توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آخر الرجال

  مصر اليوم -

آخر الرجال

بقلم - د. وحيد عبدالمجيد

 إذا كان هناك مبرر ما للجدل حول فيلم «القضية رقم 23» الذى وصل إلى القائمة المختصرة لأفضل فيلم أجنبى فى مهرجان الأوسكار، وجدارة تمثيله للعرب لأن مخرجه زياد دويرى ذهب إلى إسرائيل، فليس ثمة أى منطق للاختلاف على أهمية وصول فيلم «آخر الرجال فى حلب» إلى القائمة المختصرة لأفضل فيلم وثائقى فى هذا المهرجان.

ناقشتُ فى اجتهادات أمس الاول منطق الجدل حول فيلم «القضية رقم 23» وانتهيت إلى أن ذهاب مخرج لبنانى إلى إسرائيل لتصوير أجزاء من أحد أفلامه لا يُبَّرر اتخاذ موقف ضد فيلم آخر تماما له.

أما فيلم «آخر الرجال فى حلب»، فلا أجد منطقاً لهجوم البعض عليه، أو عدم الابتهاج للإنجاز الذى حققه للسينما العربية عموما، الفيلم ليس سياسياً، ومخرجه الموهوب فراس فياض حرص على عدم تسييسه، حتى لا يُخرجه من سياقه الإنسانى، رغم أنه يتناول جانباً من أحد فصول الحرب الضارية فى سوريا.

يقدم الفيلم صوراً إنسانية فريدة لعدد من المتطوعين فى مجال الدفاع المدنى فى حلب، فى الأيام التى بلغ فيها القصف الجوى إحدى ذراه. الرجال الذين يُصورهم الفيلم لا يتسابقون للهروب من جحيم القصف والدمار وشبح الموت الذى يلاحقهم فى كل لحظة، بل يصرون على البقاء لمساعدة أطفال ونساء ورجال يحتاجون إلى أى عون.

وكثيرة هى المشاهد الإنسانية العميقة التى يستحيل على معظم مشاهديها حبس دموعهم. ولكن مشهد المُنقذ الذى ينتشل طفلاً من تحت الأنقاض، ويُنقذ حياته، ثم يرعاه فى الأيام التالية، أحد أكثر هذه المشاهد تأثيراً0

الكاميرا هى بطلة هذا النوع من الأفلام التى يتوقف جانب أساسى من تقييمها على الصورة. ولكن خالد عمر ومحمود، وزملاءهما المتطوعين الذين رفضوا الهرب من حلب، هم الذين يصنعون لهذا الفيلم تميزه، فضلاً عن المخرج الذى نجح فى استخدام مجموعة من الصور المتفرقة التى بثت وسائل الإعلام معظمها فى حينها بطريقة فنية بحيث تبدو كما أنها جديدة أو حصرية.

حرص فياض على تقديم عمل فنى إنسانى رفيع فى موضوع تقطر منه الدماء، دون أن ينزلق إلى التسييس الذى يتورط فيه مهاجمو هذا الفيلم، ومن لا يحفلون بالضحايا الذين يصوَّرهم والكارثة التى يُوثقها.

نقلا عنالاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آخر الرجال آخر الرجال



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon