توقيت القاهرة المحلي 11:23:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الـذرّة

  مصر اليوم -

الـذرّة

بقلم هشام البدري

يقول الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :   بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ - فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ , وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿ 7, 8 الزلزلة﴾ . 
الآية الكريمة تؤكد أن الحساب في الآخرة سيكون دقيقا للغاية .. بل هو متناهي الدقة .. وأن أعمال الإنسان سوف توزن بميزان شديد الحساسية .. حتى أنه لن يغبن أو يترك مثقال ذرة من خير .. أو مثقال ذرة من شر .. إلا ووزنها !. 
كما يقول سبحانه وتعالى في آية أخرى : 
- قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ.......         
                                                                                                        ﴿٢٢سبأ ﴾ .
فالله سبحانه وتعالى قد استخدم مثقال الذرة في قرآنه الكريم للتعبير عن تلك الدقة المتناهية في الأشياء .. عبر آياته التي نزلت منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام .. وفي وقت لم يكن الإنسان يعرف شيئا اسمه الذرة .. مشيرا بذلك إلى أن الذرة أصغر مكونات المادة الموجودة في عالمنا المادي . 
ويأتي العلم الحديث بعد هذه الفترة الزمنية الطويلة .. وبعد أن تطورت وسائل البحث العلمي .. وتقدمت التكنولوجيا .. وتمكن الإنسان من رصد المادة ومعرفة مكوناتها .. ليثبت ويؤكد هذه الحقيقة العلمية التي أشار إليها القرآن الكريم منذ هذا الزمن البعيد .. وبما لا يدع مجالا للشك .. أن الذرة هي وحدة المادة .. وأن المادة تتكون من الذرات .
ولقد ذهب القرآن الكريم في لمحاته العلمية المعجزة إلى ما هو أبعد من ذلك .. حيث أراد الحق سبحانه وتعالى أن يلفت نظر عباده المؤمنين إلى أن هناك أيضا ما هو أصغر من الذرة ذاتها .
فقال :
- ........ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3  سبأ ) .
أي أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء في السماوات ولا في الأرض .. صغر كان أم كبر .. إلا أحصاه في كتاب دقيق .. حتى ولو كان هذا الشيء متناه في الصغر أي أصغر من الذرة نفسها .
وهي حقيقة علمية أخرى .. تأكد منها تماما الباحثون الذين يعملون في هذا المجال .. حيث أن  الذرة التي هي وحدة المادة .. وأصغر مكوناتها .. تتألف نفسها و تتكون من عناصر هي بلا شك أصغر منها .. هذه العناصر هي الإليكترونات .. والبروتونات .. والنيترونات .. بنسب مختلفة .. حسب كل مادة .
وما كان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول من تلقاء نفسه .. مثل تلك الحقيقة .. وغيرها من الحقائق العلمية التي جاءت على لسانه بالقرآن الكريم .. وهو الإنسان الأمي الذي لا يقرآ ولا يكتب .. والذي نشأ في بيئة صحراوية بدوية متواضعة .. وعصر ليس له أي نصيب من التقدم العلمي المرتبط بالتكنولوجيا .. وما كان له أن يخوض في مثل تلك المسائل العلمية الشائكة .. وهو يؤسس لمجتمع إنساني مؤمن .. تسوده الفضيلة .. والمساواة .. والقيم الأخلاقية السامية الرفيعة .
إلا أن يكون موحيا إليه من الله سبحانه وتعالى .. الخالق والصانع .. ورب العالمين .
وما هو إلا رسول مبلغ رسالة ربه .. وآياته إلى الناس كافة .
وصدق الله العظيم إذ يقول : 
-  فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ , وَمَا لَا تُبْصِرُونَ , إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ , وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ  
   قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ , وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ , تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
                                                                          (38-43 الحاقة )

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الـذرّة الـذرّة



GMT 19:04 2022 الخميس ,03 آذار/ مارس

تأهيل الحكومة الرقمية من أجل التنمية

GMT 10:38 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ميراث العلماء يعمر الكون ويقهر ظلمات الجهل والخرافة

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 17:38 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

قانون للتواصل الاجتماعي

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

الجريمة الإلكترونية

نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,24 شباط / فبراير

ديكور فخم في منزل شذى حسون في برج العرب

GMT 13:39 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب كيرمان في شرق إيران

GMT 13:44 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

«الزراعة» تواصل خطتها لخفض استهلاك المبيدات الكيماوية

GMT 01:58 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شالكه يسقط أمام كولن بالوقت القاتل في الدوري الألماني

GMT 06:57 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

التمدد أكثر فعالية من المشي لخفض ضغط الدم المرتفع

GMT 20:35 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل معجنات الثوم

GMT 07:25 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

توقعات العام 2021 لبرج الجدي وفق بطاقات التارو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon