توقيت القاهرة المحلي 12:14:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يكره البعض «الانتخابات»؟

  مصر اليوم -

هل يكره البعض «الانتخابات»

بقلم - أنيسة عصام حسونة

عندما نزلت يوم ٢٦ مارس ٢٠١٨ لأعطى صوتى فى انتخابات الرئاسة تصورت أن نزولى فى ساعات النهار الأولى سيسمح لى بالانتهاء من التصويت فى دقائق معدودة على أساس أن الموظفين سيكونون فى مكاتبهم أو مصانعهم والشباب فى جامعاتهم والسيدات إما فى المنازل يعدون للغداء قبل النزول أو فى محال عملهم، وكان من حسن حظى أن لجنتى الانتخابية قد تغير موقعها لتصبح على بعد دقائق من منزلى، وبالتالى ارتديت ملابسى وتوقعت أننى سأعود للمنزل خلال ربع ساعة على الأكثر، وبالفعل عند دخولى إلى شارع اللجنة الجانبى رأيت طابورا قصيرا من السيدات يقف خارج الباب الحديدى للمدرسة المنعقدة بها اللجنة، وكانت هناك حراسة من الجيش خارج السور الأسمنتى للمدرسة، بينما يقف رجال الشرطة عند الباب لتنظيم الدخول إلى اللجنة التى يوجد خارجها مظلة للحماية من الشمس ومقاعد للراحة لمن يحتاج لها، وكنت أرى من خلال الباب المفتوح كراسى بعجلات لغير القادرين على السير، ووقفت بنظام فى نهاية الطابور أنتظر تحركه دون أن يحدث ذلك إلا ببطء شديد.

وبعد حوالى ثلث ساعة من الوقوف قررت التطوع بالذهاب للحديث إلى رجل الأمن ليسمح بتحرك الطابور الواقف فى الشمس ليصبح داخل المدرسة قليلا لتفادى حرارة الشمس، خصوصا أن هذه لجنة سيدات، وعدد كبير منهن من المتقدمات فى السن، ودعانى رجل الأمن بلهجة مهذبة إلى إلقاء نظرة داخل المدرسة لأجد لدهشتى الشديدة طابورا طويلا جدا أمام باب الدخول إلى غرفة اللجنة ينظمه رجل أمن آخر إضافة إلى كثير من السيدات الجالسات على كنبات خشبية، وبالتالى أدركت أن اللجنة مزدحمة جدا فى الصباح عكس ما توقعت، وفى هذه اللحظة ظهر عميد من القوات المسلحة يمر على اللجان لمراجعة إجراءات التأمين وأيدنى فى رأيى وأدخل السيدات فى الطابور الخارجى إلى حوش المدرسة الظليل والذى تتناثر به الكنب والمقاعد الخشبية.

بدأت السيدات الواقفات والجالسات فى تبادل الحديث الودى المتفائل بشأن ما ستأتى به الأيام ولاحظت أن الشابات قد اصطحبن الأطفال الواقفين بترقب لدخول اللجنة ووضع أصابعهم فى الحبر الفوسفورى، وكانت السيدات مبتسمات مقبلات على التصويت بحماسة وعندما دخلت إلى الغرفة كانت النساء مسيطرات على الموقف بكفاءة، بدءا من السيدة المستشارة إلى جميع الموظفات، وسارت الأمور بسلاسة شديدة وانتهت الأمور فى دقائق لأضع صوتى فى الصندوق الشفاف وخرجت سعيدة بأننى قد مارست حقى الدستورى فى الانتخاب وخرجت متبادلة التحيات والصور مع زميلاتى الناخبات وانتهى المشهد بدخول سيدة بسيطة باب المدرسة ومعها دف ومزمار وطفلان يغنيان «وقالوا إيه» بصوت مرتفع أثار السعادة فى الحضور وعندما اعترض رجل الأمن على الغناء باعتباره دعاية انتخابية يجب أن تكون خارج اللجنة أجابته بابتسامة عريضة «أنا بعمل دعاية لأولادنا فى الجيش مش للمرشحين».

إذن تجربتى الشخصية فى الإدلاء بصوتى فى لجنة نسائية مزدحمة تدل على وجود شفافية تامة وعدم وجود تدخل من أى نوع لتوجيه التصويت ونظام محكم للدخول والخروج مع احترام شديد للناخبات ورعاية فائقة لكبيرات السن، ويصبح سؤالى هنا هو: لماذا يهاجم البعض الانتخابات؟ هل يكرهونها من حيث المبدأ؟ أم كانوا يعتقدون أنها ستزور لصالح مرشح بعينه وهذا ما ثبت عكسه بدليل الأصوات الباطلة وأصوات المرشح المنافس إضافة إلى أن التصويت وفرز الأصوات تم أمامنا على الهواء مباشرة فى جميع القنوات؟ أم أنهم يعترضون على المرشحين، وبالتالى قرروا عدم الذهاب للصناديق، فلم تظهر أصواتهم فى تلك الباطلة أو غيرها؟ ويصبح سؤالى هنا: متى نصل إلى المرحلة التى نتوقف فيها عن انتقاد الانتخابات وننظر إلى فوائدها الديمقراطية؟

نقلا عن المصري اليوم القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يكره البعض «الانتخابات» هل يكره البعض «الانتخابات»



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon