توقيت القاهرة المحلي 20:10:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عرس سياسي جماعي في لبنان بعد تحرير 16 جنديًا من "جبهة النصرة"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - عرس سياسي جماعي في لبنان بعد تحرير 16 جنديًا من جبهة النصرة

مجموعة الجنود الذي تم اختطافهم على يد جماعة " جبهة النصرة "
بيروت - فادي سماحة

طوى لبنان واحدة من الصفحات المؤلمة التي عاشها في الأعوام الماضية، جراء "فيض" الأزمة السورية عن حدوده إلى الداخل، بتحرير 16 عسكريًا كانت خطفتهم "جبهة النصرة" في بلدة عرسال أثناء معارك الجيش اللبناني مع مسلحيها ومسلحي "داعش" في 2 و3 آب/ أغسطس 2014، في صفقة تبادل رعتها وضمنتها دولة قطر.

وقضت الصفقة بإخلاء الجانب اللبناني 13 موقوفًا من الإسلاميين لديه بينهم 5 نساء، وتقديم مساعدات إغاثية للنازحين السوريين في جرود عرسال، وفتح ممر آمن دائم لانتقال الجرحى والمرضى إلى مستشفيات البلدة وخارجها.

وشملت الصفقة إخلاء السلطات السورية، بناء لطلب لبنان، عددًا من السجينات لديها اشترطت "النصرة" تحريرهن، وقالت مصادر أمنية إن بينهن سمر الهندي قريبة زعيم "النصرة" في القلمون أبو مالك التلي، وذكرت مصادر واكبت التفاوض إن الهندي أوقفت في عرسال قبل زهاء شهر لتكون جزءًا من المبادلة، وهي من بلدة أمير "النصرة"، وإن توقيفها ساهم في تعجيل العملية، وتضمنت المبادلة تسليم جثة الجندي محمد حمية الذي كانت "النصرة" أعدمته العام الماضي.

وعمَّت لبنان فرحة عارمة، وخصوصًا أهالي العسكريين الذين لم يتوقفوا عن التحرك على مدى 16 شهرًا للمطالبة بمقايضة أبنائهم بمطالب الخاطفين، وسط مخاوف أهالي 9 عسكريين ما زالوا محتجزين لدى "داعش" في الغموض حول قنوات التفاوض مع قادة التنظيم.

ونقلت وكالة "رويترز" عن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم قوله "إن حكومة لبنان مستعدة للتفاوض مع داعش للإفراج عن الجنود التسعة المحتجزين منذ آب 2014".

وعاش أهالي العسكريين، ومعهم كبار المسؤولين، حبس أنفاس على مدى الأيام الأربعة الماضية بعدما تعثر تنفيذ الصفقة السبت الماضي، لبروز شروط من "النصرة" حول التنفيذ، لاسيما بالنسبة إلى توقيت إجراء المبادلة وطريقة التأكد من إيفاء كل فريق بالتزاماته والوجهة التي ينوي السجناء الذين أفرجت عنهم السلطات اللبنانية سلوكها في المفاوضات التي قادها اللواء إبراهيم بتكليف من خلية الأزمة الوزارية التي تشكلت برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام منذ بدء التفاوض بعد عملية الخطف.

وجرى "التسلم والتسليم" من دون أي ثغرة في التنفيذ صباح أمس في منطقة وادي حميد الواقعة في جرود عرسال داخل الأراضي اللبنانية، والتي تقع بين البلدة وجرود منطقة القلمون السورية، حيث كان العسكريون محتجزين. ووادي حميد هو بمثابة "منطقة عازلة" بين المسلحين السوريين ومواقع الجيش اللبناني عادة ما تكون مسرح اشتباكات وتبادل للقصف بين الجانبين.

وبدأت العملية بعيد الثامنة صباحًا بتسليم جثمان الجندي الشهيد حمية التي نقلها الصليب الأحمر اللبناني، ثم بنقل السجناء لدى السلطات اللبنانية. وتقدم مسلحون من "النصرة" إلى وادي حميد رافعين رايات التنظيم وبأسلحتهم للتأكد من الإفراج عن السجناء، ومنهم سجى الدليمي (عراقية) طليقة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، التي صرحت بأنها قررت البقاء في لبنان تمهيدًا للانتقال إلى تركيا.

وأبلغ سائر السجناء المفرج عنهم الـ13 (من جنسيات لبنانية وسورية وفلسطينية) المسلحين قرارهم البقاء في عرسال أو أماكن أخرى من الأراضي اللبنانية.

وأعقب ذلك تسليم "النصرة" العسكريين المخطوفين الذين أدخلوا بثلاث سيارات وتولى عناصر من الأمن العام والجيش اللبناني التأكد من وصولهم بإشراف مباشر من اللواء إبراهيم وحضور وجهاء من بلدة عرسال، أبرزهم نائب رئيس البلدية أحمد فليطي والشيخ مصطفى الحجيري.

ونقل العسكريون بسيارات الصليب الأحمر إلى ثكنة الجيش في بلدة اللبوة حيث استقبلوا استقبال الأبطال ونحرت لهم الخراف وأُلبسوا بزاتهم العسكرية بعد حلق ذقونهم التي كانت أطلقت أثناء أسرهم.

وشاهد أهالي المخطوفين من مقر اعتصامهم في وسط بيروت إطلاق أبنائهم على شاشات التلفزة، وتراوحت ردود فعلهم بين الرقص والزغردة والبكاء فرحًا، في ما غصت خيم الاعتصام بالأقرباء والمتضامنين والسياسيين المهنئين. وانتظر الجميع وصول المحررين إلى السراي الحكومية، حيث استقبلهم رئيس الحكومة تمام سلام يحيط به السفير القطري في بيروت علي بن محمد المري والوزراء أعضاء خلية الأزمة والقادة العسكريون واللواء إبراهيم، فصافحوهم وقبلوهم فردًا فردًا وحمل كل منهم العلم اللبناني على أنغام النشيد الوطني.

وعندما التقى العائدون أهاليهم في القاعة الكبرى في السراي، علا الصراخ وسط القبلات والعناق والانفعالات في لحظة عاطفية مؤثرة.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عرس سياسي جماعي في لبنان بعد تحرير 16 جنديًا من جبهة النصرة عرس سياسي جماعي في لبنان بعد تحرير 16 جنديًا من جبهة النصرة



أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 11:27 2024 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مورينيو يعلن عودتة للتدريب في الصيف المقبل

GMT 17:24 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتنظيف الفرن بالطريقة الصحيحة

GMT 03:46 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

عفاف شعيب تكشف أسرارًا جديدة عن عائلة عبد البديع العربي

GMT 14:39 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشفي أكثر الأشياء التي تثير عصبية زوجك وغضبه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon