توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف صنعت الديموقراطية فارقَ التقدم بين الكوريتين؟

  مصر اليوم -

كيف صنعت الديموقراطية فارقَ التقدم بين الكوريتين

بقلم-عزمي عاشور

من حُسن الحظ أن واقع التفاعل في المجتمعات، سواء في قدرتها على إحداث نهضة برؤية النخبة التي تحكمها أو العكس، تظهر تطبيقاتها على أرض الواقع. وأبرز الأمثلة هنا، نموذج كوريا الجنوبية في مقابل كوريا الشمالية. فتجربتهما تكشف كيف أن إكسير التقدم يتجسد في رأس النخبة الحاكمة ودورانها في شكل ديموقراطي ليعكس نزاهة الحكم.

فالكوريتان من حيث الانتماء المبني على التقسيم الجغرافي يقعان في شرق آسيا، ومن حيث العرقية والاثنية والقومية ينتميان إلى عرقية ولغة وأرض واحدة. فكيف حدث الفارق في التقدم مع وجود هذا الاشتراك في المقومات الأساسية والذي يصل إلى حد التطابق؟ الاختلاف يبدو بين تأثير مظاهر التقدم والحضارة على مجتمعين كانا في السابق مجتمعاً واحداً. جرى الفصل بينهما بسلك شائك، فأصبح أهل الجنوب يعيشون قمة النضج الحضاري الذي تجلت مظاهره في الرخاء المعيشي والقدرة على الدخول في تفاعلات اقتصادية وتكنولوجية مـــع الغرب تتسم بالندية، فأضحى الكثير من شركاتها الصناعية كوكبية عابرة للقارات كشركات السيارات والكومبيوتر وغيرها.

هذا إضافة إلى التمتع بالثقافة العصرية التي تحكمها قيم العمل والنظام واحترام القانون. لكنك إذا عبرت الخط الفاصل ستندهش من مظاهر الفقر والبؤس. فمستويات المعيشة منخفضة والأمية منتشرة والشوارع ليست نظيفة مع أن سحنة البشرة هي السحنة نفسها. وبالتالي فإن هذه الصورة المقابلة المضادة للأشخاص أنفسهم ما بين التقدم في الجنوب والتخلف في الشمال، تقف وراءها صور متناقضة في طبيعة النظام السياسي الحاكم. فكوريا الجنوبية تتسم في نظام حكمها بالديموقراطية وتداول السلطة، فضلاً عن قدرتها على إحكام سيادة القانون. وبالتالي فهي تطبق النمط الديموقراطي في الحكم القائم على تداول السلطة. في المقابل تبدو الصورة معاكسة في كوريا الشمالية حيث هناك ما يشبه التعمد في وجود حزب مهيمن يورّث فيه الحكم داخل أسرة واحدة من الجد للأب للحفيد. ومن هنا نلاحظ أن نتائج التقدم في كوريا الجنوبية ارتبطت في شكل كبير بطبيعة النظام السياسي. فعملية الرخاء ورفاهية العيش هي انعكاس لنزاهة الحكم وسيادة القانون. وفي المقابل يمكن ربط التخلف وانخفاض مستويات المعيشة في الشمال إلى سلطوية أسرة واحدة مهيمنة في شكل مستفز، وإن تسترت بقواعد الحزب الحاكم.

نقلا عن الحياه اللندنيه 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف صنعت الديموقراطية فارقَ التقدم بين الكوريتين كيف صنعت الديموقراطية فارقَ التقدم بين الكوريتين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon