توقيت القاهرة المحلي 14:14:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التزلج في الهيمالايا أشبه بـ«حلم جميل» رغم الصراع و«كورونا»

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - التزلج في الهيمالايا أشبه بـ«حلم جميل» رغم الصراع و«كورونا»

جبال الهيمالايا
لندن - مصر اليوم

عندما غطت الثلوج المتساقطة كل شيء من حولها، ركضت نهاد أشرف خان، الطالبة الجامعية المحاصرة منذ شهور بسبب الوباء، إلى سطح منزلها لتمسك بزلاجاتها وعصاها وأحذيتها ونظاراتها الواقية وتوجهت إلى جبال الهيمالايا على الفور.بعد قيادة السيارة لمسافة 30 ميلا من منزلها في «سريناغار»، أكبر مدن كشمير، وصلت خان إلى بلدة تزلج تقع في ثنايا أعلى سلسلة جبلية في العالم. لكنها لم تكن هناك وحدها، فقد كان هناك تدفق مستمر للمتزلجين وسط الموسيقى التي تنطلق من سياراتهم التي تتسابق للوصول إلى المنحدرات وسط الثلوج المنعشة.وصفت المشهد برحلة وصول إلى كرنفال وسط الغابة. وقال خان، أحد المتزلجين الشغوفين الذي يحمل الاسم نفسه، «أردت التخلص من قناع الوجه وارتداء الزلاجات. لم يكن هناك سوى مكان واحد في ذهني هو غولمارغ».يجذب «غولمارغ»، أحد أكبر وأعلى منتجعات التزلج على الجليد في آسيا، الآلاف من المتزلجين كل عام. فالثلج الناعم المثالي للتزلج، والفنادق الرخيصة، والمناظر الخلابة والتمتع بواحة سلام وسط منطقة مضطربة في غالبية الأوقات هي ما يجذبهم إلى ذلك المكان. يفضل المتزلجون الأكثر خبرة المنحدرات البرية بالمنتجع، حيث يركضون لأميال عبر أشجار الأرز المضاءة بنور الشمس. قد يصطدم أقل المتزلجين حظا بما تحفل به الحياة البرية من نمور ثلجية أو دببه بنية في طريقهم إلى أسفل التل.

ورغم معاناة منحدرات التزلج الأخرى في جميع أنحاء العالم من تبعات فيروس «كورونا»، فإن «غولمارغ» تشهد أحد أكثر المواسم ازدحاما على الإطلاق. فبحلول منتصف مارس (آذار)، كان المنتجع قد استقطب بالفعل 160 ألف شخص، أي ما يقرب من 10 مرات أكثر من العام الماضي وأكثر بكثير من أي موسم آخر طيلة العقود الثلاثة الماضية على الأقل.ولدت على بعد أميال قليلة شمال «غولمارغ» وخلال طفولتي في أوائل التسعينيات، كنت أقوم برحلات لأميال مع أصدقائي وسط الثلوج التي تصل إلى الركبة بأحذيتهم السوداء الطويلة لمشاهدة المتزلجين الأجانب – غالبيتهم العظمى من الزائرين آنذاك - وهم يتدفقون على المنحدرات وشجر الأرز.في ذلك الوقت، كانت «غولمارغ» عبارة عن ملعب شتوي لامع ونافذة على عالم آخر أوسع. كان يعرف كل سائح أجنبي باسم «أنغريز» وهي كلمة أردية تعني الأجانب. وكنا نصطف في عباءات صوفية ثقيلة لمشاهدتهم يتزلجون. لم نكن نفهم اللغة التي يتحدثون بها، لكننا أحببنا مشاهدتهم.في النهاية، قمنا بسحب زلاجاتنا وطاردنا بعضنا البعض فوق الخلفيات البيضاء اللبنية التي تشكل لوحة المناظر الطبيعية. في هذه الأيام، وفي ظل عدم استقبال الهند للسياح الأجانب حتى الآن، باتت أعداد المتزلجين المحليين في ازدياد. ومن بين هؤلاء بعض أثرياء الهند الذين ألغيت رحلاتهم الشتوية إلى تايلاند أو دبي بسبب قيود السفر الدولية.

قد يكون أكثر ما يلفت النظر في جاذبية «غولمارغ» الآن هو أنها تقع في منطقة كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان والتي طالما شهدت تاريخا طويلا من الصراعات. ولطالما حارب المتشددون الانفصاليون لفصل المنطقة عن الهند وضمها إلى باكستان أو لتصبح دولة مستقلة. لكن الهند لن تتركها، فقد نشرت مئات الآلاف من القوات. في عام 2019، جردت الحكومة الهندية منطقة كشمير من حكمها الذاتي، في إجراء جعل حتى أولئك الذين يقفون إلى جانب الهند يشعرون بالخيانة وخيبة الأمل والحرمان من حقوقهم.يقع المنتجع على بعد أميال قليلة من خط السيطرة الذي يفصل بين الهند وباكستان في كشمير، وهو محاط من جميع الجهات بالقوات الهندية التي تسيطر على المنطقة بقوة. ويلتقي الزوار برجال الشرطة قبل دخول «غولمارغ» لتفتيش السيارات وفحص الركاب.

لا تزال هذه المدينة تمثل مدينة التزلج التي رأيتها في شبابي، لكن مع بعض التغييرات. كان متجر الإيجار الحكومي يعرض في السابق عشرات الزلاجات منخفضة الجودة. والآن بات يضم مجموعة واسعة من المعدات ذات المستوى العالمي. واليوم يمكنك عربات التلفريك على جبال «أفروات» والتي تعتبر الأعلى في العالم بارتفاع 13800 قدم.يمثل المنتجع مصدر رزق لنحو 20 ألفا من السكان المحليين و40 فندقا. هذا العام، وبسبب الارتفاع الحاد في الطلب، ارتفعت أسعار الفنادق بشكل كبير. فالسلع التي كنت تباع بسعر 50 دولارا باتت الآن تكلف 200 دولار، ويقوم العديد من المتزلجين بتعبئة أنفسهم فيها، كل خمسة في غرفة.لا يزال هناك بعض الأجانب هناك يتعاملون مع المدينة باعتبارها موطنا لهم خلال موسم التزلج الذي يستمر حتى أبريل (نيسان).بريان نيومان هو متزلج رشيق من كولورادو ويعمل رئيس دورية التزلج في «غولمارغ». من بين مهام وظيفته إرشاد أطقم العمل حول مكان وضع الديناميت لإحداث الانهيارات الجليدية الاصطناعية لمنع الانهيارات الطبيعية.

واعترف نيومان بأن المكان «ليس منتجعا ذا مستوى عالمي. لكنه قال «إنه حالة خاصة» بسبب التضاريس الواسعة والآفاق اللانهائية.يتكدس المتزلجون من جميع المناطق في الحافلات وفي سيارات الجيب الهندية المتهالكة ويتخذون مكانهم في محطة التلفريك حيث تتجمع الحشود كل على زلاجاته استعدادا للانتقال وسط الضباب إلى خط التلال الذي يطل على وادي كشمير.هناك أربعة مسارات تزلج للمبتدئين ومنحدر واحد يمتد لأميال لا يمكن الوصول إليه إلا بواسطة عربات التلفريك. هناك أيضا مزلقة، حيث تتجول جحافل من الشباب الكشميريين كل صباح على المنحدرات لتجر الزلاجات الخشبية الطويلة. وتستطيع رؤية مجموعات من الشباب يسكبون أكواب الشاي الساخن للمتزلجين الذين يتوقفون للحصول على قسط من الراحة في ضوء الشمس المتقزح.

كانت خان، وهي المتزلجة التي هرعت للوصول إلى هنا بمجرد بدء الثلج في التساقط، شعلة نشاط لا تهدأ لشهور لكن بالداخل، شهدت انتشار العدوى من حولها بين أصدقائها وأقاربها. لكنها قالت إن البقاء بالداخل أصبح مستحيلا، فقد شكلت حبيبات الثلج المتساقطة خارج نافذتها دعوة لا تقاوم.جرى تخفيف قيود الإغلاق تدريجيا في الهند، وكان جزء كبير من الاقتصاد يعمل بشكل طبيعي خلال الأشهر القليلة الماضية. في منتجع «غولمارغ» المزدحم بالمتزلجين ومحبي الثلج، كان التباعد الاجتماعي طموحا صعب المنال في أحسن الأحوال. لكن خان، التي تبلغ من العمر 23 عاما، والتي تدرس العلوم الحيوية، قالت إنها لا تزال تشعر بالأمان. فعندما انزلقت بكرسي على ارتفاع 11500 قدما، أفادت بأنها لم تر الكثير من الأشخاص الآخرين على المنحدرات.وقبل أن تهبط، نظرت من فوق كتفها إلى صديقتها إيشاني جمال، وهي طالبة جامعية أيضا، وصرخت قائلة: «كيف يبدو الأمر من هنا؟» صاحت جمال، «مثل حلم جميل. أنا لا أريد أن أرمش جفني».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

فعالية أميركية لمساعدة أصحاب الأوزان الثقيلة على ركوب ألواح التزلج

أغرب منتجعات التزلج على الثلج يجهلها الكثيرون حول العالم

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التزلج في الهيمالايا أشبه بـ«حلم جميل» رغم الصراع و«كورونا» التزلج في الهيمالايا أشبه بـ«حلم جميل» رغم الصراع و«كورونا»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt