القاهرة – مصر اليوم
أثار ترشح اسم الدكتور نبيل عبدالمقصود، مدير مستشفى قصر العينى الفرنساوى، لحقيبة وزارة الصحة في التغيير الوزاري المرتقب، حفيظة موظفين فصلهم أو نقلهم إلى أماكن أخرى مؤخرًا، وبعد زيارة للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للمستشفى، روج عبدالمقصود أنه طالب فيها بتخفيض العمالة بنسبة ٥٠٪.
وانتقم «مظاليم عبدالمقصود» منه بإرسال أوراق طعنت في سيرته الذاتية، وشككت في حصوله على درجة الدكتوراه، وفضحت ما وصفته بعمليات النصب التي مارسها، إلى «جهات رفيعة المستوى»، لوقف ما وصفوه بـ«كارثة تعيين مدير المستشفى الفاشل» وزيرًا للصحة.
وقال عباس محمود، وهو موظف نُقل مؤخرًا من قصر العينى إلى جامعة القاهرة: «إن ملف عبدالمقصود «ملغم» ما يستوجب فتح تحقيق معه لكشف الأكاذيب التي يروجها للرأى العام، ويقدمها للجهات الرسمية».
وأكد أن «تاريخ أكاذيب مدير المستشفى تاريخ طويل»، موضحًا أن قسم طب الصناعات الذي كان عبدالمقصود يعمل به، رفع مذكرة في ديسمبر ١٩٨٦، إلى عميد كلية الطب بجامعة القاهرة الدكتور معتز الشربينى آنذاك، جاء فيها أن الأداء العلمى لعبدالمقصود «سيئ جدًا».
وصدرت مذكرة القسم بعدما اجتمع بكامل هيئته، لتقييم أداء عبدالمقصود إثر رسوبه في تمهيدى الماجستير، رغم أنه كان معيدًا بالجامعة، وهى سابقة في الجامعات المصرية، فيما تطرقت المذكرة إلى المستوى السلوكى لـ«المعيد الراسب»، فاعتبرته مثالا للطالب السيئ، ورصدت أنه وجه أبشع الشتائم لأعضاء القسم الذين وقعوا قرار عدم تعيينه مدرسًا مساعدًا، بسبب تدنى مستواه العلمى، كما تغيب عن الجامعة لمدة عامين من ديسمبر ١٩٨٩ حتى ١٩٩١، بعدما رفض رئيس الجامعة منحه إجازة، ليعود بعدها ليقدم شهادات بحصوله على «شهادة دكتوراه مشكوك فيها» من الولايات المتحدة الأميركية.
شكوى
أشار إلى أن السيرة الذاتية لعبدالمقصود تكشف عن أن نقابة الأطباء اشتبكت معه، إثر تلقيها شكاوى من مجنى عليهم تعرضوا للنصب من قبله، حين أوهمهم بقدرته على علاج الإدمان، وأفاد قسم طب الصناعات التابع له بأن الإدمان ليس من تخصصه، الأمر الذي يستلزم مساءلته قانونيًا من قبل النقابة، فضلا عن المساءلة الجنائية، وقررت النقابة آنذاك وقف عبدالمقصود عن العمل عامًا، على سبيل عقابه على دعايته لنفسه في وسائل الإعلام بقدرته على علاج الإدمان على خلاف الحقيقة.
تزوير
وقال قسم طب الصناعات: «إن الدكتور نبيل عبدالمقصود دلّس عليه في الشهادات التي قدمها لمعادلة الدكتوراه من جامعة كنتاكى الأمريكية، والتي يزعم أنه حصل عليها في فلسفة الطب، حيث ثبت بمراجعة المستندات أنه لم يؤد امتحانًا تحريريًا ولا إكلينيكيا ولا عمليًا، في مادة تخصصه، بما يعد مخالفة للقواعد العلمية ولوائح المجلس الأعلى للجامعات في الوقت ذاته». وأظهرت عملية تدقيق الأوراق أيضًا أن عبدالمقصود أدى امتحانًا في اللغة الإنجليزية وشفهيًا فقط.
كذبة
كما قدم عبدالمقصود في وقت سابق شهادة ماجستير ادعى حصوله عليها، في مجال صحة البيئة من جامعة «تينيس» الأمريكية، في مارس ١٩٨٥، ورفضت كلية الطب معادلتها كون الجامعة الأمريكية غير معتمدة من قبل المجلس الأعلى للجامعات، ولجأ عبدالمقصود آنذاك إلى ختم الرسالة بخاتم النسر الخاص بكلية الطب البيطرى التي كان والده عميدًا لها. وقال قسم الصناعات: «إنه طالما أن الماجستير غير معتمد، فالمنطقى أن تكون الدكتوراه غير معتد بها.
صفر
وأصدر المجلس الأعلى للجامعات تقريرًا لتقييم أداء عبدالمقصود، قدرت مستواه العلمى والمهنى، أفاد فيه أنه فيما يتعلق بالإنتاج العلمى، فإنه حصل على صفر من ٦٠، وفى عرض ومناقشة الأبحاث على ٨ من ٢٠، الأمر الذي يتطلب إعادة فتح ملف مدير المستشفى الذي يقول إنه يتردد باستمرار على رئيس الحكومة، تمهيدًا لتوليه حقيبة الصحة.


أرسل تعليقك