توقيت القاهرة المحلي 08:43:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من قتل مريم؟

  مصر اليوم -

من قتل مريم

بقلم : مارلين سلوم

المدينة تلتحف بضبابها، لتخفي الكثير من الغموض والجرائم والجاسوسية. غريب أمر «بريطانيا العظمى» كما كانوا يسمونها، كيف أصبحت تناصر العنف والإرهاب وتأوي المطلوبين من العدالة في دولهم، وتتجاهل جرائم تقع على أرضها في وضح النهار وفي الشوارع المزدحمة بالمارّة وأمام أعين كاميرات المراقبة.

مريم مصطفى عبدالسلام ابنة النيل ماتت.

هل اهتز ضمير العدالة في بريطانيا لأجلها؟ لماذا نامت قضية تلك الطالبة المصرية التي سحلتها 10 فتيات «سمراوات» في الشارع وضربنها وركلنها ولحقن بها داخل حافلة وواصلن الاعتداء عليها والكاميرا تصوّر المشهد، حتى دخلت في غيبوبة، ولم تجد أي صدى قبل أن ترحل تاركة وجعاً كبيراً وتساؤلات كثيرة؟

لا نصدر أحكاماً على أحداث نجهل التفاصيل الخفية فيها، إنما تستوقفنا نقاط لا يمكن تجاهلها، وإشارات تدل على توجهات عامة وخط سياسي تسلكه تلك الدولة في تعاملها مع أي قضية تتعلق بمصر. وحين نسأل من قتل مريم؟، نضع أمامنا ملف التحقيق بقضيتها الذي طوي سريعاً وأخلي سبيل إحدى الفتيات المتهمات بالاعتداء عليها، دون حتى استدعاء أي من الشهود أو الاستناد إلى شريط الفيديو الذي صورته كاميرا المراقبة داخل الحافلة.

من قتل مريم قد يكون معروفاً ظاهرياً ومحصوراً بالفتيات العشر، لكن الإهمال المتعمد من الحكومة البريطانية هو شريك في الجريمة أيضاً، انتشار النزعة العنصرية في بريطانيا شريك في الجريمة، إيواء إرهابيين وعناصر من منظمات مشكوك بأمرها متهم أيضاً، العنف المتنقل في زي أحداث فردية له يد أيضاً في القضية.. فأين الدولة من كل ما يحدث على أرضها؟

أليست هي نفسها بريطانيا التي ثارت وغضبت وهددت روسيا أمس بسبب مقتل «الجاسوس» الروسي (والعميل المزدوج) سيرجي سكريبال على أراضيها؟ هل يجب أن تكون مريم جاسوسة كي يهتز ضمير العدالة في بريطانيا لأجلها؟

أليست هي نفسها المتهمة وجامعة كامبريدج، بالتورط في مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، والذي كانت تشرف على أبحاثه داخل مصر دكتورة الجامعة المنتمية للإخوان مها عبدالرحمن؟.. إنها هي ذاتها التي تتستر على مجرمين وإرهابيين وتنام على حق طالبة قتلت سحلاً وضرباً.

الدولة التي «لا تغيب عنها الشمس»، يغيب عنها نبذ العنصرية وحماية حقوق الإنسان بلا أي تمييز على أرضها، وتغيب عنها محاربة العنف بكل أشكاله..

مريم قضية مصرية جديدة تكشف عن موقف غير معلن صراحة ضد «المحروسة» الآمنة والمستقرة. سياسة تغذي الإرهاب لتصدره إلى الخارج، لكنه لا بد أن يرتد إلى الداخل يوماً. من المستحيل تجاهل ما تفعله بريطانيا مع مصر، وموقفها العدائي المعلن بأشكال مختلفة وأحداث فردية، وكأنه الاستنزاف بدم بارد.

 نقلًا عن المصري اليوم القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من قتل مريم من قتل مريم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon