بغداد ـ مصر اليوم
شيّع عراقيون، اليوم الأربعاء، في العاصمة بغداد، طفلين قضيا غرقا في البحر المتوسط، عند محاولة أسرتهما الوصول إلى الجزر اليونانية المقابلة للسواحل التركية.
وكان الطفلان العراقيان، وهما زينب، (11 عاما) وشقيقها حيدر (9 أعوام) يستقلان نفس القارب، الذي كان على متنه الطفل السوري الغريق، آلان الكردي.
وأثارت صورة الطفل السوري الغريق، وهو منكفئ على رمال شاطئ بودروم، جنوب غرب تركيا، موجة غضب دولية، دفعت القوى الكبرى للبحث عن حلول جدية لتدفق اللاجئين إلى القارة الأوروبية.
لكن وسائل الإعلام لم تركز على قصة الطفلين العراقيين، واستغرقت محاولة الأسرة أسبوعا حتى تسنى لها نقل جثتيهما إلى العراق.
وبدا والد الطفلين أحمد هادي (51 عاما) منهارا، ولا يقوى على الحديث عند وصول الجثتين إلى مطار بغداد الدولي، بينما كانت أمهما زينب في حالة هستيرية.
ونجا الوالدان وطفلهما الثالث من الغرق في الحادث الذي وجه أنظار العالم إلى معاناة مئات آلاف اللاجئين، الذين يقطعون البحار والحدود في رحلة محفوفة بالمخاطر على أمل الوصول إلى أوروبا.
وألقى الوالدان باللوم على الحكومة العراقية، وأشارا في تصريحات لوسائل الإعلام، أن الحكومة هي المسؤولة عن غرق الطفلين، لأن أوضاع البلاد، هي التي دفعتهم إلى سلوك طريق الهجرة المحفوف بالمخاطر.
وأضافا "هربنا من المفخخات اليومية، والتفجيرات، وعدم توفير الخدمات، والحروب التي لا تنتهي. رحلنا لأننا أردنا حياة أفضل لأطفالنا".
ومن المقرر أن ينقل جثمانا الطفلين إلى مدينة كربلاء (جنوب) لكي يوارا الثرى.
ونزح أكثر من ثلاثة ملايين عراقي من مناطقهم شمال وغرب البلاد صوب مناطق أكثر أمنا في إقليم شمال العراق، أو محافظات وسط وجنوب البلاد، منذ صيف العام الماضي، إثر اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لتلك المناطق، وتحولها لساحة معارك عنيفة بين المتشددين، وقوات الأمن العراقية، التي تسعى لطرد مقاتلي التنظيم.
كما فر عشرات الآلاف إلى خارج البلاد، ويشكلون إلى جانب السوريين النسبة الأكبر من اللاجئين المتدفقين على أوروبا.


أرسل تعليقك