توقيت القاهرة المحلي 02:10:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأحزاب بين الدين والسياسة

  مصر اليوم -

الأحزاب بين الدين والسياسة

فاروق جويدة

كانت لنا تجربة قاسية ومريرة مع الأحزاب الدينية التي قسمت المصريين إلي مسلمين وكفار ونصبت نفسها حاميا للإرادة الإلهية‏..‏ خلال عام واحد لم يعد ابناء الأسرة الواحدة يطيقون بعضهم واختلف الأبناء والأزواج والجيران ووجدنا من يحشدون البسطاء في مظاهرات واعتصامات تتهم المجتمع كله بالكفر.. وقد كان العقلاء علي حق حين كانوا يرفضون مبدأ الأحزاب الدينية لأنها اول خطوات الانقسام بين ابناء الشعب الواحد ولهذا يتجه رجال القانون في الدستور الجديد إلي رفض فكرة الأحزاب الدينية من حيث المبدأ.. لقد تحولت المساجد والمنابر الي تجمعات سياسية وخرج علينا اشخاص لم نعرفهم من قبل ونصبوا انفسهم فقهاء في الدين وعلماء في الشريعة وزعماء في السياسة.. علينا ان نفصل الآن بين من اراد ان يكون داعية اسلامي فالطريق واضح ومعروف ومن اراد ان يعمل في السياسة فالمستنقع السياسي واضح ومعروف ولا ينبغي ان ينصب الفقهاء والعلماء من انفسهم زعامات سياسية يكفي ما اشعلنا من الحرائق بسبب الخلط البغيض بين الدين والسياسة فقد تحول المجتمع كله إلي شيع واحزاب وخسرنا الإثنين معا لقد دارت معارك دامية في الشارع المصري بسبب هذا الخلط البغيض وبدأت مسلسلات الاتهامات والكراهية وتجمعت الحشود هذا يتهم بالكفر وهذا يتهم بالجهالة وكان الضحية في كل الأحوال ملايين المصريين من الفقراء والبسطاء الذين تاهوا بين الشعارات وماتوا في سبيلها رغم انها جميعا كانت دعوات مغرضة يجب ان نتمسك في الدستور الجديد بالفصل بين الدين والسياسة في عمل الأحزاب نحن دولة إسلامية شريعتها القرآن والسنة وليست الاجتهادات التي قسمت الشارع الإسلامي الي آلاف الأفكار والمذاهب.. إن علماء الدين لهم مكانتهم في ضمير الناس ورجال السياسة لهم ادوارهم في الحياة وشتان بين هذا وذاك.. يجب ان نغلق هذا الملف ويعود مشايخنا الأجلاء إلي الدعوة والتسامح كما تفرضها الأديان ويعود الساسة الي مائدة الحوار والتفاهم حول مستقبل هذا الوطن لأنه لا جدوي من هذه المعارك والصراعات التي قسمت الناس وافسدت حياتهم وعقولهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأحزاب بين الدين والسياسة الأحزاب بين الدين والسياسة



GMT 01:56 2024 السبت ,11 أيار / مايو

شعب واحد في بلدان كثيرة

GMT 01:53 2024 السبت ,11 أيار / مايو

من هو عدو العرب؟

GMT 01:48 2024 السبت ,11 أيار / مايو

من النهر للبحر... هناك مكان للجميع

GMT 01:45 2024 السبت ,11 أيار / مايو

الأسرة في قلب العاصفة

GMT 01:31 2024 السبت ,11 أيار / مايو

عالم الحروب وسلام «كانط» الدائم

GMT 01:28 2024 السبت ,11 أيار / مايو

اتفاق غزة... الأسئلة أكثر من الإجابات!

GMT 20:05 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

من أكثر تهوراً... البرهان أم «حميدتي»؟

GMT 19:57 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

اجتياح رفح لن يكون النهاية

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

مورينيو يرفض وضع توتنهام رهينة لكورونا

GMT 10:44 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

صيحات موضة البوت متناهي الطول من وحي النجمات

GMT 20:44 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

روجيه فيدرر يشارك في بطولة قطر المفتوحة للتنس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon