعد كولب فكرة إنجاز تصاميم أبوري على منتوجات أخرى للحرف التقليدية المختلفة، غير أنها تحذر في نفس الوقت من نهج نفس المسار الذي اختارته. لم يكن مسار مشروع أبوري ورديا حيث واجهته العقبات. وتقول كولب إنه لا يمكن الرفع من حجم أرباح المشروع بسهولة، فليست كلفة التصنيع في المغرب منخفضة، كما كانت تتوقع بداية، كما أن نفقات مؤسسة أبوري وتعويضات الوسطاء مرتفعة، يضاف إلى ذلك أن محلات الأزياء الراقية المتواجدة في ألمانيا، أو في زيوريخ ونيويورك المالكة لجزء من أسهم المؤسسة تسعى أيضا الى تحقيق هامش من الأرباح. ويعني ذلك أن حقيبة حاسوب لوحي، كما نصنعها، تكلف في الأسواق حاليا حوالي 250 يورو، أما محفظة هاتف ذكي من نفس النوع،  فقد تصل قيمتها إلى 69 يورو. ورغم ذلك فإن السيدة فكولب مؤمنة بأن حدوث وعي لدى الناس بقيمة المنتجات اليدوية ونوعيتها - مقارنة مع باقي المنتوجات العادية في الأسواق- سيمكن ماركة أبوري من النهوض بالحرف التقليدية في المغرب وتشجيعها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مساهمة ألمانية في إعادة إحياء المنتوجات الأمازيغية المغربية مساهمة ألمانية في إعادة إحياء المنتوجات الأمازيغية المغربية



GMT 06:03 2023 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«السياحة» تحتفل بالذكرى الـ121 لإنشاء المتحف المصري في التحرير

GMT 00:34 2023 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

وزارة الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا فى عدد من المحافظات

GMT 07:13 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ترميم المومياوات باستخدام الذكاء الاصطناعي في مصر

GMT 07:12 2023 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على 5 قبور جديدة تعود للعهد الروماني في غزة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon