توقيت القاهرة المحلي 10:58:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يتخذ ترامب قراراته؟

  مصر اليوم -

كيف يتخذ ترامب قراراته

بقلم - منار الشوربجي

لعل أخطر ما فى الصورة العامة التى رسمها مايكل وولف، مؤلف كتاب «النار والغضب»، لما يجرى بالبيت الأبيض هو الطريقة التى يصنع بها ترامب قراراته. فالنمط الذى تكرر على صفحات الكتاب باختلاف الموضوعات يشى بأن الرئيس الأمريكى يتخذ قراراته بعد استبعاد مستشاريه الأكثر دراية بالموضوع وربما على عكس ما قدموه من مشورة بخصوصه! ولا يوجد قرار اتضح أنه كان أكثر خطورة بالنسبة للإدارة الحالية من قرار ترامب بإقالة جيمس كومى، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى. فالقرار هو الذى فتح الباب على مصراعيه لتعيين محقق مستقل يتولى التحقيق فى علاقة حملة ترامب ثم إدارته بالروس. والتحقيقات تلقى بظلالها الكثيفة على سير عمل الإدارة نفسه وتغطى على أجندة الرئيس. وهى انتهت حتى الآن إلى إدانات لعدد من مساعديه، ولا أحد يعلم ما إذا كانت ستطال أسرة الرئيس أو حتى الرئيس نفسه ونائبه.

وقد كشف كتاب وولف النقاب عن اجتماع بالبيت الأبيض حضره رئيس الجهاز الفنى وقتها، رينس بريباس ومستشار ترامب السابق ستيف بانون، والمستشار القانونى للبيت الأبيض دون ماكجان، فضلا عن إيفانكا، ابنة الرئيس وزوجها جاريد كوشنر. وفى الاجتماع، قدم الرئيس منطقه الخاص الذى برر به نيته إقالة كومى، فقال إن «كل الديمقراطيين يكرهون» الرجل... وكل العاملين بمكتب التحقيقات الفيدرالى يكرهونه وإن 75% منهم لا يطيقونه. ويقول وولف إن تلك المعلومة الأخيرة تحديدا مصدرها كوشنر وثبت أنها لم تكن صحيحة. لكن المستشار القانونى، ماكجان، حاول، خلال الاجتماع، أن يوضح للرئيس أن كومى لا يدير بنفسه التحقيقات المتعلقة بروسيا، وأنها ستستمر حتى لو أقيل كومى. لكن ماكجان تعرض لسخرية الرئيس اللاذعة. وباستثناء ابنته وزوجها، سعى كل من حضروا الاجتماع بكل قوة لإثناء ترامب عن رغبته فى إقالة كومى، ثم خرجوا من الاجتماع معتقدين أنهم أقنعوا الرئيس. لكن ترامب ظل يخطط مع ابنته وزوجها لإقالة كومى. وفى اجتماع لاحق برئيس الجهاز الفنى، تصور الأخير، مرة أخرى، أنه عاد فأقنع الرئيس ولو حتى بتأجيل اتخاذ القرار. لكن ترامب فاجأ الجميع وأرسل خطاب الإقالة لكومى دون علم أى من مستشاريه، بمن فى ذلك وزير العدل ونائبه. ويذكّرنا المؤلف بواقعة شهدناها وقتها. فالرئيس الذى أقال كومى بسبب تحقيقات العلاقة مع الروس، اختار أن يقول لوفد روسى، التقى به بعد قراره مباشرة: «لقد أقلت لتوى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى... لقد واجهت ضغوطا شديدة بسبب روسيا. وقد تخلصت منها الآن»! وعبر صفحات الكتاب، وبخصوص القضية بعد الأخرى، يبرز ذلك النمط المتكرر فى الأداء، أى استبعاد ترامب لمستشاريه الأكثر دراية بالقضية موضع القرار أو اتخاذه للقرار رغم تحذيرهم له من عواقبه مهما كانت وخيمة.

وإذا صح ما جاء بكتاب وولف بخصوص ذلك النمط فى اتخاذ القرار، نصبح إزاء رئيس أمريكى ليس فقط يستحيل التنبؤ بما سيفعل، كما هو معروف بالفعل عنه، وإنما نكون أيضا إزاء رئيس قد يخلق لبلاده مشكلات داخلية لا حصر لها، ويدفع بالعالم لمنحنيات خطيرة لا يعلم أحد مداها.

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يتخذ ترامب قراراته كيف يتخذ ترامب قراراته



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 07:57 2021 الخميس ,02 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الخميس 2- 9-2021 في مصر

GMT 06:58 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

علاج محتمل للسكري لا يعتمد على "الإنسولين" تعرف عليه

GMT 14:10 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أسوان يخطط لعقد 9 صفقات قبل غلق باب القيد لتدعيم صفوفه

GMT 21:53 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

جهاز المنتخب الوطني يحضر مباراة الأهلي والإنتاج الحربي

GMT 17:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتصدر أجانب الدوري المصري بـ16 لاعبًا في الأندية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon