توقيت القاهرة المحلي 00:05:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان؟

  مصر اليوم -

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان

بقلم : عماد الدين حسين

صباح السبت الماضى كتبت فى هذا المكان مقالا بعنوان: «سباق انتخابات ثنائى.. أم ثلاثى؟»، تساءلت فيه هل سيكون السباق الانتخابى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى وسامى عنان وخالد على، أم بين السيسى وخالد على فقط؟

فى إحدى فقرات المقال قلت بالنص: «هل سيستمر عنان فى السباق الانتخابى أم لا؟.. استمعت إلى الصديق عبدالله السناوى وهو يتحدث للزميل أحمد عثمان فى قناة العربية صباح أمس مستبعدا أن يكمل عنان السباق لنهايته. شخصيا لا أملك معلومات ولكن تخمينى يكاد يوصلنى إلى نفس النتيجة التى توصل إليها السناوى ما لم تحدث معجزة».

هذا ما كتبته وللأمانة كانت عندى بعض الإشارات التى تقول إن عنان لن يصل إلى السباق النهائى لأسباب متعددة، وصباح يوم الاثنين الماضى كنت أناقش زملائى فى إدارة تحرير الشروق فى التصور النهائى للمرشحين وقلت لهم نصا: «أراهنكم على عزومة غداء لمدة أسبوع متواصل إذا دخل عنان الانتخابات».. وجميعهم أحياء يرزقون!!

مرة أخرى لم تكن عندى معلومات موثقة من مصادر رسمية بأن عنان لن يكمل السباق، لكننى قرأت مجموعة من المؤشرات والأخبار المتناثرة والحكايات المبعثرة والتصريحات الغامضة، والتهديدات المتعلقة بمحاربة الفاسدين، ثم وجدت كلام الصديق عبدالله السناوى لقناة العربية فاتكأت عليه.

أمس تم التحفظ على عنان، وإحالته إلى التحقيق بعد بيان القوات المسلحة أمس. هذا البيان وجه لعنان اتهامات مباشرة بالتحريض المباشر ضد القوات المسلحة، وإحداث الوقيعة بينها وبين الشعب، والتزوير فى المحررات الرسمية بما يفيد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة على غير الحقيقة، وعدم الحصول على موافقة القوات المسلحة، أو اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنهاء استدعائها له.

من أى زاوية يمكن فهم تطورات القبض على عنان، تمهيدا لمحاكمته، بعد ان حلم البعض بوصوله لمنصب رئيس الجمهورية؟

الإجابة هى أنه لا يمكن فهم الأمر وقصره على المخالفات الدستورية أو اللوائح والقواعد والقوانين.
بالطبع هى محددات مهمة، لكنها لم تكن بمفردها هى التى قادت إلى التطورات الدراماتيكية التى شهدناها طوال الأيام الماضية، منذ إعلان سامى بلح من حزب «مصر العروبة» لترشح عنان، وانتهاء بالقبض على عنان أمس.

ظنى الشخصى أن عنان لم يقرأ المشهد السياسى فى مصر قراءة دقيقة، وهو نفس الخطأ الذى وقع فيه أحمد شفيق قبل انسحابه.

تقديرى أن شفيق يمكن أن نلتمس له عذرا كبيرا، لأنه كان مقيما فى الإمارات، منذ مغادرته القاهرة إلى أبوظبى منتصف يونيه عام 2013 عقب خسارته الانتخابات الرئاسية بفارق ضئيل أمام مرشح جماعة الإخوان الرئيس الأسبق محمد مرسى.

شفيق لم يرَ كل التطورات التى حدثت فى مصر، وتصور الرجل أن الحياة تجمدت فى مصر عند اللحظة التى غادرها فيها، ولم يتخيل أن غالبية المصريين التفوا حول عبدالفتاح السيسى الذى غامر وخلصهم من كابوس الإخوان.

لكن ما هو عذر عنان؟ الرجل مقيم فى مصر ويعرف إلى حد ما كامل الصورة والتحديات والظروف وكل شىء والمؤكد أكثر أنه يدرك أن التجربة الديمقراطية المصرية لا تشبه ما يحدث فى دول اسكندنافيا، أو غالبية بلدان الغرب!!

أقول ما سبق ليس ذما أو إدانة لعنان أو شفيق، ولكن أتحدث من زاوية سياسية وليست قانونية أو دستورية.

العقبات أمام عنان كانت كثيرة من أول ضعف التوكيلات، مرورا بالبلاغات الموجودة فى القضاء وبعضها يتحدث عن كسب غير مشروع واتهامات بالتزوير فى محررات رسمية، نهاية بعدم قراءة الواقع بشكل صحيح وتلك هى الخطيئة الكبرى التى وقع فيها.

سيقول البعض ولكنك تنسف اساس التعددية واللعبة الديمقراطية وتحاول التماس اعذار لاجراءات قد تكون انتقامية؟

والاجابة هى لا واطلاقا.. لكن من المهم ان نفهم الواقع الذى نعيش ونتحرك فيه، وكل الظروف المحيطة.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف يمكن فهم ما حدث لعنان كيف يمكن فهم ما حدث لعنان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 21:09 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة
  مصر اليوم - أمير دولة الكويت يعلن حل مجلس الأمة

GMT 09:09 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

مورينيو يرفض وضع توتنهام رهينة لكورونا

GMT 10:44 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

صيحات موضة البوت متناهي الطول من وحي النجمات

GMT 20:44 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

روجيه فيدرر يشارك في بطولة قطر المفتوحة للتنس

GMT 08:49 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

10 قواعد ذهبية ومهمة لغرس الأشجار تعرف عليها

GMT 11:14 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يبحث تخفيف عقوبة محمد الشناوي

GMT 02:48 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

صفات تزيد وتُثير إعجاب الآخرين بك وفق الأبراج

GMT 03:20 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

ميكيل أويارزابال يتعادل للباسكي ضد برشلونة

GMT 00:51 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

نادي يوفنتوس الإيطالي يعلن إصابة أليكس ساندرو بفيروس كورونا

GMT 09:15 2020 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

مي الخريستي تتعرض لإطلاق نار على سيارتها

GMT 02:12 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

"يويفا" يرفع حظر إقامة المباريات في أرمينيا وأذربيغان

GMT 01:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يحقق إنجاز أوروبي بعد رباعية سيلتك في "اليوروباليغ"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon