توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«فرق الموت» بنكهة عربية

  مصر اليوم -

«فرق الموت» بنكهة عربية

بقلم - جيهان فوزى

مثلما يكون للجاسوس دور فعال فى الحروب بين الدول يمدها بالمعلومات الدقيقة ويمهد لها الطريق لمعرفة أدق التفاصيل حول الآخر، فإن إسرائيل لم تدخر جهداً فى استغلال كل أدواتها الاستخبارية فى حربها القذرة مع العرب والفلسطينيين، وإحدى أهم هذه الأدوات «وحدة المستعربين» أو فرق الموت، وعادت لتنشط بعد استخدام قوات الاحتلال عناصر المستعربين بشكل واضح فى مواجهة المظاهرات الفلسطينية الحالية، يرتدون اللباس الفلسطينى ويتسللون ملثمين إلى تجمعات الشبان الفلسطينيين أثناء مواجهتهم قوات الاحتلال فيقومون باستدراجهم والمساهمة فى اعتقالهم وقتلهم فى أحيان كثيرة. تقوم عناصر هذه الوحدة بالتجول فى المناطق الفلسطينية ويتخفون بلباس المواطنين الفلسطينيين ويتم اختيارهم تبعاً للمهمة واحتياجاتها فاغتالت عدداً من القيادات والنشطاء الفلسطينيين، إضافة إلى عمليات التتبع وتقصى المعلومات حول المشاركين فى المظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلى وكانت فى أوج نشاطها خلال الانتفاضة الأولى عام 1987 عندما كان إيهود باراك، وزير الأمن الإسرائيلى، ومهمتها مباغتة الهدف داخل التجمعات الفلسطينية حيث يتخفون بالكوفية الفلسطينية ويستقلون سيارات تحمل لوحات فلسطينية ولا يوجد وقت محدد لتنفيذ عملياتهم، بل يتحركون فى اللحظة التى تتوافر فيها المعلومات الاستخبارية عن الهدف، ويقومون برصده ومراقبته، وخلال تحركهم يكونون على اتصال مباشر مع وحدات عسكرية قريبة للتدخل عند الضرورة.

«المستعربون» وحدة عسكرية إسرائيلية أنشئت قبيل حرب عام 1948 مكونة من ثلاثة أقسام «اليمام»، التابعة للشرطة العسكرية الإسرائيلية، ووحدة «دوفدوفان»، التابعة لجيش الاحتلال، وكانت تعمل فى الضفة الغربية، ووحدة «الشمشون» وكانت تعمل فى قطاع غزة وتابعة للجيش أيضاً. تاريخياً كانت وحدة المستعربين تتبع جهاز الأمن الداخلى «الشاباك»، وكانت مهمتها الاندماج مع اللاجئين الفلسطينيين، ثم نشأت فكرة تشكيلها لدى جهاز الاستخبارات الخارجية «الموساد»، وبدوره استغل موجات اللاجئين الفلسطينيين خلال حرب 48 من أجل زرع العملاء اليهود فى الدول العربية إبان الحرب وبعدها فحصل هؤلاء العملاء على هويات عربية ومن خلال هذه الهويات عمل العديد منهم مثل «إيلى كوهين» فى دمشق، الذى أعدم عام 1965، و«باروخ مزراحى»، الذى زرع فى اليمن واعتقل فى مصر، حيث أطلق سراحه، وهؤلاء تخصصوا فى إرسال التقارير وأى خطوات غير عادية أخرى للدول التى عاشوا فيها. لقد تأسست وحدة المستعربين قبل قيام إسرائيل حيث كانت للمنظمات اليهودية كـ«الهاجاناة» وحدات مستعربة تقوم بجمع المعلومات وتنفيذ الاغتيالات وبقيت هذه الوحدة حتى بعد قيام دولة الاحتلال وكان أفرادها يوجدون دائماً فى التجمعات الفلسطينية ثم توقف عملها مدة طويلة لتعود مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987 بنفس الكيفية، فإلى جانب مهامهم الاستخباراتية والاعتقال والقتل يشنون حرباً نفسية ويبثون الشائعات لإثارة الفتنة بين الناس الذين يعيشون بينهم لفترات قد تمتد لأشهر حتى انتهاء المهمة.

المستعربون أحد الأسرار الكبيرة فى الأوساط الاستخبارية الإسرائيلية، وقد حُلت هذه الوحدة بعد تراكم المشاكل الاجتماعية التى نجمت عنها، إذ اضطر هؤلاء للزواج من عربيات مسلمات تحت وطأة الضغوط من المحيط العربى الذى عاشوا فيه، وعندما قرر جهاز الشاباك إخراج المستعربين من الميدان ظهرت متاهات صعبة ومحيرة للتعامل مع الزوجات والأبناء، هل يخرجون معهم أم لا؟. فمثلاً «أحمد» العربى فجأة يصبح «يوسى» اليهودى، وعليه أن يصارح أسرته بالحقيقة وأنه ليس العربى الوطنى الذى أحبته زوجته إنما يهودى، فتحولت إلى مشكلة كبيرة، خصوصاً عندما يصل ابن المستعرب إلى سن الخدمة فى الجيش، ويجب أن يقرر إن كان سيتجند أم لا، فهو يعرف أن والدته عربية وأباه يهودى، ويسأل نفسه إلى أين عليه أن يوجه بندقيته؟!.

نقلا عن الوطن القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرق الموت» بنكهة عربية «فرق الموت» بنكهة عربية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon