توقيت القاهرة المحلي 03:48:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية

دمشق ـ وكالات

أصبح اغتصاب النساء أداة من أدوات الحرب، الجاري بها العمل، في الحرب الدائرة في سوريا، ما دفع بعشرات الآلاف من النساء إلى الهروب بحثا عن منفى يطرح عليهن في الغالب مشاكل جديدة لا تقل تعقيدا.في بهو "مستشفى زهرة" تسود حركة في كل الاتجاهات، الممرضات والممرضون في معاطفهم البيضاء يسرعون هنا وهناك بإيقاع دؤوب. ويعتبر هذا المركز الصحي في طرابلس، شمال لبنان، نقطة عبور محورية للاجئين السوريين. في الطابق الأرضي من المبنى تُدير منظمة "أطباء بلا حدود" عيادة مجانية. يجلس المرضى في قاعة انتظار على مقاعد بلاستيكية في انتظار أن تدعوهم الطبيبة اللبنانية الدكتورة ماها ناجا للدخول.معظم المرضى نساء يعانين من أعراض نفسية وبدنية، تقول الطبيبة، ومن هذه الأعراض آلام الظهر والرأس. كما أن الخوف على الأقارب في سوريا، إضافة إلى الحزن وفقدان سبل العيش في الوطن، تشكل أرضية تؤجج مرضهن. وتتذكر الدكتورة ماها بالخصوص وجه مريضة كانت تجهش مرارا، بشكل لا إرادي، بالبكاء. المرأة الحامل تعرضت للاغتصاب وكانت حريصة على الإجهاض، فأحالتها على طبيبة نساء، ومنذ ذلك الحين لم تعد إلى المركز. "يبدو أنها لا تريد الحديث عما تعرضت له بسبب الخوف من الأقاويل، فالاغتصاب في مجتمعنا يعتبر عارا فظيعا".وهذا ما يؤكده بدوره الدكتور محمد مصطفى، البالغ من العمر 27 عاما، وهو سوري يعيش في لبنان منذ عام، ويشرف على اللاجئين السوريين في طرابلس. ونادرا ما تجرؤ المريضات على الحديث معه حول ما تعرضن له من عنف، وإن كانت هناك بعض الاستثناءات القليلة. وعاين الدكتور مصطفى ست حالات اغتصاب، أغلب ضحاياها من مدينة حمص أو ضواحيها. وكانت المريضات تعانين من كآبة نفسية حادة. "لقد أرسلتهن إلى مستشفيات لبنانية، فغالبيتهن يردن الإجهاض"، يقول الدكتور مصطفى، الذي انقطع اتصاله بهن منذ ذلك الحين، وهو لا يرجح أنهن بحثن عن مساعدة طبية نفسية.ووثقت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقرير خاص، الاعتداءات الجنسية في سوريا، اعتمادا على شهادات ضحايا وشهود عيان قضوا فترات اعتقال في السجون السورية، أو تعرضوا للاغتصاب خلال الحملات والغارات على المناطق السكنية. والجناة حسب التقرير ينتمون لقوات الأمن أو الميليشيات الحكومية. إلا أن هناك غياب لأرقام دقيقة أو تقديرات لحجم العنف الجنسي سواء داخل سوريا أو في دول الجوار كلبنان والأردن التي لجأ إليها مئات الآلاف من السوريين.وهناك الكثيرون في سوريا، ممن يخافون من أن تتعرض الإناث في أسرهم لاعتداءات جنسية، فقرروا الفرار كملاذ آخر، كما كشفت عن ذلك دراسة أعدتها مؤخرا منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية" scueInernationalCommittee، بالتعاون مع منظمة "أبعاد" اللبنانية.الكل خائف من كابوس الاعتداءات الجنسية، والحل في الغالب هو الهروب ومن بين الذين ساهموا في فكرة إجراء الدراسة رولا المصري، التي استطلعت آراء اللاجئات السوريات في شمال وشرق لبنان، وسألتهن عن موضوع الاعتداءات الجنسية في سوريا. وسمعت روايات عن الكثير من الرجال الذين اقتحمت بيوتهم وتم اغتصاب أمهاتهم أو بناتهم أمام أعين الأسرة بكاملها. أما نساء حلب فتحدثن عن العنف الجنسي في نقاط التفتيش العسكرية. وهذا ما يخلق حالة من الخوف والهلع لدى الجميع. "إن العنف الجنسي ضد النساء، هو واحد من خصائص هذا النزاع" تقول رولا المصري. وبعد وصول اللاجئات إلى لبنان يجدن أنفسهن وحيدات في مواجهة خطر الانهيار النفسي، كما تقول سلام وهي سيدة من حمص وصلت إلى لبنان قبل ستة أشهر "مات زوجي بينما لقي ابني الأكبر مصرعه في الحرب، والآن أصبحت معيلة وحيدة لأطفالي الثلاثة".أما أم عبد الرحمان وهي ناشطة سورية وزوجة الدكتور محمد مصطفى الذي يشرف على اللاجئين السوريين في طرابلس، فعبرت عن قلقها العميق حول مصير اللاجئات السوريات. ففي الأشهر الأخيرة نشأ ما وصفته بـ "سوق للزواج" بالنساء السوريات الأرامل منهن أو المطلقات، والمستهدفون هم الرجال من دول الخليج العربي. والكثير من السوريات يقبلن على هذا النوع من الزواج بسبب الضائقة المادية. ولا تعرف أم عبد الرحمان كيف يمكن الحد من هذه الظاهرة، "في الواقع نحن في حاجة إلى مراكز متخصصة للنساء، تُدار من قبل النساء، لكننا لا نتوفر على المال. إننا نتواجد حقا في طريق مسدود".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية الاغتصاب سلاح قذر وفتاك في الحرب السورية



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:34 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

مقتل جندي عراقي بهجوم لـ«داعش» في كركوك
  مصر اليوم - مقتل جندي عراقي بهجوم لـ«داعش» في كركوك

GMT 14:14 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant
  مصر اليوم - أمير المصري يكشف عن شخصيته في فيلم Giant

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon